توقيت القاهرة المحلي 10:11:50 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إسرائيل وأكبر دولة للمسلمين

  مصر اليوم -

إسرائيل وأكبر دولة للمسلمين

عبد اللطيف المناوي
بقلم -عبد اللطيف المناوي

لو أن الإعلان عن أن إسرائيل وإندونيسيا توصلتا إلى اتفاق لتطبيع العلاقات بينهما كان فى وقت مختلف لما كان الموضوع يستحق التوقف عنده كثيرًا خاصة فى الأجواء التى كانت سائدة قبل العدوان على غزة بعد أحداث السابع من أكتوبر. فقد كانت الأجواء تسودها موجة تطبيع عربى بين تطبيع تم وآخر فى الطريق. لكن الأجواء الآن مختلفة؛ لذلك ارتفعت علامات الدهشة، أو بعضها، عند قراءة خبر تطبيع أكبر دولة إسلامية من حيث عدد السكان، 275 مليون نسمة حسب إحصاء 2022، فى الوقت الذى ما زالت تسيل فيه دماء الفلسطينيين كل يوم.

إذا عُرف السبب قد تتراجع بعض علامات الدهشة وتحل محلها صدمة فهم الأمر الواقع، وحقيقة أن المصالح عندما تحضر تتراجع ادعاءات القيم والمبادئ. ويبقى السؤال: إن كان ذلك مقبولًا أم مرفوضًا أم محل تفهم؟!.

تبذلت إندونيسيا منذ فترة طويلة جهودًا للانضمام إلى منظمة التعاون الاقتصادى والتنمية The Organization for Economic Cooperation and Development - OECD)، التى أنشئت عام 1948، كمنطمة أوروبية للمساعدة فى إدارة «خطة مارشال» لإعادة إعمار أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية. وفى عام 1961 جرى توسيع العضوية لتشمل الدول غير الأوروبية. تضم حتى الآن 38 دولة معظمها أوروبية إضافة إلى أمريكا واليابان وأستراليا وإسرائيل وتركيا. والمنظمة أقرب إلى تجمع للأقوياء اقتصاديًا للتعاون وتبادل الخبرات.

من شروط الموافقة على انضمام عضو جديد أن تكون للدولة علاقات دبلوماسية مع جميع أعضاء المنظمة قبل أى قرار بقبولها، ويتطلب أيضًا موافقة بالإجماع من قبل جميع الدول الأعضاء، بما فى ذلك إسرائيل.

تقول الأنباء التى ترددت إنه عقب ثلاثة أشهر من المحادثات السرية، توصلت إسرائيل وإندونيسيا، بالتعاون مع المنظمة، إلى اتفاق لتطبيع العلاقات بين الدولتين كجزء من الجهود المبذولة لتسهيل انضمام إندونيسيا إلى المنظمة. محاولات إقامة علاقات بين البلدين ليست حديثة، لكنها كانت دائمًا تواجه معارضة داخلية من الرأى العام الإندونيسى. بدأت محاولات إقامة العلاقات بين البلدين بعد وقت قصير على إنشاء اسرائيل، لكنها ظلَّت محدودة للغاية واقتصرت على التعاون فى مجال التسليح والتدريب والتعاون الأمنى فى مراحل معينة، وبعض أشكال التبادل الاقتصادى.

منذ وقت طويل، سعت إسرائيل للحصول على صك التطبيع الرسمى مع إندونيسيا، التى تمسَّكت فى المقابل بربط أى جهود للتطبيع الرسمى بتجاوب إسرائيل مع المقررات الدولية التى تقضى بإقامة دولة فلسطينية. لكن هذه الممانعة الإندونيسية لم تُثنِ إسرائيل عن المحاولة مرارًا وتكرارًا، لقناعتها بالفوائد التى يمكن أن تُحصِّلها من الرمزية التى تحملها إندونيسيا بوصفها أكبر موطن للمسلمين فى العالم.

إندونيسيا المعروفة بمواقفها الداعمة للقضية الفلسطينية ستكون مطالبة بتعديل موقفها التقليدى تجاه تل أبيب، ومواجهة التأييد الساحق من قِبَل السكان الإندونيسيين، ومواقف الأحزاب السياسية نافذة السلطة فى البرلمان.إذا كانت المصلحة مفهومة، فماذا عن التوقيت؟!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إسرائيل وأكبر دولة للمسلمين إسرائيل وأكبر دولة للمسلمين



GMT 20:04 2024 الأحد ,21 إبريل / نيسان

إيران وإسرائيل والمسرحية.. والمتفرجون

GMT 03:13 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

تواصل جاهلي

GMT 03:10 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

«عاشوراء» إيرانية في سماء إسرائيل

GMT 03:04 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

الحلّاق الإيراني ورقبة السلطان

GMT 02:57 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

هل تمنع أميركا حرباً إقليمية؟

GMT 15:42 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

اللون الذهبي يرسم أناقة النجمات في سهرات الربيع
  مصر اليوم - اللون الذهبي يرسم أناقة النجمات في سهرات الربيع

GMT 19:21 2017 الأحد ,31 كانون الأول / ديسمبر

اتحاد الكرة يشكل لجنة ثلاثية لمتابعة شؤون اللاعبين

GMT 11:47 2019 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

وفاة والد الفنانة سهر الصايغ

GMT 20:10 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرارات جمهورية للرئيس السيسي

GMT 22:11 2019 الإثنين ,09 أيلول / سبتمبر

طارق يحيى يؤكد أن مرتضى منصور شخصية طبية وودودة

GMT 11:20 2019 الأربعاء ,04 أيلول / سبتمبر

بيومي فؤاد يصور فيلمه الجديد "بكرة" في الزمالك

GMT 15:35 2019 الخميس ,20 حزيران / يونيو

"أبل" تدرس نقل أعمالها في الصين إلى دول آسيوية

GMT 10:34 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

أسعار العملات العربية اليوم الأربعاء 19-6-2019

GMT 07:26 2019 الثلاثاء ,21 أيار / مايو

تسريحات شعر من وحي نادين نجيم في "خمسة ونصف"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon