توقيت القاهرة المحلي 00:15:37 آخر تحديث
  مصر اليوم -

​ما علاقة غزة بصفقة القرن ؟!

  مصر اليوم -

​ما علاقة غزة بصفقة القرن

بقلم - أيمن أبو ناهية

الأزمة في غزة ليست بسبب كارثة طبيعية؛ حتى يتم تدارس بعدها الإنساني كي تجاملنا الإدارة الأمريكية بجمع الأموال من أجل إنشاء المشاريع فيها، بل هي بفعل الحصار والاحتلال الإسرائيلي الذي دعمته الإدارة الأمريكية، وساندت استمراره ووقفت أمام أي جهد لرفعه، وهي تسعى الآن من خلال مثل هذا الاجتماع إلى تمكين الاحتلال الإسرائيلي من التنصل من مسؤولياتها في قطاع غزة عبر نقل تلك المسؤوليات إلى جهات أخرى، وتزييف الواقع على أنه إنساني بفعل مجهول، في الوقت الذي تقرر فيه الإدارة الأمريكية العودة إلى السلوك الذي اتبعته الدول الاستعمارية في العهود الغابرة.
والسؤال الذي يطرح نفسه: لماذا الآن تهتم الإدارة الأمريكية بقطاع غزة وكأنها الآن أحست بالكارثة الإنسانية التي حلت على غزة؟! أليس هذا من أجل تمرير صفقتها السياسية في الوقت الذي يقترب طاقم صفقة القرن من القدوم إلى المنطقة بعد التفاهم التام بين ترامب ونتانياهو حول الموضوع، ولن يلتقي على الأرجح، أي مسؤولين فلسطينيين، والأخطر من ذلك أن مصادر أمريكية مختلفة تشير إلى أن دولاً خليجية متعددة تؤيد هذه الصفقة بشكل أو بآخر، وإن الاحتلال وأمريكا تعملان على إثارة خلاف فلسطيني – خليجي، وقد سمعنا اكثر من شخصية خليجية تعلن بالصوت والصورة تأييد إسرائيل و«حقها» في أرض فلسطين، كما ازداد التطبيع مع الاحتلال بوفود مختلفة من إندونيسيا شرقا حتى المغرب غربا.
فالاحتلال يعيش أسعد أيامه، وليس بحاجة إلى خطط وصفقات الآن، وهو الذي يشعر أنه في أفضل وضع منذ 1948، فهذا الوضع يتيح له ضم الأراضي الفلسطينية التي يريدها قطعة وراء أخرى، ولا يريد ما يُفسد خططها في هذا المجال.
كما أنه لا يكتفي بضم الأراضي الفلسطينية، بل يسعى إلى اعتراف أمريكي بضم هضبة الجولان السورية المحتلة، التي كان «الكنيست» قد أصدر قراراً بضمها من جانب واحد في مطلع الثمانينيات.
ويتعامل الاحتلال مع الجولان منذ ذلك الوقت باعتبارها امتدادا له في الشمال، ولكنه يتطلع الآن إلى غلق ملف هضبة الجولان عن طريق اعتراف أمريكي رسمي، بعد أن ازدادت أهميتها الاستراتيجية في ظل الوضع المضطرب في سوريا.
فالغموض مازال مخيما على هذه الصفقة التي تعدها الحلقة الضيقة المحيطة بالرئيس دونالد ترامب في البيت الأبيض، وفي مقدمتهم نائبه مايك بينس، وصهره ومستشاره جاريد كوشنر، غموض حول محتوى هذه الخطة، التي توصف إعلاميا ومن جانب بعض السياسيين أيضا، بأنها صفقة القرن، وغموض بشأن موعد إعلانها.
وعلى كل الأحوال غزة التي صمدت في وجه الاحتلال والحصار لم ولن تمرر هذه المؤامرة الرخيصة ولم تتنازل عن القدس ولا توافق على تبادل الأراضي والسكان مقابل أموال مسيسة أو وعود مذلة وتنازلات مجانية، وسيكون صعب على واشنطن أن تجد أي قيادي فلسطيني مستعد للتعامل بإيجابية مع خطة يعرف الجميع أن قضية القدس ليست جزءا منها حتى إذا نصت على أنها ستكون ضمن قضايا التفاوض، ولكن مشكلة الفريق الذي يعد الخطة ليست في الموقف الفلسطيني، بمقدار ما هي في مدى استعداد الاحتلال لقبول إدراج هذه القضية ضمن الخطة، في الوقت الذي أغلقت حكومة نتانياهو ملفها، واعتبرته منتهياً، بعد أن نُقلت السفارة الأمريكية إلى القدس؛ ولذلك فربما تكون ممانعة الاحتلال إعلان ما يُسمى صفقة القرن أقوى من أي اعتراض فلسطيني عليها.

نقى عن عمان العمانيه

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

​ما علاقة غزة بصفقة القرن ​ما علاقة غزة بصفقة القرن



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

الملكة رانيا تُعيد ارتداء إطلالة بعد تسع سنوات تعكس ثقتها وأناقتها

القاهرة - مصر اليوم

GMT 09:41 2019 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

"قطة تركيّة" تخوض مواجهة استثنائية مع 6 كلاب

GMT 09:12 2020 الثلاثاء ,07 إبريل / نيسان

هاشتاج مصر تقود العالم يتصدر تويتر

GMT 12:10 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

رفيق علي أحمد ينضم إلى فريق عمل مسلسل "عروس بيروت"

GMT 03:39 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

مادلين طبر تؤكد أن عدم الإنجاب هي أكبر غلطة في حياتها

GMT 18:39 2020 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

التفاصيل الكاملة لحريق شقة الفنانة نادية سلامة.

GMT 05:47 2019 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على سعر الجنيه المصري مقابل الدينار الاردني الأحد

GMT 13:22 2019 الأربعاء ,27 آذار/ مارس

قائمة "نيويورك تايمز" لأعلى مبيعات الكتب

GMT 20:50 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

مقلوبة لحم الغنم المخبوزة في الفرن
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon