توقيت القاهرة المحلي 16:16:37 آخر تحديث
  مصر اليوم -

خطيئة إخلاء الساحة لـ«الإعلام الموازى»

  مصر اليوم -

خطيئة إخلاء الساحة لـ«الإعلام الموازى»

بقلم - أشرف البربرى

أبسط متابعة لمواقع التواصل الاجتماعى، ستكشف الأزمة التى أوقعنا فيها بعض المسئولين عن صياغة السياسة الإعلامية نتيجة التوسع فى المنع والحجب، وتدجين وسائل الإعلام الرسمية سواء كانت حكومية أو خاصة بحيث أصبحت كل هذه الوسائل على تعددها مجرد نسخة مكررة بصورة لم تشهدها مصر منذ عودة الإعلام الخاص قبل نحو عقدين من الزمان.

فبعد أن كان محتوى وسائل الإعلام الرسمى، الخاصة أو الحكومية، يفرض نفسه على مستخدمى مواقع وتطبيقات التواصل الاجتماعى الذين يعيدون نشر ما يرونه مهما أو معبرا عنهم على صفحاتهم، لم يعد الجمهور يجد مثل هذا المحتوى الذى يستحق إعادة النشر، فكان خياره المنطقى، والخطير فى الوقت نفسه، هو إنتاج المحتوى الذى يراه معبرا عنه سواء كان هذا المحتوى أخبارا لا يجدها فى الإعلام الرسمى، أو مقالات تم قطع الطريق على نشرها أو حتى مواد مسموعة ومصورة «صناعة منزلية».

هذه المواد، غير الخاضعة لأى تدقيق ولا حسابات مهنية ولا حتى قانونية، باتت تحقق انتشارا أسرع من انتشار الإعلام الرسمى، دون الحاجة إلى نشرها على الصفحات ذات ملايين المتابعين ولا المواقع المؤسسية التى يمكن أن تقع تحت ولاية المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام. فالصفحات الشخصية على موقع فيسبوك على سبيل المثال والتى يقل عدد متابعيها عن 5000 متابع تكفى لتحقيق انتشار هائل للمواد الإعلامية غير الرسمية لأن طبيعة الموقع تقوم على تسلسل الانتشار من مستخدم إلى آخر.

معنى هذا أن الحكومة حاصرت القنوات الإعلامية المنظمة، وقلصت مصداقيتها، وفرضت الكثير من القيود على ما تقوله وما لا تقوله فانصرف عنها الناس ولجأوا إلى «الإعلام الموازى» الخارج عن أى سيطرة.

المأساة أن بعض صناع السياسة الإعلامية يتخيلون أن عدم نشر خبر، أو معلومة ما، فى الإعلام الرسمى، يضمن عدم وصوله إلى الناس، مع أن العكس بات هو الصحيح، فنشر الخبر بالقواعد المهنية، والحديث عن واقعة بطريقة منضبطة فى الإعلام الرسمى، يقلص فرص انتشار الصيغ المحرفة منه، وربما يقلص فرص انتشاره على نطاق أوسع عبر مسارات الإعلام الموازى الخارجة عن السيطرة. 

نشر الخبر أو الرأى عبر صحيفة أو قناة تلفزيونية، مهما كان مثيرا للجدل، يعنى تجريد قنوات الإعلام الموازى من فرصة استغلال العبارة السحرية «اقرأ الخبر الذى لم تنشره وسائل الإعلام» أو «المقال الممنوع من النشر» وهى العبارة الكافية لكى تجعل انتشار الخبر أو المقال عبر وسائل التواصل الاجتماعى وغيرها من قنوات الإعلام الموازى أقوى من انتشار النار فى الهشيم.

ثم إن السماح لوسائل الإعلام الرسمية سواء كانت حكومية أو خاصة بالاشتباك مع أى قضية مطروحة على أجندة الرأى العام وتغطية أى واقعة حدثت بالفعل، يضمن للدولة تغطية منضبطة واشتباكا وفقا للقواعد المرعية، وفى الوقت نفسه يقطع الطريق على انتشار تغطيات محرفة أو صياغات مملوءة بالتوابل لهذه القضية أو الواقعة عبر «الإعلام الموازى».

أخيرا، فإن إعادة النظر فى السياسة الإعلامية وتخفيف القيود المتزايدة على وسائل الإعلام الرسمية هى أفضل وسيلة لحماية الرأى العام من التضليل والإثارة وليس العكس كما يعتقد بعض القائمين على إدارة السياسة الإعلامية فى البلاد حتى الآن.

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خطيئة إخلاء الساحة لـ«الإعلام الموازى» خطيئة إخلاء الساحة لـ«الإعلام الموازى»



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

بلقيس بإطلالة جديدة جذّابة تجمع بين البساطة والفخامة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 13:13 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

مقتل مراسل عسكري لصحيفة روسية في أوكرانيا
  مصر اليوم - مقتل مراسل عسكري لصحيفة روسية في أوكرانيا

GMT 18:31 2020 الأربعاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

آندي روبرتسون يخوض لقائه الـ150 مع ليفربول أمام نيوكاسل

GMT 06:47 2020 السبت ,19 كانون الأول / ديسمبر

ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز بعد نهاية الجولة الـ 13

GMT 02:10 2020 الخميس ,10 كانون الأول / ديسمبر

7 أسباب تؤدي لجفاف البشرة أبرزهم الطقس والتقدم في العمر

GMT 22:29 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

أحمد موسى يعلق على خروج الزمالك من كأس مصر

GMT 11:02 2020 الجمعة ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرّف على أعراض التهاب الحلق وأسباب الخلط بينه وبين كورونا

GMT 03:10 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

زيادة في الطلب على العقارات بالمناطق الساحلية المصرية

GMT 22:14 2020 الجمعة ,18 أيلول / سبتمبر

بورصة بيروت تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 12:08 2020 الثلاثاء ,21 إبريل / نيسان

خسائر خام برنت تتفاقم إلى 24% في هذه اللحظات

GMT 17:36 2020 الأحد ,12 إبريل / نيسان

الصين تعلن تسجيل 99 إصابة جديدة بفيروس كورونا

GMT 12:34 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon