توقيت القاهرة المحلي 13:01:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الذمة السياسية للعملة النقدية

  مصر اليوم -

الذمة السياسية للعملة النقدية

بقلم ـ مصباح قطب

استكمالا لموضوع أمس.. أقول إن السعودية خففت بقوة منذ مجىء محمد بن سلمان من ضخ الأموال إلى شركات وول ستريت، وزادت التركيز على التكنولوجيا، فهل لهذا مغزى؟ أعود إلى «نيويورك تايمز» لنجد أنها تحدثت مع عدد من مستثمرى سيلكون فالى الأمريكى بطريقة بدا منها أنها تحثهم على هذه النزعة الأخلاقية، أى البعد عن الأموال القمعية/ السعودية، لكنها قالت فى النهاية: فى كثير من الأحيان، من الصعب معرفة من أين تحصل شركات رأس المال المغامر على أموالها، كما أن المال أصبح يأتى عبر شبكة معقدة من المركبات المالية (مَن ابتكرها هو وول ستريت ذاتها) التى تدعم تمويل رأس المال الاستثمارى، وحتى إذا اكتشف التنفيذيون المبتدئون أن بعض أموالهم مأخوذة من مصدر غير مرحب به، فمن الصعب إعادة الأموال التى تم قبولها بالفعل، وربما يكون قد تم صرفها. لماذا الضجة إذاً؟

قد يبدو ظاهريا أنه أمر طيب أن يكون أصحاب الشركات المغامرة- وغيرهم- «فخورين بمستثمريهم»، وأن يعملوا لمعاقبة صناديق وأموال «الحكومات الشريرة»، والتعبيران من لدن الصحيفة، لكن إقحام السياسة فى شأن الاستثمار بهذا الشكل هو عمل انتقائى، وربما كيدى، وعواقبه شديدة الخطورة. أليس من الجائز أن يقال: كل حكومة قتلت مدنيين عزلاً وأبرياء أو احتلت أراضى بلد آخر أو خربت بنيته التحتية أو شردت أهله يجب مقاطعة أموالها وأذون خزانتها وسنداتها.. وبكل تأكيد فالسجل الأمريكى مروع فى هذا الشان. فكيف سنرد على قول مثل ذلك يا «نيويورك تايمز»؟.. المبدأ مخيف، وقد أشارت الصحيفة صراحة إلى أن مقاطعة الأموال القمعية يجب أن تشمل دولاً مثل روسيا والصين.

حسنٌ أيضا أن تتسم شركات التكنولوجيا بالنزعة الإنسانية، فترفض المال القمعى، لكن عليها كذلك أن ترفض التجسس على أصحاب الحسابات أو العمل لحساب أجهزة الاستخبارات والدفاع، وتغير منتجاتها الإدمانية، وتوقف انتهاكات الخصوصية والتضليل.. تشديد الالتزام بقواعد مكافحة غسل الأموال، وتطبيقها بصرامة على الكبار والصغار مطلوب.. الالتزام بالمقاطعة المالية لمن على القوائم التى تقررها الأمم المتحدة أو المؤسسات متعددة الأطراف مطلوب.. محاسبة أى دولة، فى إطار القانون، على جريمة ارتكبتها مطلوب.. أما تسييس الدولار أو حتى الجنيه فمريب ويدخلنا إلى انتقائية لا ضابط لها ولا رابط.. أهل الخزانة العامة يقولون دائما: «الجنيه ما بيتعلمش»، أى لا يمكن ان نقول إن هذا الجنيه بالذات يذهب إلى كذا وذاك إلى كذا. وعلى طالبى عمل فيش وتشبيه انتقائى لأموال الاستثمار أن يطبقوا هذا المبدأ العالمى بلا افتعال.

نقلًا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الذمة السياسية للعملة النقدية الذمة السياسية للعملة النقدية



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

GMT 01:52 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة
  مصر اليوم - منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة

GMT 09:00 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 09:36 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الدلو

GMT 13:21 2019 الأحد ,29 أيلول / سبتمبر

كيف ساعدت رباعية الاهلي في كانو رينيه فايلر ؟

GMT 03:35 2018 الجمعة ,21 كانون الأول / ديسمبر

فوائد الكركم المهمة لعلاج الالتهابات وقرحة المعدة

GMT 02:36 2019 الأحد ,30 حزيران / يونيو

فعاليات مميزة لهيئة الرياضة في موسم جدة

GMT 04:38 2020 الثلاثاء ,25 شباط / فبراير

نجل أبو تريكة يسجل هدفا رائعا

GMT 12:42 2018 الثلاثاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ديكورات جبس حديثه تضفي الفخامة على منزلك

GMT 12:14 2017 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

مجموعة Boutique Christina الجديدة لموسم شتاء 2018

GMT 11:46 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

الذرة المشوية تسلية وصحة حلوة اعرف فوائدها على صحتك

GMT 09:42 2020 الخميس ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

إليك 4 مخاطر للنوم بعد تناول الطعام مباشرة عليك معرفتها

GMT 21:11 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

بدرية طلبة على سرير المرض قبل مشاركتها في موسم الرياض
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon