توقيت القاهرة المحلي 01:14:44 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قمم وهضاب: بقاع وأدغال

  مصر اليوم -

قمم وهضاب بقاع وأدغال

بقلم - سمير عطا الله

 

تحولت الدعوة القومية إلى نزوات وتهريج ودماء دائمة. وأرادت بعض الشعوب المغلوبة الانتماء إلينا طلباً للوفر والسكينة، فأدخلناها طريق الحرب الأهلية، ودروب الفقر، وكيف تحل الميليشيا محل الدولة، والدم محل الوفاق، والشهادة بالموت بدل الشهادة بالفوز.

لدينا إحدى أغنى دول الأرض مثل ليبيا، لكننا عبرنا الحدود إلى أفقرها في . وذهب الأخ القائد إلى الفلبين يقاتل في بقاع لا يعرف أسماءها، وأدغال لا يعرف أهلها. وبدل أن يمضي في بناء الدولة التي اختطفها، راح يشيّد هيكلاً طفولياً إلا من عنفه وشراسته ومشانقه واغتيالاته. فلما زالت جماهيريته بعد أربعة عقود، كان حتى الهيكل قد أصبح رميماً.

منذ أول قمة حضرها، كان الأخ القائد يدخل القاعة بطريقة مسرحية يضحك لها الحاضرون كذباً وممالأة، وفي صدورهم خوف من أن يوسع الدور أو يستخدم المسدس في الهواء، أو يلقي خطاباً يستمر طوال مدة المؤتمر، بحيث لا يستطيع أحد آخر أن يتحدث. وكان يشوّش على الخطباء بطريقة مبددة للوقت، ومستخفة بالقضايا، ومزعجة، خصوصاً، للفلبين الصامتين خوفاً أمام نظام حكم استعارَ الأفكار من هنا وهناك، وأعلنها بديلاً للنظام الكوني القائم.

كانت هذه طريقة نادرة من طرق تسخيف الدولة العربية «ومنع قيامها». كان يطرح الوحدة كل يوم يميناً وشمالاً حتى أصبحت مثل نكتة اليوم. وبعدما كانت القومية العربية أفكار ساطع الدين الحصري ورفاقه وملهميه، صارت بيد أمينها الأخ معمر، وترفع شعارا جديدا «نار دم».

سيطرت فردية الذات على كل عمل جماعي. في أحاديثه إلى رئيس التحرير، يروي ضابط المخابرات العراقي سالم الجميلي، أن أقوى وأهم عنصر في العلاقة العراقية السورية كان هاجس صدام حسين من حافظ الأسد. عداء شخصي لا شفاء منه.

(لمرحلة بسيطة أقام صدام نهضة صناعية غير مسبوقة في تاريخ العراق). واعتقد الجميع أن الدولة العربية سوف تقوم أخيراً في بغداد. لكن مسار الدولة لم يرق طويلاً للرجل، وسرعان ما استيقظ فيه الشعور الإمبراطوري. سوف يهزم إيران ويحتل الخليج، ويعين نائباً له في اليمن، ويقيم نظاماً بعثياً في نواكشوط، ويلغي التعامل بالدولار، ويدير لمصلحته الحرب الدائرة في لبنان بدعم فريقيها الأساسيين: أبو عمار وأعدائه من القوات المسيحية. ودعم كليهما في وجه خصمه الأزلي حافظ الأسد.

نهاية مأساوية مريعة لزعيمي أغنى بلدان العرب. لم يتورع قتلهما عن إهانة الموت. كلاهما رفض الخروج بتسوية سياسية ومنفى محترم. وتركا ليبيا والعراق يبحثان عن شكل وصيغة دولة. وذلك في الركام الذي تركه الأميركي بول بريمر، ذو الحذاء الرياضي، الذي حل قوات الجيش والأمن وكأن العراق مزرعة أبيه.

إلى اللقاء...

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قمم وهضاب بقاع وأدغال قمم وهضاب بقاع وأدغال



GMT 20:35 2025 السبت ,08 شباط / فبراير

48 ساعة كرة قدم فى القاهرة

GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

نادين نسيب نجيم تتألق بإطلالات لافتة في عام 2025

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 00:46 2025 الثلاثاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يهدد بضربة عسكرية ضد طهران ويطالب حماس بنزع السلاح
  مصر اليوم - ترامب يهدد بضربة عسكرية ضد طهران ويطالب حماس بنزع السلاح

GMT 15:46 2025 الإثنين ,29 كانون الأول / ديسمبر

انخفاض جماعي في أسعار المعادن والفضة تهوي لأقل من 80 دولارًا
  مصر اليوم - انخفاض جماعي في أسعار المعادن والفضة تهوي لأقل من 80 دولارًا

GMT 01:56 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

التعليم.. والسيارة ربع النقل!

GMT 09:35 2025 الأحد ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

الرقة والأناقة ترافق العروس آروى جودة في يومها الكبير

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 12:22 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تعاني من ظروف مخيّبة للآمال

GMT 12:36 2017 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

زهير مراد يستوحي تصاميم الخريف من عالم الأساطير

GMT 05:47 2022 الإثنين ,31 تشرين الأول / أكتوبر

فيرستابين بطلا لجائزة المكسيك الكبرى للفورمولا 1

GMT 03:43 2021 السبت ,01 أيار / مايو

تامر حسني يطرح بوستر فيلم ”مش أنا”

GMT 03:30 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير الدفاع يغادر إلى البرتغال لدعم علاقات التعاون العسكري

GMT 09:04 2020 الإثنين ,27 إبريل / نيسان

تعرف على مواعيد قطارات السكة الحديد الإثنين
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt