توقيت القاهرة المحلي 03:00:58 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الالتزام البغيض

  مصر اليوم -

الالتزام البغيض

بقلم - مصباح قطب

وصل التزام دول منظمة أوبك وبعض الدول من خارجها، وعلى رأسها روسيا، باتفاق خفض إنتاج النفط السارى منذ يناير 2017 إلى مستوى 149% فى مارس الفائت، وبمتوسط 113% منذ بداية التطبيق.

وارتفع سعر خام برنت بواقع 33% فى 2017، ثم بنسبة 25% منذ بداية 2018 كنتيجة لهذا الاتفاق بالأساس ولبعض العوامل الأخرى. تتطلع السعودية إلى 100 دولار للبرميل لأسباب تخص علاج عجز موازنتها وطموحات ولى عهدها، كما تتطلع الإمارات وغيرها إلى اتفاق ممتد للخفض، أى لا ينتهى بنهاية الاتفاق الحالى المقررة 2018، والكل يتوقع بلوغ سعر 80 دولاراً للبرميل فى وقت قصير. الأسئلة كثيرة والإجابات غائمة. تحولت السعودية من سياسة خفض السعر بكل السبل بالاتفاق مع الولايات المتحدة لإرهاق روسيا وإيران مالياً لموقفهما فى سوريا، حتى إنه انخفض إلى نحو 28.5 دولار فى بداية 2014، إلى تعاون وثيق مع روسيا، رغم كل خلافاتهما فى السياسة لرفع السعر. درس للتأمل. أيضاً الرفع الحالى تستفيد منه دول تعاديها أمريكا مثل إيران وفنزويلا، لكن لماذا استهجن الرئيس ترامب، أمس الأول، هذا الارتفاع، ووصفه بـ«المصطنع»، مع أن الشركات الأمريكية بين أكبر المستفيدين منه؟!. وما موقف الدول غير النفطية، التى يرهق موازناتها رفع السعر، إلى حد أن كل دولار زيادة فى البرميل يكلف موازنة مصر- مثالاً- نحو 3.5 مليار جنيه إضافية؟.

كان سعر خام برنت قد بلغ ذروة غريبة فى منتصف 2008، وهى 147 دولاراً، وقبيل أيام- ليس من الأزمة المالية العالمية، بل من الكشف عنها- فقد كانت نيرانها تطقطق فى عظام الاقتصاد الأمريكى والأوروبى من بدرى.. بلغ السعر الذروة، فى أجواء تأزم، وبعيداً عن أى منطق ذى صلة بالعرض والطلب والمخزونات والاستثمارات. كان العامل الأكثر تأثيراً على ارتفاع السعر هو المضاربات التى قادها الماليون من أبناء وول ستريت (حى المال بنيويورك) وحلفائهم، برضا رسمى أمريكى، ولهذا، فإن ترامب فى تقدير البعض يعترض على اتفاق الخفض ليس كراهية فى ارتفاع الأسعار بقدر رغبته فى ألا يمسك زمام زيادة أو خفض السعر لاعبون آخرون بعيداً عن أمريكا، التى هى «أولاً» عند السيد ترامب، ومضاربيها ثم إن اتباع نهج خفض إنتاج النفط- أو إمداداته- يشكل عقدة أمريكية وغربية منذ 1973، كما أن إمساك أمريكا بمقود الرفع والخفض سواء باستخدام المضاربات أو عبر خفض ورفع سعر الدولار يجعلها هى مَن يحدد مَن يستفيد ومَن يخسر من تلك اللعبة.

أن المعضلة التى يجب على العالم أن يواجهها هى: كيف نضمن عدم تكرار ذلك فى أسعار ونمط عرض منتجات أو موارد طبيعية أخرى مثل بعض المعادن الأساسية، بل بعض المحاصيل الزراعية؟.

(أوبك + من أوبك وخارجها) قالت إنها لا تستهدف سعراً محدداً للبرميل، بل خلق استقرار دائم فى الأسواق. نتمنى أن تتوقف اللعبة عند ذلك، والأهم أن نتفق على ما معنى الاستقرار الدائم؟.


نقلا عن المصري اليوم القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الالتزام البغيض الالتزام البغيض



GMT 02:56 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

«حماس» 67

GMT 02:50 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

نهاية مقولة «امسك فلول»

GMT 02:30 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

الإعلام البديل والحرب الثقافية

GMT 02:26 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

«الدارك ويب» ودارك غيب!

GMT 02:11 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

الاستثمار البيئي في الفقراء

أيقونة الجمال كارمن بصيبص تنضم لعائلة "Bulgari" العريقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 16:30 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

نادين نجيم تكشف عن علامتها التجارية الخاصة
  مصر اليوم - نادين نجيم تكشف عن علامتها التجارية الخاصة

GMT 16:02 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

طرق سهلة لتحسين صحة الأمعاء والحفاظ عليها
  مصر اليوم - طرق سهلة لتحسين صحة الأمعاء والحفاظ عليها

GMT 18:29 2018 السبت ,01 أيلول / سبتمبر

طلعت زكريا يفاجئ جمهوره بخبر انفصاله عن زوجته

GMT 12:07 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

كيفية تحضير كب كيك جوز الهند بالكريمة

GMT 09:10 2018 الأربعاء ,15 آب / أغسطس

"الهضبة" يشارك العالمي مارشميلو في عمل مجنون

GMT 10:56 2018 الأربعاء ,01 آب / أغسطس

النسخة العربية للعبة كابتن تسوباسا

GMT 14:08 2018 الأربعاء ,27 حزيران / يونيو

أوستراليا تسجل أدنى درجة حرارة خلال 10 سنوات

GMT 01:41 2018 الإثنين ,28 أيار / مايو

تريزيجيه يدعم محمد صلاح بعد الإصابة

GMT 22:03 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

السبب العلمي وراء صوت "قرقعة الأصابع"

GMT 08:14 2018 الأحد ,21 كانون الثاني / يناير

محلات flamme تعرض مجموعتها الجديدة لشتاء 2018

GMT 18:05 2017 السبت ,16 كانون الأول / ديسمبر

"مازدا" تطرح الطراز الجديد من " CX-3 -2017"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon