توقيت القاهرة المحلي 19:05:51 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فيتنام.. غزة

  مصر اليوم -

فيتنام غزة

بقلم - عبد اللطيف المناوي

غضب شباب الجامعات الأمريكى بشأن حرب غزة، والذى ذكرت بالأمس أن أثره قد لا يكون أولوية فى تغيير موقف الناخب أمام صناديق الانتخابات، يُذكرنى بحركات احتجاجية شبابية كانت تندلع رفضًا لحروب وصراعات، لكن نتائجها الكبرى كانت فى ظهور اتجاهات فكرية وثقافية مختلفة عن السائد حينها.

اندلعت حرب فيتنام فى منتصف الستينيات، فاندلعت تظاهرات شبابية فى كل مكان فى العالم، لكن كان أقواها فى البلد الذى شنت الحرب، أمريكا، ومن النتائج السياسية المباشرة إعلان الرئيس الأمريكى حينها، ليندون جونسون، عدم الترشح فى انتخابات عام 1968، وسط غضب متزايد من الحرب التى أودت بحياة نحو ٣٠ ألف جندى أمريكى بحلول سنة ١٩٧٠.

حينها لم يتعظ الرئيس (التالى)، ريتشارد نيكسون، فقرر توسيع نطاق الحرب لتشمل كمبوديا، وبنهاية العام، كانت أمريكا قد جندت ما يقرب من 1.8 مليون شاب!.

ازداد حجم الاحتجاجات وحدتها، بل شهدت بعض العنف، وهذا على عكس ما يحدث الآن فى الجامعات من تظاهرات سلمية ضد الحرب فى غزة، حيث وصل الأمر إلى حد إطلاق النار فى إحدى الجامعات، كما كان للحركة النسائية وحركات الحقوق المدنية نشاط بارز، فضلًا عن تعددية عرقية وفكرية وثقافية كبيرة كانت تسيطر على الحركات الشبابية فى أمريكا.

كما كانت لدى الحكومة الأمريكية سياسة عارضها شباب الجامعات، ولاسيما ما كانوا يسمونه استخدام أموال الضرائب وإرسال قوات للقتال فى حرب لا يوافقون عليها.

وتلقت الحركات الاحتجاجية المناهضة لحرب فيتنام زخمًا كبيرًا من التغطية الإعلامية للصراع، خصوصًا مع البث اليومى لصور جثث الجنود القتلى العائدين إلى البلاد.

كما عُقد مؤتمر عام 1968 بعد أشهر قليلة من اغتيال زعيم حركة الحقوق المدنية، مارتن لوثر كينج، والمرشح الرئاسى الديمقراطى البارز روبرت كيندى، الأمر الذى أزعج أمة منقسمة بالفعل بسبب حرب فيتنام والثورة الاجتماعية.

كانت نتائج تلك الاحتجاجات التى استمرت لفترة هى إنهاء الحرب، وصارت السلطة الأمريكية تقوم بألف حساب قبل الإقدام على خطوة مثل تلك، حيث كانت برامج المرشحين للانتخابات دائمًا تحمل احترامًا كبيرًا لضرائب المواطنين وطرق إنفاقها.

هذا على مستوى السلطة، أما على مستوى الشباب فظهرت حركات فكرية وفنية وثقافية كان تأثيرها متبادلًا مع حركات الاحتجاج فى أوروبا.

ولهواة المقارنة، فأعتقد أن الاحتجاجات الحالية فى جامعات أمريكا ضد حرب غزة قد يكون أثرها الإنسانى أكبر من أثرها الفكرى والثورى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فيتنام غزة فيتنام غزة



GMT 13:52 2024 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

موجات اليمين تجتاح أوروبا

GMT 13:50 2024 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

السحر ينقلب على الساحر

GMT 13:47 2024 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

في أسرار «عدم اليقين»

GMT 13:44 2024 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

ما زالت السرقات العلمية مستمرة

GMT 13:41 2024 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

إسرائيل والمقترح الأمريكي

الأميرة رجوة تتألق بفستان أحمر في أول صورة رسمية لحملها

عمان ـ مصر اليوم

GMT 04:38 2024 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

زيلينسكي يوجه "رسالة" إلى إسرائيل بشأن حرب غزة
  مصر اليوم - زيلينسكي يوجه رسالة إلى إسرائيل بشأن حرب غزة

GMT 00:52 2024 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

سلمى أبو ضيف تشارك في مهرجان بالم سبرينج الدولي
  مصر اليوم - سلمى أبو ضيف تشارك في مهرجان بالم سبرينج الدولي

GMT 14:56 2024 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

"إكس" تسمح بالمحتوى الإباحي على منصتها رسميًا
  مصر اليوم - إكس تسمح بالمحتوى الإباحي على منصتها رسميًا

GMT 18:09 2018 السبت ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الشوربجي يؤكد أن ملعب هونغ كونغ يشبه بيته

GMT 02:24 2018 الأربعاء ,01 آب / أغسطس

حسب الله يكشف سر تشجيع الاقتراض الخارجي

GMT 23:16 2020 الإثنين ,08 حزيران / يونيو

نوفاك يؤكد ضرورة تنفيذ التزامات اتفاق أوبك+

GMT 22:51 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

سميرة عبد العزيز تكشف آخر أمنية فاتن حمامة قبل وفاتها

GMT 07:04 2018 الإثنين ,17 كانون الأول / ديسمبر

فتاة تُشبه الفنان محمد رمضان تطلب منه تحليل "DNA"

GMT 11:15 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

مصر تنتظر مصير 3 منتخبات لإنقاذها من لقب "الأسوأ"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon