توقيت القاهرة المحلي 01:24:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قصور الثقافة

  مصر اليوم -

قصور الثقافة

بقلم - سمير عطا الله

لا مبالغة في القول إن وليد جنبلاط هو كبير المثقفين السياسيين في لبنان. ويتميز أيضاً بأنه يشارك أصدقاءه في قراءاته، وهي غالباً قراءات المتعة الصافية، أي الأدب للأدب، وليس لغرض أو مناسبة أو توظيف. ويعجب المرء أن يكون للرجل كل تلك الهموم، ومع ذلك يعثر على الوقت للأدب الخالص، والرواية والوجدانيات الخلابة.

عندما دعانا إلى العشاء في منزله أخيراً، ذهبت الى المكتبة بحثاً عن إصدار جديد أحمله معي. والخيار ليس صعباً لأن «سيد المختارة» يقرأ باللغات الثلاث، العربية والفرنسية والإنجليزية، وإن تكن الفرنسية أكثرها طلاقة بتأثير من والده ووالدته معاً.

لكنني وجدت صعوبة في الانتقاء. فقد أصبحت الإصدارات الحديثة قليلة جداً في بيروت. ومعظمها من النوع السياسي المحدود الذي يعثر على زبائنه بسهولة. وليس هذا ما ينقص في مدينة غارقة في الرتابة والتكرار والملل وسطحيات الأرض. وكدت أعود خائباً. لكنني حملت معي المجلات الأدبية الدورية ومنها «نيويورك ريفيو أوف بوكس».

أحياناً أعثر في هذه المطبوعة الراقية على موضوعين أو ثلاثة، أو خمسة، تلتقي مع ذائقتي الأدبية، وأحياناً لا شيء. وفي هذا العدد، لا شيء. ثم وقعت عيني على ترجمة جديدة لقصيدة من ملحمة هوميروس المعروفة بـ«الأوديسة».

ما هو «الجديد» في ملحمة منذ القرن الثامن ق. م. وهي أسطورة في أي حال؟ هذا هو الجديد، أن هوميروس لا يزال حياً ولم يقم شاعر ملحمي يتفوق عليه حتى الآن. هؤلاء هم العباقرة الكلاسيكيون الذين ينتقلون معنا من عصر إلى عصر، ومن زمن إلى زمن وهم يزدادون ألقاً و«حداثة». وهذا هو يوليسيس، بطل هوميروس، يعطي اسمه لكبار أبطال الحداثيين، مثل جيمس جويس، لأن موقعه لا يتغير في الشعر والفكر والأسطورة.

بدل أن أحمل كتاباً حديثاً إلى مكتبة وليد جنبلاط، اقتطعت فقط، الصفحة 27: «يوليسيس ينقذ من البحر، نقلها عن اليونانية دانيال ماندلشون». الإيقاع الشعري، الوصف ما فوق الشِعر. محنة الإنسان الفرد تضربه العاصفة على الصخور، تحمله الموجة العالية العاتية وترميه مرة أخرى، فيحاول التعلق بطرف صخرة «ومن ثم انجرف ماؤها في دائرة - يومان وليلتان - تدفعه الأمواج المتصاعدة. وتطلع قلبه في الدمار وجهاً لوجه، ولكن عندما حمل الفجر اليوم الثالث إلى العالم، تلاشت الرياح وهبط هدوء وانقشاع وسكون، ثم آه، يا له من مشهد، لقد لمح طرف اليابسة أمامه هناك».

أمضينا الأمسية عند نورا ووليد جنبلاط، خارج لبنان. لا أحد تحدث عن الرئاسة. لم يأت أحد على ذكر سياسات لبنان. إلا في بعض النكات. تحاشينا جميعاً ذكر شيء، أو أحد، يفسد جو المكتبة وأضواء الكتب.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قصور الثقافة قصور الثقافة



GMT 20:35 2025 السبت ,08 شباط / فبراير

48 ساعة كرة قدم فى القاهرة

GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 18:07 2025 الجمعة ,26 كانون الأول / ديسمبر

نتنياهو يعلن اعتراف إسرائيل بأرض الصومال دولة مستقلة
  مصر اليوم - نتنياهو يعلن اعتراف إسرائيل بأرض الصومال دولة مستقلة

GMT 08:40 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الدلو الخمس 29 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 07:53 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

كيا سبورتاج 2026 تحصد لقب "أفضل اختيار للسلامة بلاس" لعام 2025

GMT 02:48 2017 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

النجمة حنان مطاوع تشارك في " نصيبي وقسمتك" الجزء الثاني

GMT 21:48 2025 الإثنين ,04 آب / أغسطس

تعرف على أكثر 8 أماكن اتساخا في المنزل

GMT 06:33 2020 الخميس ,03 أيلول / سبتمبر

الإعلامي محمد الباز يرد على أكاذيب دعاء خليفة

GMT 11:32 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

شاكيرا تلغي حفلتها في فرنسا بسبب أزمة صحية

GMT 18:47 2025 الثلاثاء ,20 أيار / مايو

نيمار يخطط للعودة إلى برشلونة

GMT 12:55 2020 الخميس ,06 آب / أغسطس

أسعار اللحوم في مصر اليوم الخميس 6 أغسطس

GMT 21:03 2020 الأحد ,26 تموز / يوليو

أسعار الدواجن في مصر اليوم الأحد 26 يوليو
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt