توقيت القاهرة المحلي 01:45:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المرأة بين «شرّ» سقراط و«خير» الدين!

  مصر اليوم -

المرأة بين «شرّ» سقراط و«خير» الدين

بقلم - حبيبة محمدي

بين شرّ «سُقراط» و«قُفة» الشيخ؛ لدينا الوسطية الدينية الجميلة، حيثُ الحُسنى والاعتدال!.

مولاى: إنّى ببابِ الطُهرِ والنقاءِ والعفّة والسّمو والرقىّ، ألبس ما أشاء ولا أضع على رأسى شيئًا سوى تاج كرامتى وخُلقى الرفيع!.

هكذا تقول امرأةٌ حرّة.. وحرّة لأنَّها بحرّيتها تصنع فضيلتَها!.

الصراعُ مشتدٌ منذ الأزل والآن وإلى الأبد عن المرأة وحولها وبينها وبين الرجل!.

امرأةٌ عربية مسلمةٌ حرّةٌ هى أنا، وكلُّ النساء العربيات من المحيط إلى الخليج لا نقبل أوصياء علينا أو تقييمًا لنا سوى تعاليم ديننا الحنيف التى نستقيها بوعيّنا وفكرنا المستنير؛ نرفض الوصايةَ بكلِّ أشكالها!.

المُطّلع على التاريخ الفلسفى يكتشف أنَّ هناك فلاسفة نصبوا العداءَ للمرأة، و«سقراط» ليس الوحيد!، حيث يُنسب إلى الفيلسوف اليونانى «سقراط» (399 ق.م ) تلك المقولة الشائعة: «المرأةُ مصدرُ كل شر»!.

والحقيقة أننى لا أُرجح هذه المعلومات عن سقراط، حيث يُنسب إليه- أيضا- أنَّه قال فى حق المرأة: ((المرأة العظيمة هى التى تُعلِّمنا كيف نحبّ عندما نريد أن نكره، وكيف نضحك عندما نريد أن نبكى، وكيف نبتسم عندما نتألم)). وقال أيضا: ((لم أطمئن قط إلا وأنا فى حِجر أمّى))!.

لا أعتقد أنَّ أحدًا يحمل كلَّ هذا التقديس للمرأة عموما، وللأمّ خاصة، ويعتبرها مصدرًا للشّرّ.. ثم تسوق الفلسفةُ بعده الأطروحات عن موقفٍ مُعادٍ منه للمرأة!..

أعتقدُ جازمةً أنَّ مقولته قد حُرّفت.. وبعد بحثٍ عن أصل المقولة، وجدتُ فى بعض المراجع أنَّ هناك مَن يكتبها: «المرأةُ مصدرُ كل شىء»!. وأظنها الأصدق من فيلسوفٍ حكيم!.

لقد كرّم اللهُ، عزّ وجل، المرأة وأعلى من شأنها، وجعلها «على درجةٍ واحدة مع الرجل فى التكريم والإجلال».. فكيف يأتى مَنْ يُقلّل من شأنها ويحطّ من قدرها ويُهين كينونتها ويختصرها فى شكلٍ وملبس كأنَّها مجرد شىء لا جوهر له؟!.

وأخيرًا وليس آخرًا.. باسم كل النساء فى الوطن العربى أقول لمن أراد أن نكون «قُفة» أو نلبسها: إنَّ المرأةَ عقلٌ وفكر وليستْ شكلًا وجسدًا يُستباح أو يُهان.. المرأة لها كيانها فى الوجود وقيمتها الإنسانية وليستْ سلعةً، فلا هى مصدر لشهواتِ الرجل ولا مصدر الشّرّ فى العالم، إنَّها الخيرُ كلُّه.. كيف لا وقد كرّمها اللهُ عزّ وجلّ فى كلِّ الديانات السّماوية، خاصة الدين الإسلامى، دين التكريم والسمو والقيم الأخلاقية؟!.. وللأسف هناك بعض مَنْ يسيئون إليها ويخطئون فى حق المرأة، ونسوا أنَّ رسول الله الكريم ﷺ قال: «استوصوا بالنساءِ خيرًا». وهو حديثٌ صحيح، حسب المراجع.

وأعتقد لغويًّا أن حرفى «السين والتاء» للطلب، فيُحتمل أن يكون المقصود: اقبلوا وصيّتى فى النساء.. أو أن يكون الحرفان قد دخلا فى هذا الموضع للتأكيد والمبالغة والعناية بهذا الأمر، وهو الخير للمرأة، لأنها أصلُ الخير!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المرأة بين «شرّ» سقراط و«خير» الدين المرأة بين «شرّ» سقراط و«خير» الدين



GMT 01:38 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 01:34 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مصر بين اختراق رفح وانتهاك المعاهدة

GMT 01:32 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 01:27 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

GMT 01:22 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

فرنسا العظمى «سابقاً»

النجمة درة بإطلالة جذّابة وأنيقة تبهر جمهورها في مدينة العلا السعودية

الرياض ـ مصر اليوم

GMT 10:34 2021 الأحد ,04 تموز / يوليو

إصابة بيريسيتش نجم منتخب كرواتيا بكورونا

GMT 04:40 2021 الأربعاء ,31 آذار/ مارس

طريقة عمل جلاش ملفوف بالمكسرات

GMT 09:35 2021 الجمعة ,29 كانون الثاني / يناير

تصاميم فساتين جريئة من وحي لين أبو شعر

GMT 03:19 2021 السبت ,23 كانون الثاني / يناير

العلماء يحلون لغزا عمره 100 عام بشأن مرض "السرطان"

GMT 11:05 2021 الأربعاء ,20 كانون الثاني / يناير

يوفنتوس يتحدى نابولي على كأس السوبر الإيطالي

GMT 15:58 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

شوبير يكشف سر استبعاد الشناوي من مواجهة الاهلي وبطل النيجر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon