توقيت القاهرة المحلي 22:23:58 آخر تحديث
  مصر اليوم -

رمضان وغاية القرآن

  مصر اليوم -

رمضان وغاية القرآن

بقلم - جمال قطب

ستبقى «مفكرة رمضان» تزودنا بالقوى الروحية المتعددة، ففى رمضان تنزل القرآن الكريم على رسولنا العظيم، وغاية القرآن العامة هى ((كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور)).

نعم فالغاية العامة للقرآن هى إخراج الناس ــ كل الناس ــ من الظلمات.. ظلمات كثيرة وقفت فيها البشرية طوال قرون طويلة.. ظلمات أحاطت بالنفس، وظلمات اقتحمت القلب، وظلمات كثيفة سيطرت على العلاقات من جميع الظلمات.. ثم ينقل البشرية كلها إلى «النور».. فكما ترى، الظلمات جمع مجموع، أما النور فهو مفرد نور واحد يحيط بالشرية جميعها.

ــ1ــ


فالنفس البشرية «نفس الإنسان» قد سقطت فى مستنقع من الأمراض النفسية.. نعم فنحن نشاهد أناسا أصابها الكبر والاستعلاء تظن أنها فوق الناس، أو فى مقدمة الناس، مع أن كل واحد منهم لا يستطيع الاعتماد على نفسه فى أدنى الأمور، ولا يستطيع تقديم منفعة لغيره.
فتلك نفس متكبرة متضخمة كلامها أكثر من فعلها، وفعلها هابط لا يسمن ولا يغنى من جوع.
ومع الأنفس المتكبرة تجد انفسا منافقة تساعد المتكبر على كبره، كما ترى أنفسا مستضعفة تستسلم للمتكبرين وترضخ لهم، ولولا أن الأرض تحمل على ظهرها الأنفس الطاهرة والأنفس الزكية، والأنفس اللوامة، والأنفس المطمئنة.. لولا هؤلاء لحاق العقاب بالبشرية كلها. ولمثل أمراض الكبر والنفاق والاستضعاف جاء القرآن ليخرجهم من ظلماتهم ويتيح لهم نور الله بوحيه فيتناولون الدواء الإلهى فتتعافى الأنفس وتخرج من الظلمات إلى النور.

ــ2ــ


وقلوب البشر قد تسابقت نحو أمراض القلوب. فنرى قلوبا أصابتها «الغفلة»، فلا تتذكر واجبات حياتها، وقلوبا أصابها الزيغ فهى طامعة فى كل ما عند الناس لا تكتفى بشىء، وقلوبا أصابتها القسوة لا تعرف الرحمة ولا اللطف، وأمراض الحسد والرياء وغيرها كثيرة. وكل تلك الأمراض جاء القرآن يشفى القلوب بما أصابها من الزيغ والحسد والحقد والغل والغلظة.
ــ3ــ
أما علاقات البشر فحدث ولا حرج عما أصابها من أمراض، فعلى مستوى الأسرة والعائلة تفشى الخصام وقطع الأرحام وتزايد توتر العلاقات، وغابت الرحمة، واختفت المودة، وانتشر التفكك الأسرى وتكاثرت حالات الطلاق وخصوصا بين المتزوجين حديثا، وأصاب ذلك عددا كبيرا من الشباب والشابات بالخوف من الزواج.

ــ4ــ


وعلى مستوى الحرف والمهن انتشرت أمراض: التنافس غير الشريف والجشع والطمع، كما تطفل الجهلاء ليمارسوا حرفا ومهنا لا يتقنونها فانعدم الإنتاج، أو تكدس الإنتاج غير الجيد، وتزايد الغش وأصبح هو القاعدة فى المعاملات بين الناس، وزحف الشر إلى هؤلاء الذين يعملون فى الطعام والشراب إذ يسقون الزرع بمياه ملوثة!!!
كما يتعجلون نضج الزرع بإضافة بعض الكيماويات !!! دون خوف من الله.

ــ5ــ


وفى ميدان الثقافة والفنون نرى الإعلام والإعلان يتبنى شخصيات قميئة وأفكار مدمرة، وألفاظا جارحة وهم لا يدرون أن جرائمهم هذه تفقد الأمة حاضرها ومستقبلها.. وما قلناه يتكرر فى مجالات الطب والدواء، بل فى الدعوة والافتاء.. ولا عاصم من هذا الفساد المتراكم إلا نور الله الذى أنزله فى رمضان وهذا القرآن الكريم.

ــ6ــ


فالقرآن الكريم هو الذى يخرج الناس ــ كل الناس ــ من الظلمات إلى النور: يخرجهم من ظلمة الجشع والطمع إلى الرضا، بل يخرجنا جميعا من العنف إلى اللين ومن التدابر إلى التراحم، بل من التخلف إلى التقدم والازدهار.

يتبع

نقلا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رمضان وغاية القرآن رمضان وغاية القرآن



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

أجمل إطلالات الإعلامية الأنيقة ريا أبي راشد سفيرة دار "Bulgari" العريقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 11:44 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نجمات عربيات تألقن على السجادة الحمراء في "كان"
  مصر اليوم - نجمات عربيات تألقن على السجادة الحمراء في كان

GMT 05:14 2012 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

الإعصار "ساندي" وظاهرة الاحتباس الحراري!

GMT 17:19 2023 الأربعاء ,15 آذار/ مارس

القبض على سارقي فيلا محمد صلاح

GMT 12:31 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

إليكِ أبرز قواعد الإتيكيت في المطاعم الراقية

GMT 18:59 2017 الثلاثاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد الشيخ يداعب وليد أزارو في تمرين الأهلي

GMT 18:17 2019 السبت ,16 شباط / فبراير

دببة تسرق طعامًا من داخل منزل في كاليفورنيا

GMT 07:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

طريقة سهلة لتحضير كعكة الجبن الخفيفة

GMT 13:04 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

يسرا تؤكد أنها ستقاضي "نيويورك تايمز" بعد تقريرها عن القدس

GMT 02:27 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ملكة جمال العراق فيان السليماني تفوز في دعوتها القضائية

GMT 11:03 2020 الجمعة ,28 شباط / فبراير

صلاة الجمعة ممنوعة في اليابان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon