توقيت القاهرة المحلي 12:45:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

على أعصاب اللعيبة

  مصر اليوم -

على أعصاب اللعيبة

بقلم - د. محمود خليل

إعلانات قنوات «بير السلم» تثير العجب، سواء على مستوى الموضوع أو المحتوى أو الأبطال، فعلى مستوى الموضوع حدّث ولا حرج، فهناك إعلانات عن أدوية، وأخرى عن بناء مساجد، وثالثة عن تعمير مساجد بمفروشات أو مكتبات أو خلافه، ورابعة عن سُقيا الماء، وخامسة عن جمع تبرّعات لمرضى بأمراض مكلفة العلاج، والحبل على الجرار. والمحتوى هو الآخر لا يخلو من تنوع، فبعضها يعتمد على محتوى وعظى يقوم به أئمة أو دعاة، وبعضها يعتمد على سرد التجربة الذاتية مع دواء أو منتج معين من خلال شخص عادى، وبعضها يوظّف نجوماً يحكون تجاربهم مع المادة المعلن عنها ويجتهدون، بما لهم من تأثير وقدرة على التمثيل، فى إقناع الجمهور بها.

عشرات القنوات تبث هذه الإعلانات ليل نهار.. بل قل إنها نشأت أصلاً من أجل بث هذه النوعية من الإعلانات، ويأتى المحتوى (الدرامى فى الأغلب) الذى تبثه على الهامش.. والإعلانات كما حكيت لك تشمل كل شىء، وهى تتفاوت فى مستواها ما بين إعلانات مخدومة، وإعلانات «متكروتة»، وهى تبدأ من أحاديث المساجد وتمتد حتى «أحاديث بخة» و«الرقية الشرعية» و«أم فلان التى تفك السحر» وخلافه.

طبعاً الإعلانات التى تتزاحم على هذه القنوات تمارس لعبة «بيع الموضوع عن بُعد»، بمعنى أنها تبيع لك الموضوع، بدءاً من الطفل الذى يحتاج علاجاً، وحتى الموبايل، أو الدواء، أو المسجد الذى يحتاج إلى دعم، عن بُعد، فأنت لا تدرى حقيقة الأمر، بل تجلس متفرّجاً على مشهد تم إعداد سكريبت قوى، يشتمل على مضمون قادر على التأثير فى أعصابك، وتم إخراجه بعناية شديدة حتى يؤتى أكله ويسحب المال من جيبك وأنت راضٍ مرضى. أنت فى كل الأحوال لا تستطيع أن تتوثّق من حقيقة أو زيف، أو من صدق أو كذب ما يُقال وما تسمع، فالمسألة من الأول إلى الآخر لعب على أعصاب اللعيبة، والنتيجة بعد ذلك أن تدفع فى حساب برقم معين يفيدك به صاحب الإعلان، أو أن تُقبل على شراء منتج يزعم لك الإعلان أنه يفعل كل الأفاعيل، ويستطيع أن يشقلب حياتك، وسوف يحل مشكلتك أياً كانت.. وعندك الأحمر والأصفر والأخضر وألوان الطيف الأخرى.. فالمنتج ليس لوناً واحداً، بل عدة ألوان، وكل لون يحل مشكلة.

معادلة اللعب عن بُعد لا تمارس فقط على مستوى الإعلان، بل تتم أيضاً على مستوى البيع.. ففى ظل عصر «الدليفرى» بات البيع عن بُعد هو المسيطر على العلاقة بين المعلن (والمنتج) والمستهلك.. فالسلعة تصلك وأنت فى البيت عن طريق الشحن، وحينما تصلك عليك اختبارها لتكتشف أنها مطابقة للمواصفات أو غير مطابقة، والفيصل بالطبع هو التجربة، وإذا جربت المنتج ولم يثبت لك فاعليته -كما هو متوقع- فإعادته مستحيلة، وتكون بالبلدى كده شربت المقلب، والجهات إياها لا تحمى المستهلكين.. أما فى حالة التبرّع لسُقيا الماء أو لبناء مسجد أو لمريض وخلافه فأنت تدفع فى حساب معمى بالنسبة لك، وبالتالى لا تعرف أوله من آخره.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

على أعصاب اللعيبة على أعصاب اللعيبة



GMT 09:27 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

شاهد على مصر والقضية الفلسطينية (7)

GMT 09:25 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

اتصالٌ من د. خاطر!

GMT 09:23 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

دومينو نعمت شفيق

GMT 09:21 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

نجح الفنان وفشل الجمهور

GMT 09:18 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

معايير عمل البلدية
  مصر اليوم - أحمد حلمي يكشف أسباب استمرار نجوميته عبر السنوات

GMT 10:05 2017 الإثنين ,18 أيلول / سبتمبر

الثروة الحقيقية تكمن في العقول

GMT 13:33 2019 الثلاثاء ,12 آذار/ مارس

أفكار بسيطة لتصميمات تراس تزيد مساحة منزلك

GMT 00:00 2019 الأحد ,17 شباط / فبراير

مدرب الوليد يُحذِّر من التركيز على ميسي فقط

GMT 12:26 2019 السبت ,12 كانون الثاني / يناير

تدريبات بسيطة تساعدك على تنشيط ذاكرتك وحمايتها

GMT 20:58 2019 الإثنين ,07 كانون الثاني / يناير

مؤشر بورصة تونس يغلق التعاملات على تراجع

GMT 16:54 2018 الإثنين ,03 كانون الأول / ديسمبر

"اتحاد الكرة" يعتمد لائحة شئون اللاعبين الجديدة الثلاثاء

GMT 15:16 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

وزارة "الكهرباء" تستعرض خطط التطوير في صعيد مصر

GMT 19:26 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

أمن الجيزة يكشف عن تفاصيل ذبح شاب داخل شقته في منطقة إمبابة

GMT 22:47 2018 الجمعة ,31 آب / أغسطس

أمير شاهين يكشف عن الحب الوحيد في حياته

GMT 00:49 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

أيتن عامر تنشر مجموعة صور من كواليس " بيكيا"

GMT 04:18 2018 الثلاثاء ,05 حزيران / يونيو

اندلاع حريق هائل في نادي "كهرباء طلخا"

GMT 22:56 2018 السبت ,02 حزيران / يونيو

فريق المقاصة يعلن التعاقد مع هداف الأسيوطي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon