توقيت القاهرة المحلي 03:48:02 آخر تحديث
  مصر اليوم -

البابا جعل الفرح ممكنًا

  مصر اليوم -

البابا جعل الفرح ممكنًا

بقلم :عبد اللطيف المناوي

لم يؤثر وهن قدميه وحركته البطيئة فى تأثيره وحضوره الطاغى على الناس، أيًا كانت ديانتهم. أقصد هنا البابا فرانسيس، بابا الفاتيكان، الذى قرر أن يتحدى الوضع الأمنى وحصار كورونا ليزور العراق، فى أول زيارة فى التاريخ لبابا الفاتيكان هناك.لسنوات طويلة كانت العراق على شاشات التليفزيون مرتبطة بصور الموت والدمار والتفجيرات والدماء والسبى والخطف. وللمرة الأولى، رأى العالم بلاد النهرين بصورة جديدة. ظهرت آثار الدمار، ولكن أمامها كان العراقيون يدبكون، يزغردون، ويرقصون فى الشوارع.

رغم إجراءات ومتطلبات الوقاية الصحية بسبب كورونا، كان الناس فى الشوارع يندفعون لملاقاة بعضهم البعض، والمناسبة زيارة البابا.

التقى «فرانسيس» بالأطفال، بطلاب المدارس، بعائلات الناجين من مجازر، وتحدّث إلى والد الطفل الغريق، إيلان كردى، وقال له إن موت ابنه دليل على «حضارة تحتضر».

«لم أكن أتوقع رؤية هذا الدمار فى الموصل.. وحشية الإنسان لا تُصدق». هكذا علق، فى لقائه مع الصحفيين على طائرة العودة من بغداد إلى روما، بعدما شاهده فى الموصل وقره قوش، وكيف أنه شاهد الكثير من الشبان والشابات اليافعين فى العراق الذين ينظرون بأعين الأمل إلى المستقبل، ومعظمهم يفكر فى الهجرة، ولكنهم لا يملكون القدرة.

قال البابا إن البعض قد يتهمه بـ«الهرطقة» لأنه يلتقى مع زعماء العالم الإسلامى، ومن بينهم المرجع الشيعى الأكبر آية الله على السيستانى. وعلق بأن لقاءاته وزياراته إلى دول العالم والشخصيات المختلفة لا تأتى من أهواء شخصية، بل بعد صلاة وتفكير ونقاش، مشددًا على أهمية الحوار بين الأديان ومفاهيم الأخوة. ولعل من النتائج المهمة لهذه الزيارة التأكيد على أهمية بناء أسس متينة للحوار فى المستقبل تشارك فيها المرجعيات الدينية، والابتعاد عن سياسة العزلة ورفض الآخر، وظهر هذا سواء من خلال اللقاء بالسيستانى، أو الاجتماع مع ممثلى الطوائف العراقية كافة فى أور، مسقط رأس النبى إبراهيم. وخلال لقائه بأهل ضحايا المجازر، شدد على أهمية المغفرة، ونبذ الانتقام، كقيمة أساسية لإعادة اللُحمة إلى المجتمع.

بين ركام جامع النورى وكنيسة الساعة وكنيسة الطاهرة، تحدث عن أن إفراغ العراق من مواطنيه المسيحيين ضرر جسيم ليس عليهم فقط، بل على النسيج الاجتماعى بكامله.

من خلال لقائه بالشخصيات السياسية العراقية من بغداد إلى كردستان، أعطى البابا دفعًا معنويًا كبيرًا للقيادات الكنسية العراقية، التى سعت منذ سنوات لتحقيق حلم زيارته إلى بلادها.

التحدى الكبير بعد تلك الزيارة التاريخية بحق هو القدرة على الإجابة عن الأسئلة التى تُطرح حول كيفية ترجمة هذا الدعم المعنوى على أرض الواقع، والبحث عن سبل إعادة المُهجَّرين إلى بيوتهم، وعودة المختلفين دينيًا أو طائفيًا للعيش تحت سقف واحد.

أثبت البابا فرانسيس أن الفرح ممكن فى هذه البلاد، ولو كان ذلك وسط الدمار.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

البابا جعل الفرح ممكنًا البابا جعل الفرح ممكنًا



GMT 03:48 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأردن من أيلول الأسود لليوم

GMT 03:33 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

اكتشافات أثرية تحت المياه بالسعودية

GMT 03:21 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

«الإبادة» ليست أسمى

GMT 03:12 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

حاجة العالم إلى رجل مثل أنور السادات

GMT 20:15 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

بعد 200 يوم.. حرب بلا رؤية

GMT 17:14 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

النوم الجيد يطيل حياة الإنسان ويضيف سنوات لعمره
  مصر اليوم - النوم الجيد يطيل حياة الإنسان ويضيف سنوات لعمره

GMT 20:02 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
  مصر اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم عصابة المكس

GMT 15:00 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 02:46 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

نجم تشيلسي يرفض دعوة ساوثجيت لوديتي ألمانيا والبرازيل

GMT 03:35 2017 الجمعة ,09 حزيران / يونيو

سهر الصايغ تعرب عن سعادتها بنجاح مسلسل "الزيبق"

GMT 13:23 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

التنورة المحايدة تعطيك المجال الأوسع لإطلالة مختلفة

GMT 12:43 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

سيرين عبد النور تأسر القلوب بجمبسوت أنيق

GMT 00:46 2021 الثلاثاء ,03 آب / أغسطس

الحكومة تنتهي من مناقشة قانون رعاية المسنين

GMT 11:57 2021 الخميس ,10 حزيران / يونيو

مالك إنتر ميامي متفائل بتعاقد فريقه مع ميسي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon