توقيت القاهرة المحلي 11:47:46 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل لغزة «يوم تالي»؟!

  مصر اليوم -

هل لغزة «يوم تالي»

بقلم - عبد اللطيف المناوي

يبدو أن الضبابية تخيم على «اليوم التالى» لحرب غزة، ورغم اعتدال الطقس فى هذا الوقت من السنة، فإن الغيوم السياسية مازالت عالقة فى سماء غزة، بفعل رماد النيران الإسرائيلية، وبفعل تعنت رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو، وتفننه فى إجهاض أى خطط لما يُسمى «اليوم التالى» لحرب غزة.

هذا التعنت لا يُغضب الغزاويين أو الفلسطينيين بشكل عام، ومنهم حركة حماس، ولا يُغضب العرب، خصوصًا الموجودين فى مفاوضات إنهاء الحرب أو الهدنة، بل صار أيضًا يغضب القادة الأمريكيين وشريحة كبيرة من المجتمع الإسرائيلى على حد سواء، وهذا ما كشفته صحيفة «واشنطن بوست»، مؤكدة أنه بعد أكثر من ستة أشهر من الضربات والاجتياحات المستمرة لمناطق بغزة، إلا أن الحرب لم تُحسم، ولم يستطع نتنياهو وجيشه تحرير الرهائن، الذين من أجلهم قامت الحرب فى الأساس.

لكن ماذا عن «اليوم التالى»؟.

إن مسألة الحديث عن محاولة إنقاذ نتنياهو لمستقبله السياسى بإطالة أمد الحرب باتت مكررة، وربما يصدقها الإسرائيليون أكثر بكثير من غيرهم، إذ تؤكد بعض وسائل الإعلام العبرية بشكل واضح وصريح أنهم محبطون من استئناف حماس للعمليات العسكرية رغم كل هذه القذائف التى أطلقتها الآلة العسكرية الإسرائيلية طوال المدة الماضية، بلا هوادة، والتى سوّت الأرض تقريبًا، مؤكدة أنه مادامت لا توجد عملية دبلوماسية لتصور الوضع فى غزة بعد الحرب، فإن المهمة لن تكون لها نهاية.

المجتمع الإسرائيلى يرغب بشكل أساسى فى عدم تكرار 7 أكتوبر من جديد، واستمرار حماس (فى ظنه) سيكون تهديدًا له، لهذا هم غاضبون من نتنياهو لأنه إلى الآن لم يستطع أن يُنهى تواجد الحركة.

أما الأمريكان، فمستشار الأمن القومى بالبيت الأبيض، جيك سوليفان، قال بشكل واضح إن الحرب ضرورية، ولكنها ليست كافية لهزيمة حماس، مشددًا على ضرورة وجود خطة سياسية لمستقبل غزة.

اصبح من الواضح أن تعهدات نتنياهو وكلامه المستمر بهزيمة حماس وإنهاء وجودها بشكل نهائى لن تُجدى ولن تنفع، لأسباب عديدة، أولها أن الحركة متمددة فى جزء كبير من المجتمع الفلسطينى، وثانيًا أن قادتها، (رغم المآخذ الكثيرة عليهم)، مستمرون فى التفاوض، ويلقون دعمًا واضحًا من قوى إقليمية مختلفة، وثالثًا أن آلة الحرب لن تستطيع أن تفرض واقعًا سياسيًّا، وهذا مُجرَّب فى أكثر من نزاع حول العالم، ورابعًا يبدو أن نتنياهو قد فضل إنقاذ نفسه على إنقاذ بلده، وهذا واضح من تصريحاته وتصريحات كل المتشددين المقربين منه.

وبالتالى، فإن بعض كلام المسؤولين والمتابعين الإسرائيليين فى الصحف بأن نتنياهو متأكد من عدم وجود قوة بديلة لحماس، تستعد للسيطرة على قطاع غزة، أمر حقيقى وواقعى، ولا يقبل النقاش. لهذا فإن نتنياهو مُجبر، أو سيُجبر على اللجوء إلى مائدة التفاوض من أجل «يوم تالٍ» فى غزة، ولكن الوقت بالتأكيد ليس فى صالح الضحايا من أهلنا فى القطاع، والذين يحلمون بشروق يوم جديد من دون غبار أو رماد أو غيوم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل لغزة «يوم تالي» هل لغزة «يوم تالي»



GMT 02:33 2024 الجمعة ,31 أيار / مايو

أصايل ومستقبليّون

GMT 02:30 2024 الجمعة ,31 أيار / مايو

صحوة الحجّاج

GMT 02:22 2024 الجمعة ,31 أيار / مايو

لماذا تستعين القومية بالدين؟

GMT 02:20 2024 الجمعة ,31 أيار / مايو

إيران: العمامة والقبعة العسكرية

GMT 02:15 2024 الجمعة ,31 أيار / مايو

غزة... وثنائية المحرقة والنكبة

الإطلالات البراقة اختيارات نانسي عجرم في المناسبات

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 05:36 2024 السبت ,01 حزيران / يونيو

إنكلترا تطلق تجربة أول لقاح للسرطان في العالم
  مصر اليوم - إنكلترا تطلق تجربة أول لقاح للسرطان في العالم

GMT 16:25 2024 الجمعة ,31 أيار / مايو

عُطل في خدمات "أخبار غوغل" في أنحاء العالم
  مصر اليوم - عُطل في خدمات أخبار غوغل في أنحاء العالم

GMT 23:49 2019 الخميس ,21 شباط / فبراير

مي عمر تؤكد استمتاعها بالعمل مع أحمد السقا

GMT 08:52 2019 السبت ,15 حزيران / يونيو

الفنان رامي عياش يتعرض لـ"خيانة" ويرد بـ"حِكمة"

GMT 07:46 2019 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

حدائق منزلية صغيرة خارجية في ملكيات المشاهير

GMT 15:00 2019 الإثنين ,11 شباط / فبراير

"مان سيتي" يعود لصدارة الدوري بعد "سداسية" تشيلسي

GMT 12:37 2019 الأربعاء ,16 كانون الثاني / يناير

طريقة تحضير فطيرة بالليمون الحامض والشوكولاتة

GMT 22:38 2018 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

بايرن ميونخ يخطط لخطف نجم دورتموند

GMT 16:46 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل شخص خلال تبادل لإطلاق النار مع الشرطة في الجيزة

GMT 02:43 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين زفاف تُناسب شكل جسم العروس وتُظهر جمالها

GMT 00:45 2018 الأربعاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

عمرو دياب يصرح بأن تركي آل الشيخ "رمز" من رموز الثقافة

GMT 14:28 2018 الإثنين ,27 آب / أغسطس

تعرف على مواصفات أيباد برو المنتظر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon