توقيت القاهرة المحلي 03:39:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«طيارة ورق» تتحدى طائرة شبح

  مصر اليوم -

«طيارة ورق» تتحدى طائرة شبح

بقلم - أشرف البربرى

مرة أخرى يؤكد الشعب الفلسطينى الحقيقة التى ينساها البعض ويتجاهلها البعض الآخر وهى أن «صاحب الحق قادر على اختراع سلاح المقاومة الفعال». ففى الوقت الذى تصور فيه أغلب صناع القرار فى العالم أن الشعب الفلسطينى لم يعد قادرا حتى على رفع الراية البيضاء وأن اللعبة انتهت لصالح العدوان الإسرائيلى، خرج علينا أطفال قطاع غزة بسلاح جديد أجبر إسرائيل على البحث عن هدنة أو تهدئة، بعد أن اعترف وزير الدفاع الصهيونى المتطرف أفيجدور ليبرمان الذى قال يوم 20 يوليو الماضى لدى زيارته للمستوطنات الإسرائيلية على حدود قطاع غزة «المشكلة الحقيقية هى تآكل آليات الردع لدى الجيش، إلى جانب فقدان الإحساس بالأمان لدى السكان (الإسرائيليين)، الذى لا يقل أهمية عن الأمن ذاته».

المعجزة أن السلاح الفلسطينى ليس أكثر من الطائرات الورقية التى يلهو بها الأطفال فى مختلف بقاع العالم، لكن الأطفال الفلسطينيين الذين يبحثون عن سلاح يقاومون به الاحتلال حولوها إلى قنابل حارقة تستهدف المستوطنات القريبة من قطاع غزة ومزارعها وغاباتها.

وفشلت منظومة الدفاع الصاروخية الإسرائيلية الشهيرة «القبة الحديدية» وطائرات الشبح الأمريكية فى التصدى للطيارة الورق الفلسطينية، فتجدد الحديث عن «الهدنة» أو «التهدئة» بين الفلسطينيين والإسرائيليين وكأن الطائرات الورقية أصبحت رقما فى معادلة القوة فى مواجهة الطائرات الشبح والصواريخ الذكية والغبية الإسرائيلية.
بالطبع فإسرائيل تمتلك واحدة من أكبر ترسانات الأسلحة المميتة فى العالم، وبالطبع فإسرائيل تخوض معاركها متحررة من أى قواعد قانونية أو أخلاقية فى حماية الولايات المتحدة، وبالطبع فأغلب الدول العربية شعوبا وحكومات تنظر إلى الممارسات الإسرائيلية المجرمة بقدر كبير من اللامبالاة.

لكن فى مقابل كل ذلك يأتى الشعب الفلسطينى ليؤكد فى كل مرة أنه متمسك بحقه وأرضه ولن يفرط فيها مهما كان الثمن مؤلما، ويؤكد قدرته على ابتكار الأسلحة والوسائل القادرة على إيلام العدو الإسرائيلى من ناحية وعلى كسب تعاطف الشعوب الحرة أو أحرار الشعوب فى العالم من ناحية أخرى. فعلها الفلسطينيون فى ثمانينيات القرن العشرين بانتفاضة الحجارة، وفعلوها فى العقد الأول من الألفية الثالثة بانتفاضة الأقصى، ويفعلونها الآن بالطائرات الورقية.

وكتب روجيل البار مراسل صحيفة هاآرتس الإسرائيلية أن الفلسطينيين نجحوا فى «إرسال درس متواضع لدولة تفتخر بشراء طائرة المراوغة الأكثر تطورا فى العالم، لكن لا يمكنها السيطرة على الطائرات الورقية البدائية التى تحرق أراضى النقب».

ونقل موقع الحدث الفلسطينى على الإنترنت عن الأديب الإسرائيلى اليسارى يهشوع سوبول قوله «حاولت أن أتخيل نفسى كطفل يعيش فى غزة فى هذه الأيام التى إما أن يموت فيها جيرانى وإما يصابون هم أو أقاربى ويعودون إلى البيت معاقين أو جثامين، عندها ماذا كنت سأفعل؟ كنت سأطير طائرات ورقية حارقة» نحو إسرائيل.

كلمة السر فى قوة «السلاح الفلسطينى» الهش هى إيمان الشعب بحقه وتمسكه بالدفاع عنه مهما كان الثمن. رأينا هذا عندما واجه الفيتناميون الجيش الأمريكى فى ستينيات وسبعينيات القرن العشرين، ورأيناه عندما واجه الأفغان الجيش السوفيتى فى ثمانينيات القرن نفسه، ورأيناه فى نضال السود ضد عنصرية البيض فى جنوب إفريقيا، وغير ذلك الكثير من أمثلة انكسار الظلم بكل ما لديه من سلاح وعتاد أمام صلابة إرادة المظلوم صاحب الحق.

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«طيارة ورق» تتحدى طائرة شبح «طيارة ورق» تتحدى طائرة شبح



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين

GMT 18:12 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الشرطة المصرية تستعرض قوتها أمام الرئيس السيسي

GMT 22:53 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

إطلالات جيجي حديد في التنورة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt