توقيت القاهرة المحلي 03:13:09 آخر تحديث
  مصر اليوم -

العائلة المالكة السعودية تدافع في أزمة خاشقجي

  مصر اليوم -

العائلة المالكة السعودية تدافع في أزمة خاشقجي

بقلم - ديفيد اغناتيوس

من بين جميع ردود الفعل المصدومة إزاء موت جمال خاشقجي، يقف الأمير تركي الفيصل كحالة خاصة: قال الأمير، الذي يعد بمثابة أحد أعمدة المؤسسة الحاكمة السعودية، خلال مقابلة أجريت معه إنه يشعر بـ«الصدمة» حيال خسارة خاشقجي، الذي لطالما حظي برعاية تركي الشخصية، لكنه يقف خلف الملك سلمان وولي العهد خلال هذه الأزمة.

وقال تركي: «من يظنون أن تغييراً سيطرأ على ترتيب ولاية العرش خاطئون»، في إشارة توبيخ إلى التوقعات التي أطلقها البعض حول إمكانية استبعاد الأمير محمد بن سلمان من ولاية العهد بسبب مزاعم تتعلق بأنه من أصدر الأوامر التي أسفرت عن أحداث انتهت بموت خاشقجي، أحد كتاب الرأي لدى صحيفة «ذا واشنطن بوست». وأضاف تركي أن السعوديين في الواقع يدعمون ولي العهد بسبب الهجوم الذي يتعرض له حالياً.

وقال تركي: «كلما زادت الانتقادات الموجهة لولي العهد، تنامت شعبيته داخل المملكة. وإذا أجريت استطلاعاً للرأي بين السعوديين اليوم، ستجد أنه أصبح أكثر شعبية عما كان عليه منذ أسبوعين. وهذا لأن السعوديين يشعرون بأن قائدهم يتعرض لهجوم ظالم من جانب وسائل الإعلام الأجنبية. وينطبق ذلك على العائلة المالكة، أيضاً، ذلك أن ثمة شعوراً لدى السعوديين بأن هذا الهجوم يستهدف السعودية والعائلة المالكة، وليس محمد بن سلمان فحسب».
في الواقع، ليس من سبيل للتحقق من صحة هذه الادعاءات المتعلقة بالدعم الشعبي لمحمد بن سلمان، لكن اللافت أن تصدر هذه الرؤية الموالية للقصر من جانب تركي تحديداً، والذي باعتباره الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات وسفير المملكة في لندن وواشنطن، يتحدث بلسان فريق من العائلة المالكة يعرف بآرائه المعتدلة.
وجاءت تعليقات تركي عشية الخطاب الذي ألقاه الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، واتهم خلاله السعوديين بارتكاب «عملية قتل بشعة»، لكنه لم يكشف أية أدلة جديدة تؤكد ضلوع الرياض في عملية قتل معد لها سلفاً.

مساء الاثنين، تحدث تركي إلى داخل مقر إقامته في مكلين بفيرجينيا على مدار قرابة 90 دقيقة. ووصف عن لقاء جرى الليلة السابقة بينه وبين إحدى زوجات خاشقجي السابقات وأبنائه الثلاثة كي «يعرب لهم عن تعازي» الملك وولي العهد. وقال تركي: «تحدثنا عن الماضي عندما كنا في واشنطن ولندن».
وجرى مشهد آخر لتقديم التعازي في الرياض، حيث التقى الأمير محمد بن سلمان مع صلاح، نجل خاشقجي الأكبر، الذي ظل ممنوعاً لشهور من مغادرة المملكة في إطار حملة ضغط ضد خاشقجي. وأظهر فيديو سعودي صلاح يصافح الرجل الذي يلقي البعض باللوم عليه عن موت والده.

من ناحيته، قال تركي إن خاشقجي لفت انتباهه للمرة الأولى عام 1988، بعدما اضطلع كصحافي برحلة إلى أفغانستان لحساب صحيفة «آراب نيوز» التي يوجد مقرها بالرياض. وأكد تركي أنه في ذلك الوقت: «لم يكن لخاشقجي أية صلة بالاستخبارات السعودية، ولا حتى على مستوى بسيط». إلا أنه عندما أصبح خاشقجي رئيساً لتحرير «آراب نيوز» في تسعينات القرن الماضي، جرى لقاء بينه وبين تركي.
في السنوات اللاحقة، أصبح تركي صاحب فضل كبير على خاشقجي، فقد اختاره مرتين لتولي رئاسة تحرير صحيفة «الوطن» المملوكة للعائلة المالكة، ونقله إلى لندن وواشنطن كمستشار إعلامي عندما أصبح سفيراً.

وقال تركي: «كإنسان، كان خاشقجي لطيف المعشر، ويملك حس دعابة رائعاً، بجانب كونه صحافياً شديد الدقة. لقد كان يتعامل مع مهنته بجدية بالغة». ومثلما الحال مع كثير من أصدقاء خاشقجي الآخرين، وصف تركي عن امتلاك خاشقجي الشعور بالتفاؤل افتقر إلى الواقعية بعض الأحيان. وقال: «دائماً ما كنت أقول له: على رسلك يا جمال، توقف عن المزاح... لا أصدق أنك بهذه السذاجة. توقف!».
إلا أن ثمة شقاقاً وقع بين الرجلين منذ قرابة أربع سنوات أوعزه تركي في جزء منه إلى تباين موقفيهما تجاه جماعة «الإخوان المسلمين». وقال تركي إنه كان يوبخ خاشقجي قائلاً: «إنهم جماعة لجأت لأعمال إرهابية للترويج لآرائها تحت قناع الليبرالية». وكان خاشقجي دائماً يجيب: «نعم، وانتقدتهم من أجل ذلك، ودعوتهم لتجديد فكرهم. لقد عفى الزمن على فكرهم وأصبحوا بحاجة إلى التغيير».

في العادة، تتخذ العائلة المالكة السعودية استعداداتها للدفاع عن نفسها في الأزمات، وتوحي المحادثة التي دارت بيني وبين تركي بأن هذه الأزمة ليست استثناء. من جهته، شدد تركي على أن: «تشويه السعودية أمر ظالم ومجحف»، لكنه تحاشى الرد على تساؤلات بخصوص ما إذا كان يتعين على الأمير محمد بن سلمان توسيع قاعدته الآن من أجل تعزيز الاستقرار بالمملكة، وإعادة تحفيز برنامجه الإصلاحي المعروف باسم «رؤية 2030».
وقال تركي: «الشعب السعودي سعيد بقيادته، لأنها قيادة طرحت رؤية للمستقبل وتعمل على تنفيذها. وإذا كانت هناك حاجة لتنقيح أو تعديل أو إضافة شيء إلى هذه الرؤية، فلا بأس، ذلك أن (رؤية 2030) ليست بنص مقدس».
وأكد تركي أنه عندما سمع نبأ تأكيد موت خاشقجي خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي: «كان أمراً صادماً. حتى اللحظة الأخيرة، كان يساورني الأمل ألا يكون قد مات».
في الحقيقة، بعض الأحيان يتمكن أناس في موتهم من تحقيق أهداف بدت في حياتهم مستحيلة، أو ربما حتى ساذجة. وبغض النظر عما سيحدث في الأخير، يبقى المؤكد أن وجه السعودية سيتغير بسبب مقتل خاشقجي.

نقلًا عن الشرق الاوسط

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العائلة المالكة السعودية تدافع في أزمة خاشقجي العائلة المالكة السعودية تدافع في أزمة خاشقجي



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

بلقيس بإطلالة جديدة جذّابة تجمع بين البساطة والفخامة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:31 2020 الأربعاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

آندي روبرتسون يخوض لقائه الـ150 مع ليفربول أمام نيوكاسل

GMT 06:47 2020 السبت ,19 كانون الأول / ديسمبر

ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز بعد نهاية الجولة الـ 13

GMT 02:10 2020 الخميس ,10 كانون الأول / ديسمبر

7 أسباب تؤدي لجفاف البشرة أبرزهم الطقس والتقدم في العمر

GMT 22:29 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

أحمد موسى يعلق على خروج الزمالك من كأس مصر

GMT 11:02 2020 الجمعة ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرّف على أعراض التهاب الحلق وأسباب الخلط بينه وبين كورونا

GMT 03:10 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

زيادة في الطلب على العقارات بالمناطق الساحلية المصرية

GMT 22:14 2020 الجمعة ,18 أيلول / سبتمبر

بورصة بيروت تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 12:08 2020 الثلاثاء ,21 إبريل / نيسان

خسائر خام برنت تتفاقم إلى 24% في هذه اللحظات

GMT 17:36 2020 الأحد ,12 إبريل / نيسان

الصين تعلن تسجيل 99 إصابة جديدة بفيروس كورونا

GMT 12:34 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon