توقيت القاهرة المحلي 13:25:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الأشهر الحُرم

  مصر اليوم -

الأشهر الحُرم

بقلم - جمال قطب

ما زالت نعمة الله تحيطنا باستمرار الأشهر الحرم، فما زال أمامنا حتى نهاية شهر ذى الحجة ثم يتبعها شهر محرم.

والأشهر الحرم كما يعرف الجميع أربعة أشهر موزعة توزيعا إلاهيا على مدار العام. فيبدأ العام بشهر محرم وهو أول الأشهر الحُرم، ثم تتوالى شهور (صفر، ربيع الأول، ربيع الآخر، جمادى الأولى، جمادى الأخرى). وبعد مرور هذه الأشهر الخمسة يأتى شهر رجب وهو شهر حرام، وما إن ينتهى حتى تجىء شهور (شعبان، رمضان، شوال) ثم يحل الشهران (ذو القعدة وذو الحجة) وهما من الأشهر الحُرم.

ــ1ــ
توزيع الاشهر الحُرم على مدار العام يلفت النظر ويحتاج إلى تدبر عميق، فالعام يبدأ بشهر حرام (المحرم) ثم 5 أشهر ثم شهر حرام (رجب) ثم 3 أشهر ثم شهرين حرام (ذى القعدة وذى الحجة).
كما يجب أن نلاحظ اتصال نهاية العام ببداية العام التالى، فإذا نحن أمام ثلاثة أشهر حرم متواليات وهى ( ذى القعدة / ذى الحجة / محرم ). وإذا أردنا دقة الوصف قلنا العام 12 شهر الأول محرم، والنصف 6 حرم، والأخيران 11و12 حرم.

ــ2ــ
الخاصية العظمى لفكرة «الأشهر الحُرم» أنها فترة هدنة إجبارية لجميع البشر، أو على الأقل لجميع الشعوب المؤمنة بالله جل جلاله. وهذه الأشهر المحددة رجب منفردا فى وسط العام ثم يتواصل ثلاثة أشهر (ذى القعدة /ذى الحجة/المحرم) تربط نهاية العام بأوله. وتلك حكمة إلهية من واجبنا أن نتدبرها، وليس لبشر كائنا من كان أن يخالف هذا التنظيم الإلهى.

ــ3ــ
والخاصية الثانية للأشهر الحرُم المتتالية (القعدة/الحجة/المحرم) أنها أشهر الميقات السنوى لمرحلة الحج إلى بيت الله الحرام.
ورحلة الحج التى نعرفها الآن ليست فريضة مستحدثة فى القرآن الكريم، بل هى فريضة قديمة منذ خلق الله السماوات والأرض، ونرى ذلك فى قوله تعالى: ((إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ..)).
وكذلك كما ورد فى أخبار إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام وإعادة بناء البيت، وغير ذلك كما ورد فى أخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم. هكذا نرى حقيقة «الرحمة الإلهية» حيث قضى بتأمين السكك والطرق فى جميع أنحاء العالم بتحريم الحرب ثم بفرض الهدنة الإجبارية فى أشهر الحج مساعدة للمؤمنين على إنجاز رحلة الحج بيسر وأمان.

ــ4ــ
لو تصورت مساحة العالم وجميع سكانه، وقد التزموا جميعا إما بالفطرة السليمة وميلها إلى السلام والأمن، وإما بالعقل وتوافقه على فكرة «الهدنة الإجبارية لجميع الأطراف» والتزم الجميع بذلك.. لفاز الجميع على المدى السريع بنسبة 33% من العام كفترة سلام وأمن يستطيعون فيها تسيير مصالحهم. وعلى المدى البعيد تحصل البشرية على منحة هدوء وتدبر مدتها ثلاثة أشهر متوالية تقارن فيها بين أعباء الحرب ومزايا السلام، وتقارن فيها بين التقاطع والقتال، وبين التواصل والتعاون والتكافل.

ــ5ــ
كل ما ذكرنا وأكثر منه جاء فى قول الله تعالى فى القرآن: ((إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِى كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ..))، فهل يستطيع المسلمون نشر هذا المعنى وتزكيته لدى أنفسهم أولا ثم لدى غيرهم من الشعوب؟!

نقلا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأشهر الحُرم الأشهر الحُرم



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

GMT 20:02 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
  مصر اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم عصابة المكس

GMT 20:53 2018 الأربعاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

أجاج يؤكد أن السيارات الكهربائية ستتفوق على فورمولا 1

GMT 02:41 2016 الأحد ,15 أيار / مايو

الألوان في الديكور

GMT 15:53 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

إقبال على مشاهدة فيلم "Underwater" فى دور العرض المصرية

GMT 15:43 2019 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

مجلس المصري يغري لاعبيه لتحقيق الفوز على الأهلي

GMT 14:25 2019 الخميس ,03 كانون الثاني / يناير

دراسة جديدة تُوصي بالنوم للتخلّص مِن الدهون الزائدة

GMT 17:44 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

ريال مدريد يستغل الخلاف بين نجمي باريس سان جيرمان

GMT 03:56 2018 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

عبدالله الشمسي يبتكر تطبيقًا طبيًا لمساعدة المرضى

GMT 14:00 2018 السبت ,13 كانون الثاني / يناير

أودي تطرح أفخم سياراتها بمظهر أنيق وعصري

GMT 17:49 2017 السبت ,02 كانون الأول / ديسمبر

مدير المنتخب الوطني إيهاب لهيطة يؤجل عودته من روسيا

GMT 19:33 2020 السبت ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل مغني الراب الأمريكي كينج فون في إطلاق نار بأتلانتا

GMT 23:01 2019 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

شبح إلغاء السوبر الأفريقي يطارد الزمالك والترجي

GMT 13:42 2019 الأربعاء ,04 أيلول / سبتمبر

تبحث أمراً مالياً وتركز على بعض الاستثمارات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon