توقيت القاهرة المحلي 17:14:21 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عندما تتمركز الآمال فى كرة

  مصر اليوم -

عندما تتمركز الآمال فى كرة

بقلم - عمرو الزنط

ليست الدقة قياس أوضاع البلاد بنتائج مباريات كأس العالم كما يفعل البعض، فالبرازيل مثلاً حققت تاريخياً انتصارات كروية مبهرة فى ظل أوضاع اقتصادية وسياسية صعبة، وكذلك الأرجنتين فى ظل الحكم العسكرى «1978».. وهناك قوى عظمى «أمريكا» لم تجذب كرة القدم فيها اهتمام الجماهير بطريقة واسعة النطاق من الأصل، وكذلك بالنسبة لأستراليا وكندا. وهناك أيضاً دول متقدمة مثل اليابان يهتم الناس فيها باللعبة لكنها لم تحقق إنجازات كبيرة فيها. ولا يمكن أيضاً قياس «العقليات الجمعية» للشعوب من خلال الأداء على الملاعب.. صحيح، كما لاحظ نجم هولندا السابق، «رود خوليت»، فى تعليق على قناة «بى إن»، بعد مباراة مصر وروسيا، أن الفرق الأفريقية تنهار بسرعة إذا دخل فيها هدف أول، فى مباراة كبيرة، عكس الفرق الأوروبية، التى يمكن أن تثابر فلا تترك الفرصة للانتكاسة المباغتة أن تُحبطها وتُربكها، فتتخلى عن الخطة الموضوعة.. مع ذلك ربما تتعلق هذه الظاهرة فى الأساس بعنصر الثقة النابع من تجربة وخبرة واسعة النطاق، نتيجة كثرة الاحتكاك على المستوى العالمى.

ليس من الضرورى أن يكون المرء مُحلِّلاً أو خبيراً رياضياً مخضرماً لكى يلاحظ ذلك. لكن يبدو فى المقابل أنه من الواضح أن هناك أثراً غير مباشر، ولكنه مهم، يمكن أن ينبع من حيث المبدأ من الظروف الاجتماعية والنفسية الجماعية السائدة فى البلد الذى يلعب.

أولها: عندما تكون تلك الأوضاع متدنية يبحث الناس عن أى مصدر للفرحة، ولو كان مجسداً فى مكسب مباراة كرة قدم، وهكذا يكون الحِمل الضاغط على الفريق «أو على لاعب مثل صلاح» وأعصابه، كبيراً.

ثانياً: لأنه فى ظل الظروف القاسية سياسياً واقتصادياً يشعر المرء بالمهانة، وتمتزج مرارة الهزيمة بالإحساس بالذل، ويكون هناك كذلك حِمل على الفريق ألا «يذل»، فيحاول إذن قدر ما يمكن أن يحقق على الأقل «التمثيل المشرف» وتفادى الإهانة.

الشخص الذى يسكن واقعاً اجتماعياً خانقاً وقاتماً، والذى ليس لديه فرص كبيرة فى نجاحات فردية تُذكر فى الحياة، يضع آماله فى معانٍ جماعية أعَمّ.. قد تتعلق بآمال فى انتصارات قومية لـ«الأمة»، أو ربما «جهادية» فى سبيل نصرة الدين، أو حتى كروية بسيطة.. لكن الأمم والجماعات المكونة من هذه النوعية من الأفراد قد لا تنتصر فى النهاية، لأنها قد تكون مكونة من عناصر مهزومة معنوياً من الأصل

نقلا عن المصري اليوم القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عندما تتمركز الآمال فى كرة عندما تتمركز الآمال فى كرة



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

GMT 16:02 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

طرق سهلة لتحسين صحة الأمعاء والحفاظ عليها
  مصر اليوم - طرق سهلة لتحسين صحة الأمعاء والحفاظ عليها

GMT 13:43 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

يتيح أمامك هذا اليوم فرصاً مهنية جديدة

GMT 10:39 2022 الثلاثاء ,19 تموز / يوليو

الأهلي يسوّق بدر بانون في الخليج والرجاء يريده

GMT 11:36 2021 الأربعاء ,13 كانون الثاني / يناير

النجم الألماني مسعود أوزيل يختار الأفضل بين ميسي ورونالدو

GMT 04:38 2020 الثلاثاء ,25 آب / أغسطس

دنيا سمير غانم تتألق رفقة زوجها

GMT 20:38 2020 الأربعاء ,22 تموز / يوليو

كوريا الجنوبية تسجل 63 إصابة جديدة بكورونا

GMT 13:16 2019 الخميس ,17 كانون الثاني / يناير

طريقة سهلة لتحضير الهريسة الحلوة

GMT 11:35 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إنتاج الجيل الثالث من المحفظة الذكية المضادة للسرقة

GMT 21:19 2017 الأحد ,04 حزيران / يونيو

زهير مراد يعلن عن فساتين زفاف لربيع وصيف 2017

GMT 15:06 2013 الإثنين ,20 أيار / مايو

خان الخليلي وجهة سياحية مصرية لا تُعوض

GMT 15:15 2021 الأربعاء ,21 تموز / يوليو

حمادة هلال يتصدر تريند يوتيوب بكليب «أم أحمد»
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon