توقيت القاهرة المحلي 09:57:50 آخر تحديث
  مصر اليوم -

السلطة والسلاح فى فلسطين

  مصر اليوم -

السلطة والسلاح فى فلسطين

بقلم - أشرف البربرى

فى كلمته أمام اجتماع المجلس المركزى الفلسطينى الأسبوع الماضى قال محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية «لن نقبل إلا بسلاح شرعى واحد.. لن نقبل إلا بحكومة واحدة وسلاح واحد فى غزة دون ميليشيات».

هذه الكلمات التى تأتى فى إطار الانقسام المشئوم الذى يضرب صفوف الفلسطينيين منذ عشرات السنين ويفتح الباب واسعا أمام جهود تصفية القضية الفلسطينية والتهام إسرائيل لأغلب أراضى الضفة الغربية المحتلة ومواصلة حصار قطاع غزة، تنطوى على خطورة بالغة لأنها تأتى من رأس السلطة الفلسطينية والممثل الشرعى للفلسطينيين أمام المجتمع الدولى حيث يعتبر فصائل المقاومة الفلسطينية التى يعترف بشرعيتها أغلب شعوب العالم باعتبارها حركات مقاومة ضد الاحتلال «ميليشيات» أى خارجة على القانون والشرعية.

والحقيقة أن وجود فصائل المقاومة الفلسطينية المسلحة، حق مشروع للشعب مادام الاحتلال الإسرائيلى قائما، ولا يمكن أن يتم تجميع هذا السلاح تحت سيطرة السلطة الرسمية التى يفرض عليها وضعها القانونى وواقعها على الأرض التزامات تمثل فى جوهرها انتقاصا من حق الشعب الفلسطينى فى مقاومة الاحتلال.

وبدلا من أن ينزع عباس عن السلاح الفلسطينى المقاوم شرعيته ودعوته إلى توحيد السلاح تحت سيطرة السلطة التى لا يمكنها بأى حال من الأحوال استخدامه ضد الاحتلال مهما تعددت جرائمه، عليه وعلى حركة فتح وحركة حماس وكل الفصائل الفلسطينية التوافق على المزج بين السلاح والسياسة من أجل استعادة حقوق الشعب الفلسطينى.

فالتاريخ البعيد والقريب يقول إنه لا تناقض أبدا بين استمرار سلاح المقاومة من ناحية واستمرار التفاوض مع الاحتلال من ناحية أخرى، بل إن الجمع بين السلاح والتفاوض هو ما يضمن الوصول إلى الأهداف المرجوة أو على الأقل الاقتراب منها.

إذا كانت القوانين الدولية والمبادئ الإنسانية تعترف بحق الشعب الفلسطينى فى مقاومة الاحتلال، فهل ينكر عليه رئيس السلطة الفلسطينية ذلك؟ وإذا لم يكن ينكر حق شعبه فى مقاومة الاحتلال فما هو تصور الرئيس عباس ومن يؤيده من الفلسطينيين لدور «السلاح الواحد» الخاضع لسيطرة السلطة الفلسطينية فى مواجهة الاحتلال؟ وهل يمكن أن يصدر محمود عباس مثلا أوامره لهذا السلاح من أجل تنفيذ عمليات نوعية ضد قوات الاحتلال؟ وهل يمكنه أن يصدر له الأوامر بالتصدى لعمليات المصادرة والهدم المستمر التى يقوم بها الاحتلال الإسرائيلى للمنازل الفلسطينية فى الضفة الغربية؟ 

استمرار الانقسام الفلسطينى، بات الخطر الأكبر الذى يهدد القضية الفلسطينية خاصة بعد التغييرات الكبيرة التى اجتاحت العالم ومنطقة الشرق الأوسط بشكل خاص خلال السنوات الأخيرة وجعلت هذه القضية تفقد جزءا من مكانتها المحورية لدى العديد من شعوب المنطقة، بل وشعوب العالم. وبالتالى فإن انهاء هذا الانقسام واجتماع الفلسطينيين على كلمة سواء لم يعد خيارا قابلا للمناقشة ولا فكرة قابلة للإرجاء إذا ما كانت القيادات الفلسطينية من مختلف التوجهات والفصائل حريصة على القضية وحقوق الشعب أكثر من حرصها على مكاسب فصيلها ومصالحها الشخصية الضيقة.

أخيرا فإن سلاح المقاومة الفلسطينية يظل مشروعا أمام القوانين الدولية والمبادئ الإنسانية مهما تعددت فصائله مادام موجها إلى الاحتلال الإسرائيلى، لكنه يفقد كل شرعية له مهما كانت اليد التى تحمله إذا ما تم توجيهه إلى أى دولة مجاورة أو إلى فصيل فلسطينى آخر مهما كانت المبررات والظروف.

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السلطة والسلاح فى فلسطين السلطة والسلاح فى فلسطين



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين

GMT 18:12 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الشرطة المصرية تستعرض قوتها أمام الرئيس السيسي

GMT 22:53 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

إطلالات جيجي حديد في التنورة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt