توقيت القاهرة المحلي 04:56:00 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كلنا يعني كلنا

  مصر اليوم -

كلنا يعني كلنا

الكاتب وليد الحسيني
بقلم: وليد الحسيني

لم يستطع حسان دياب إقناع أغلبية اللبنانيين، بأنه «نسخة أصلية» في رئاسة مجلس الوزراء.

كان قناعاً، يحمل أحياناً وجه حزب الله، وأحياناً وجه التيار الوطني الحر… وفي الحالتين كان وجهين لعملة واحدة.

أما وقد استقال من مهام الوعود الكاذبة وأخواتها من السين والسوف، فإن العهد لن يجد بديلاً عنه، فرجل «اللاشيء» كان ينفذ لفخامته «كل شيء».

اليوم وقد ولّى زمن حكومة أمرك يا «سيد» أو يا «سيدي»، فكيف يتصرف الرئيس ميشال عون؟.

يبدو أنه سيكرر ارتكاب الخطايا. وسيخضع الاستشارات النيابية الملزمة لجرصة التفسيرات «الجريصاتية» للدستور.

لكن هل سيسمح دمار بيروت بممارسة المماطلة مرة أخرى، بهدف فرض أسماء الوزراء، والاستيلاء على الحقائب «الإسفنجية»، التي تمتص العقود والنقود؟.

مجريات الأمور تؤكد أنه سيفعلها.

فهو لن يسمح لدمار أميرة العواصم، أن يدمر طموحات الصهر الحالم، وأطماع الحزب الحاكم.

يظن فخامته، وفي ظنه إثم كبير، أن سيف الوقت في يده وحده.

به يستطيع الصبر، وبالتالي تحقيق النصر، ومن ثم الحصول على نسخة طبق الأصل عن حسان دياب.

حتى مرضى «الزهايمر» لم يلحقوا أن ينسوا العصف النووي الذي دمر نصف بيروت… فكيف ينسى فخامته أن التأخير في إيجاد حكومة إنقاذ سيؤدي إلى قيام آخرة لبنان؟.

يا صاحب الفخامة مطلوب من الجميع، وأنت أولهم، الإسراع بتقديم التنازلات، قبل أن ينزل الوطن بكامله إلى مقبرة الانقراض.

لا نشك في أن اللاءات المرفوعة بوجه قيام حكومة إنقاذ كثيرة ومتعددة المصادر. فما يرضي هذا لا يرضي ذاك.

أمام هذا الواقع المأزوم وغير المسؤول، كيف يمكن للبنان المنكوب أن يخرج من نكبته؟.

من الواضح أن الطريق مقفلة والأبواب موصدة… فأمام كل حل ترتفع «لا» كبيرة.

 

إذا بحثنا عن الحلول بعقلانية وهدوء، سنجد أننا أمام خيارات محددة بأربعة نماذج لاختيار رئيس حكومة يتولى قيادة البلاد إلى شاطئ السلامة.

نموذج الرئيس الحيادي، ومثاله نواف سلام. وهذا النموذج مرفوض من حزب الله، وقد يستعجل ظهور الغضب والغيظ، وكان السيد نصر الله قد طالب بتخزينهما في صدور تلبي «غب الطلب».

الحزب يعتبر حيادية سلام مزيفة ويتهمها بالعمالة لأميركا. ولن يُحرج إذا ارتقى بها إلى مرتبة العمالة لإسرائيل.

النموذج الثاني الرئيس المعتدل، ومثاله سعد الحريري. ورغم أن لا أحد يضاهيه في علاقاته الدولية والعربية، وأن لا أحد ينافسه بنفوذه لدى الدول المانحة والصناديق المقرضة، لكنه هو الآخر يواجه بعناد ساذج من قبل جماعات «كلن يعني كلن».

النموذج الثالث الرئيس الممانع، ومثاله حسان دياب، أو من يجاريه بالخضوع والخنوع، وهم على كثرتهم، لا قدرة له، أو لهم، في الوقوع بتجربة «التكرار الذي يعلم الحمار».

يبقى النموذج الرابع، أي «رئيس الفراغ» أو الفارغ. ويمثله فقه الولي الفقيه. وهو يعني تعويماً ناقصاً لحكومة الممانعة المستقيلة، حيث تصبح حكومة تصريف الأعمال، أفضل من حكومة أعمال، تصرف نفوذ إيران وأتباعها.

كل هذا الاستهتار يتم كمأساة إضافية تضاف إلى مآسي اللبنانيين، الذين يترتب عليهم أن ينسوا قريباً، وقريباً جداً، دعم الرغيف والدواء والمازوت والبنزين والكهرباء… وربما الرواتب.

هذا يعني أن المجاعة الجماعية، ستتحول إلى موت جماعي.

عندئذ ستوحدنا الكارثة تحت شعار «كلنا يعني كلنا»… ولن نجد حينئذ في الشارع من يهتف «كلن يعني كلن».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كلنا يعني كلنا كلنا يعني كلنا



GMT 13:02 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

اعترافات ومراجعات (51) الهند متحف الزمان والمكان

GMT 12:54 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

حسابات المكسب

GMT 12:51 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

منير وشاكوش وحاجز الخصوصية!

GMT 12:47 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

الضربة الإيرانية

GMT 06:18 2024 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

سفير القرآن!

بلقيس بإطلالة جديدة جذّابة تجمع بين البساطة والفخامة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:49 2024 الخميس ,18 إبريل / نيسان

نصائح لاختيار العطر المثالي لمنزلكِ
  مصر اليوم - نصائح لاختيار العطر المثالي لمنزلكِ

GMT 02:58 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

فيتو أميركي ضدّ عضوية فلسطين في الأمم المتحدة
  مصر اليوم - فيتو أميركي ضدّ عضوية فلسطين في الأمم المتحدة

GMT 03:24 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

"الثعابين" تُثير الرعب من جديد في البحيرة

GMT 22:38 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

نادي سموحة يتعاقد مع محمود البدري في صفقة انتقال حر

GMT 17:21 2019 الأحد ,23 حزيران / يونيو

طارق الشناوي ينفي أنباء وفاة المنتصر بالله
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon