توقيت القاهرة المحلي 09:04:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

من أسباب الحزن

  مصر اليوم -

من أسباب الحزن

بقلم - وحيد حامد

الثابت أن الدولة وضعت يدها على كل وسائل الإعلام المرئى والمسموع والمقروء، ومنذ ذلك الحين صار الإعلام المصرى فى موقف لا يُحسد عليه، رغم أنه كان الإعلام الصادق والمؤثر والمستنير، وصاحب الريادة والشعبية، أيضاً كان داعماً لسياسة الدولة بمنطق خافت وقليل من الحكمة، ولم يحدث أن غلبه أى إعلام آخر، مهما كثرت أمواله أو انتشرت خدعه.. وكان هناك الرأى والرأى الآخر، الذى يُثرى الحياة السياسية والاجتماعية ويغذيها بالروح الوطنية، ويحارب ولو كذباً نماذج الفساد والإهمال والنفاق، إذ ربما تحدث نتيجة، وكان يبث من خلال المسلسلات والبرامج القيم الإنسانية والأخلاقية، وكانت برامج السهرة مختارة بعناية بحيث تسعد المشاهد قبل أن يغلق عينيه وينام.. أيضا كانت نشرات الأخبار والبرامج الإخبارية كافة فى غاية الحياد والمصداقية، بحيث كانت المصدر المعتمد لدى المشاهد.. وكانت كل النوافذ الثقافية والدينية والفنية مفتوحة، وكنا نحقق أعلى نسب النجاح بواسطة إعلاميين وإعلاميات بحق، أعطوا بكل المعرفة والحب والإتقان والوطنية.

أما الآن.. ومن المؤسف حقاً وبعد أن صار الإعلام فى قبضة الدولة من جديد، فقد تخلّى عن القواعد الإعلامية الثابتة والتى لا يجوز تغييرها، وإنما يجوز تطويرها.. فالإعلام لا يدار إلا بواسطة إعلاميين.. وأهل الرأى والحكمة يقولون بكل بساطة (كل واحد يشتغل شغلته)، الطبيب طبيب.. والمدرس مدرس.. والقاضى قاض.. والعسكرى عليه أن يقاتل، والمطرب عليه أن يغنى، ولا يجوز لأى واحد من هؤلاء أن يحل محل الآخر.. لو حدث ذلك تحدث الكوارث.. ولأن الإعلام المصرى الآن فى قبضة غير المتخصصين فى الإعلام، فقد سقط فى حفرة عميقة، الخروج منها ليس بالأمر الهين. أنا شخصياً أحس بالحزن العميق وأنا أشاهد الانتشار غير العادى لثلاثة أو أربعة برامج يتم بثها من قنوات فى تركيا، وللأسف تجد من يشاهدها بكثافة، وسواء صدّق أو لم يصدّق، الثابت أنه انصرف عن قنواته الوطنية، لأنها ابتعدت عنه فابتعد عنها تلقائياً. وإذا كانت وظيفة الإعلام أن يؤثر فى الداخل والخارج، فإعلامنا أيها السادة فقد القدرة تماماً على التأثير.. وإذا كان الإعلام هو سلاح الحرب فى العالم الحديث، فإن قادته ليسوا من العسكريين، وإنما من المثقفين وأساتذة الإعلام.. الإعلام له رجاله ونساؤه فابحثوا عنهم.. لأننا فقدنا التنوع والإبداع والمنافسة، وأصبحت الصحف متشابهة تماماً، وإن تغيرت عناوينها، والقنوات الفضائية صورة طبق الأصل من زميلاتها، ولا جديد هنا أو هناك، لأن الإعلام مسألة وطنية والإعلان مسألة تجارية.. ولا يوجد فى الوقت الحالى من يفرق بين هذا وذاك.

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من أسباب الحزن من أسباب الحزن



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

GMT 15:42 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

اللون الذهبي يرسم أناقة النجمات في سهرات الربيع
  مصر اليوم - اللون الذهبي يرسم أناقة النجمات في سهرات الربيع

GMT 19:21 2017 الأحد ,31 كانون الأول / ديسمبر

اتحاد الكرة يشكل لجنة ثلاثية لمتابعة شؤون اللاعبين

GMT 11:47 2019 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

وفاة والد الفنانة سهر الصايغ

GMT 20:10 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرارات جمهورية للرئيس السيسي

GMT 22:11 2019 الإثنين ,09 أيلول / سبتمبر

طارق يحيى يؤكد أن مرتضى منصور شخصية طبية وودودة

GMT 11:20 2019 الأربعاء ,04 أيلول / سبتمبر

بيومي فؤاد يصور فيلمه الجديد "بكرة" في الزمالك

GMT 15:35 2019 الخميس ,20 حزيران / يونيو

"أبل" تدرس نقل أعمالها في الصين إلى دول آسيوية

GMT 10:34 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

أسعار العملات العربية اليوم الأربعاء 19-6-2019

GMT 07:26 2019 الثلاثاء ,21 أيار / مايو

تسريحات شعر من وحي نادين نجيم في "خمسة ونصف"

GMT 14:30 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

50 هدفًا تفصل "ليونيل ميسي" عن عرش "بيليه"

GMT 10:11 2019 الجمعة ,25 كانون الثاني / يناير

الأهلي يواجه الزمالك 30 آذار في برج العرب دون جمهور

GMT 20:57 2019 الثلاثاء ,22 كانون الثاني / يناير

إعدام طالب جامعي شنقًا قتل مدرسًا في محافظة البحيرة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon