توقيت القاهرة المحلي 15:21:42 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حالة النكد.. لماذا؟

  مصر اليوم -

حالة النكد لماذا

بقلم :د. محمود خليل

المتابع لتغريدات وتدوينات بعض الناس على حوائط التواصل الاجتماعى هذه الأيام يلاحظ حالة الألم والوجع التى تنبض بها كلماتهم وجُمَلهم.

بعض الموجوعين يجدون فى الكتابة متنفساً عما تعانى منه قلوبهم وتأنس نفوسهم إلى مشاركة الآخرين لهم بالتعاطف أو بالدعاء.. ومؤكد أن أمام كل موجوع يكتب عشرات آخرين يشعرون بما يشعر ويعانون الألم، لكنهم يكتمون فى قلوبهم، راجين رحمة ربهم.

فعندما تتراكم الإحباطات ومشاعر الخوف وضغوط الحياة تصبح النفوس أشد حساسية لأى وخزة ألم. ورحى المعاناة باتت تعمل بكامل طاقتها منذ ظهور جائحة كورونا، بما أورثته للبشر من خوف وألم وأحزان وانكفاء على الذات وتباعد عن الآخرين، وأعقبتها مشكلات معيشية تزايدت وطأتها على الناس، ولا يزال معولها يعمل بقوة تزيد يوماً بعد يوم، ناهيك عما ولدته المتابعات المستمرة لأخبار الدوائر القريبة أو البعيدة من الفرد عبر مواقع التواصل من أوجه نكد لا تتوقف.

الحالة التى يعيشها البعض حالياً التى يمكن وصفها بـ«حالة النكد العام» لها سر واحد وحيد، يرتبط بثنائية تحدث عنها القرآن الكريم، ثنائية «الطيب والخبيث». يقول الله تعالى: «وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِى خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِداً».

ومعنى الآية الكريمة -كما يوضحه المفسرون- أن البلد الطيب يتمتع بتربة خصبة عفية عندما يصيبها المطر تربو وتزهو وتخرج نباتها يانعاً ناضجاً، أما البلد الذى تسوده التربة الناشفة البائرة فلا يشفع معه مطر ولا رعاية، لأن تربته لا تسمح إلا بخروج الخشن والعطن من النباتات. ذلك هو المعنى المباشر الذى استخلصه المفسرون من الآية الكريمة، لكنْ ثمة معنى أعمق يتحدث عن البشر ونفوسهم التى قد تتمتع بالخصب أو البوار.

فالنفوس الخصبة هى النفوس الطيبة المتصالحة مع الحياة، الراضية بما قسم الله تعالى لها فى الدنيا، المتمنية الخير ذاته كما تتمناه لغيرها، المؤمنة بأن البشر كلهم ضعفاء والواجب أن يتعاملوا مع بعضهم البعض بمنطق العذر والصفح، مثل هذه النفوس تشيع التوازن والاتزان فى الحياة، وتستفز من حولها لإخراج أطيب ما فيهم وأنقى ما يعتمل فى نفوسهم.

أما النفوس البائرة فهى النفوس التى لا تفرق بين السعى فى الحياة والسطو على الحياة. السعى فى الحياة وبذل الجهد من أجل العيش جزء من إنسانية الإنسان، فالأرض لا تنبت إلا برعاية، لكنْ ثمة فارق بين السعى والسطو على الحياة. فهناك صنف من البشر يتعيش على امتصاص الآخرين وسلبهم ويجد راحته فى تنغيص حياتهم وتكديرها، ولأن من يملكون الرغبة فى السعى قلة فإن الكثرة التى تعانى البوار تجد ذاتها فى السطو. وهؤلاء من وصفهم القرآن الكريم بالقوم البور «وَلَكِن مَتَّعْتَهُمْ وَآبَاءَهُمْ حَتَّى نَسُوا الذِّكْرَ وَكَانُوا قَوْماً بُوراً».

يذهب المفسرون إلى أن كلمة «نكد» لم ترد فى القرآن الكريم إلا مرة واحدة، لتدلل على حالة ثابتة فى حياة البشر، تؤكد أن السعى «طيبة» تورث المجتمع الاستقرار والهدوء النفسى، والسطو حالة خبيثة تورث المجتمع الوجع والنكد.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حالة النكد لماذا حالة النكد لماذا



GMT 10:43 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 17:19 2025 الأربعاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

لافروف يتهم أوروبا بعرقلة جهود السلام في أوكرانيا
  مصر اليوم - لافروف يتهم أوروبا بعرقلة جهود السلام في أوكرانيا

GMT 14:40 2025 الخميس ,11 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يدرس تعيين جنرال أميركي لقيادة القوة الدولية في غزة
  مصر اليوم - ترامب يدرس تعيين جنرال أميركي لقيادة القوة الدولية في غزة

GMT 11:25 2025 الخميس ,11 كانون الأول / ديسمبر

شمس البارودي تهاجم الشللية في الوسط الفني بسبب نجلها
  مصر اليوم - شمس البارودي تهاجم الشللية في الوسط الفني بسبب نجلها

GMT 06:13 2025 الثلاثاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الثلاثاء 02 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 04:43 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

ألمانيا تدعم حظر الهواتف المحمولة في المدارس الابتدائية

GMT 02:17 2020 الأحد ,26 تموز / يوليو

فيسبوك تقضي على Zoom بعد إطلاق App Lock

GMT 19:18 2019 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

حريق محدود بـ كابل كهرباء في الطالبية بمحافظة الجيزة

GMT 17:32 2017 الثلاثاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

22 لاعبًا في قائمة الزمالك لمواجهة الإسماعيلي في الدوري

GMT 14:01 2025 السبت ,01 شباط / فبراير

مقتل 18 جندياً في باكستان على يد مسلحين

GMT 10:28 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

إنفانتينو يقرب السعودية من تنظيم كأس العالم 2034

GMT 20:45 2022 السبت ,04 حزيران / يونيو

انطلاق كأس العالم للرماية الأحد المقبل

GMT 23:18 2021 الأربعاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

أبرز 5 سيارات كورية طرحت في السوق المصري لعام 2021

GMT 09:05 2021 الأربعاء ,10 آذار/ مارس

طريقة عمل الروستو

GMT 10:12 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

والدة طفلة التعرية ترفع قضية إثبات نسب جديدة

GMT 06:22 2020 الجمعة ,02 تشرين الأول / أكتوبر

السيسى يصدق على تعديل بعض أحكام قانون السجل التجارى
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt