توقيت القاهرة المحلي 06:52:38 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لماذا يقف فريد الديب على الشاطئ الآخر؟!

  مصر اليوم -

لماذا يقف فريد الديب على الشاطئ الآخر

بقلم - طارق الشناوي

قبل نحو ثلاث سنوات وأثناء (دردشة) تليفونية عابرة بينى وبين أستاذ القانون المحامى الأشهر فريد الديب، سألته لو عاد الزمن 100 عام وطلبت منك (ريا وسكينة) الترافع عنهما.. هل تقبل؟.. على الفور، قال لى: لن أتردد، وأضاف: سأدرس القضية من مختلف جوانبها، وواجبى هو إذا لم أستطع أن أصل بهما إلى حكم البراءة أخفف الحكم إلى السجن بدلا من حبل المشنقة.

قلت: ولكن (ريا وسكينة) اعترفتا بالقتل، ولا تزالان فى الضمير الجمعى أشهر وأبغض سفاحتين؟

أجابنى: المحامى عليه أن يبحث عن كل سبل النجاة لموكله، والاعتراف بارتكاب الجريمة لا يعنى بالضرورة الإدانة، أنا أدافع بكل ما أوتيت من حجة ومنطق عن المدعى عليه، القاضى إذا لم يجد المتهم قد أحضر محاميا، تكلف المحكمة محاميا، أنا أؤدى دورى للوصول إلى العدالة.

لم استأذن وقتها الأستاذ فريد فى النشر، كما أننى حتى كتابة هذه السطور لم أستأذنه، ولكن (سبق السيف العذل)، وبعد أن وافق الأستاذ على الترافع عن محمد قاتل نيرة، الذى طعنها وذبحها أمامنا جميعا، وجدت أن الأمر لا يتطلب منى كما تقتضى القواعد المهنية استئذان المصدر.. الدفاع عن قاتل نيرة أشد ضراوة على النفس من الدفاع عن (ريا وسكينة).

الأستاذ فريد لا أتصوره بحاجة إلى أموال ولا شهرة، ولكنه يمارس المحاماة بعد أن تردد أكثر من مرة اعتزاله، إلا أنه شغوف بالتحدى، هو لا يرى مثلا اعتبارات أخرى غير أن موكله يسعى لتبرئته بكل ما يملك من حجج قانونية.

كل هذا قطعا كان وراء قبوله الدعوى.. تردد أن هناك أثرياء فى اليونان هم الذين تواصلوا معه.. ما علاقتهم بالقضية بمختلف جوانبها؟.. هل نحن مثلا بصدد قضية إنسان صاحب موقف سياسى أو وطنى فوجد من يتحمس له؟.. الجريمة تتسع دوائرها ليحيلها البعض إلى الحديث، ليس فقط عن شرعية الحجاب، ولكن عن ضرورته حماية للمرأة وللحفاظ على حياتها، فإذا لم ينجح الترغيب فى فرض الحجاب يلجأون إلى سلاح الترهيب، ملأوا الحوائط بحديث الحجاب الشرعى، وأن المرأة لا تدخل الجنة ليس فقط بمجرد ارتدائها الحجاب، ولكنهم وضعوا مواصفات لدخول الجنة طبقا لملامح الحجاب.

تبدو لى معركة، طرفُها الأعلى صوتا هم من يملكون جيوش من ذباب إلكترونى مدرب، ولديهم أيضا أموال تأتى من الخارج.. والدليل الدفاع عن قاتل كلنا شهود على جريمته.

ما موقف المحامى كإنسان.. هل تؤثر مواقفه السياسية والفكرية على قناعاته كمحام؟.. لم أستشعر أبدًا فى أحاديث الأستاذ فريد ما يوحى أنه يحكم على الإنسان من خلال ردائه أو دينه.

لم أسأل الأستاذ فريد عن تلك القضية تحديدًا، فهو كما يبدو يرى زاوية واحدة: حق موكله فى الدفاع، حتى لو كان مزيجا من(ريا وسكينة).. بينما أنا أرى أننا نتحدث عن مصير مجتمع بدأت تسكنه أفكار ظلامية، تختصر المرأة فى قطعة قماش، مطلوب منها أن تضعها على رأسها حتى ترضى عنها المؤسسة الدينية الرسمية ولا تنعتها بـ(العاصية)، وإلا فلا تلومن إلا نفسها، لو اغتصبها أو طعنها شاب (ريقه يجرى على أى أنثى)، كما سبق أن أعلنها يوما هذا الفقيه.

القضية هذه المرة مصير مجتمع، يرنو ليعيش تحت مظلة مدنية تحترم الحريات، فلماذا يقف الأستاذ فريد الديب على الشاطئ الآخر؟!!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا يقف فريد الديب على الشاطئ الآخر لماذا يقف فريد الديب على الشاطئ الآخر



GMT 16:07 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 05:34 2024 الأحد ,12 أيار / مايو

اتفاق غزة... الأسئلة أكثر من الإجابات!

GMT 00:17 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

في معنى «التنوير»

GMT 19:46 2024 الأربعاء ,08 أيار / مايو

قراءة في مذكّرات يوسف حمد الإبراهيم

GMT 19:45 2024 الأربعاء ,08 أيار / مايو

محاولة بعث الصدام الحضاري

أجمل إطلالات الإعلامية الأنيقة ريا أبي راشد سفيرة دار "Bulgari" العريقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 14:14 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

أمير المصري يكشف عن شخصيته في فيلم Giant
  مصر اليوم - أمير المصري يكشف عن شخصيته في فيلم Giant

GMT 19:30 2018 الأربعاء ,24 كانون الثاني / يناير

طريقة إعداد ورق عنب مع كوسا وريش

GMT 08:40 2014 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

التونة والدجاج تساعدان في زيادة خصوبة الزوجين

GMT 08:42 2017 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ريم البارودي تبدو أنيقة في بدلة وردية اللون

GMT 05:38 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

الدكتور محمود الموجي يُبيّن أسباب رائحة الفم الكريهة

GMT 20:55 2014 الخميس ,14 آب / أغسطس

استقرار اﻷوضاع اﻷمنية في شوارع الأقصر

GMT 05:44 2015 السبت ,03 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل مربى التفاح بالقرفة

GMT 16:29 2021 الإثنين ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شركة سكودا تطلق الجيل الجديد من موديل سوبيرب

GMT 11:12 2021 الجمعة ,03 أيلول / سبتمبر

حمو بيكا يدعم طفلة مريضة سرطان ويقدم لها هدية

GMT 16:42 2021 السبت ,12 حزيران / يونيو

فساتين صيفية بتصميمات مُريحة من وحي النجمات

GMT 17:36 2021 الإثنين ,24 أيار / مايو

تراتيل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon