توقيت القاهرة المحلي 22:30:58 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المرأة بين «شرّ» سقراط و«خير» الدين!

  مصر اليوم -

المرأة بين «شرّ» سقراط و«خير» الدين

بقلم - حبيبة محمدي

بين شرّ «سُقراط» و«قُفة» الشيخ؛ لدينا الوسطية الدينية الجميلة، حيثُ الحُسنى والاعتدال!.

مولاى: إنّى ببابِ الطُهرِ والنقاءِ والعفّة والسّمو والرقىّ، ألبس ما أشاء ولا أضع على رأسى شيئًا سوى تاج كرامتى وخُلقى الرفيع!.

هكذا تقول امرأةٌ حرّة.. وحرّة لأنَّها بحرّيتها تصنع فضيلتَها!.

الصراعُ مشتدٌ منذ الأزل والآن وإلى الأبد عن المرأة وحولها وبينها وبين الرجل!.

امرأةٌ عربية مسلمةٌ حرّةٌ هى أنا، وكلُّ النساء العربيات من المحيط إلى الخليج لا نقبل أوصياء علينا أو تقييمًا لنا سوى تعاليم ديننا الحنيف التى نستقيها بوعيّنا وفكرنا المستنير؛ نرفض الوصايةَ بكلِّ أشكالها!.

المُطّلع على التاريخ الفلسفى يكتشف أنَّ هناك فلاسفة نصبوا العداءَ للمرأة، و«سقراط» ليس الوحيد!، حيث يُنسب إلى الفيلسوف اليونانى «سقراط» (399 ق.م ) تلك المقولة الشائعة: «المرأةُ مصدرُ كل شر»!.

والحقيقة أننى لا أُرجح هذه المعلومات عن سقراط، حيث يُنسب إليه- أيضا- أنَّه قال فى حق المرأة: ((المرأة العظيمة هى التى تُعلِّمنا كيف نحبّ عندما نريد أن نكره، وكيف نضحك عندما نريد أن نبكى، وكيف نبتسم عندما نتألم)). وقال أيضا: ((لم أطمئن قط إلا وأنا فى حِجر أمّى))!.

لا أعتقد أنَّ أحدًا يحمل كلَّ هذا التقديس للمرأة عموما، وللأمّ خاصة، ويعتبرها مصدرًا للشّرّ.. ثم تسوق الفلسفةُ بعده الأطروحات عن موقفٍ مُعادٍ منه للمرأة!..

أعتقدُ جازمةً أنَّ مقولته قد حُرّفت.. وبعد بحثٍ عن أصل المقولة، وجدتُ فى بعض المراجع أنَّ هناك مَن يكتبها: «المرأةُ مصدرُ كل شىء»!. وأظنها الأصدق من فيلسوفٍ حكيم!.

لقد كرّم اللهُ، عزّ وجل، المرأة وأعلى من شأنها، وجعلها «على درجةٍ واحدة مع الرجل فى التكريم والإجلال».. فكيف يأتى مَنْ يُقلّل من شأنها ويحطّ من قدرها ويُهين كينونتها ويختصرها فى شكلٍ وملبس كأنَّها مجرد شىء لا جوهر له؟!.

وأخيرًا وليس آخرًا.. باسم كل النساء فى الوطن العربى أقول لمن أراد أن نكون «قُفة» أو نلبسها: إنَّ المرأةَ عقلٌ وفكر وليستْ شكلًا وجسدًا يُستباح أو يُهان.. المرأة لها كيانها فى الوجود وقيمتها الإنسانية وليستْ سلعةً، فلا هى مصدر لشهواتِ الرجل ولا مصدر الشّرّ فى العالم، إنَّها الخيرُ كلُّه.. كيف لا وقد كرّمها اللهُ عزّ وجلّ فى كلِّ الديانات السّماوية، خاصة الدين الإسلامى، دين التكريم والسمو والقيم الأخلاقية؟!.. وللأسف هناك بعض مَنْ يسيئون إليها ويخطئون فى حق المرأة، ونسوا أنَّ رسول الله الكريم ﷺ قال: «استوصوا بالنساءِ خيرًا». وهو حديثٌ صحيح، حسب المراجع.

وأعتقد لغويًّا أن حرفى «السين والتاء» للطلب، فيُحتمل أن يكون المقصود: اقبلوا وصيّتى فى النساء.. أو أن يكون الحرفان قد دخلا فى هذا الموضع للتأكيد والمبالغة والعناية بهذا الأمر، وهو الخير للمرأة، لأنها أصلُ الخير!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المرأة بين «شرّ» سقراط و«خير» الدين المرأة بين «شرّ» سقراط و«خير» الدين



GMT 18:47 2024 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

يوسف إدريس.. جنون الإبداع وتمرد الفكر

GMT 18:33 2024 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

روى صلاح دياب

GMT 03:01 2024 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

الاتفاق السعودي في معادلة غزة

GMT 02:57 2024 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

الخاسر يربح

إطلالات النجمة إليسا تعكس إحساسها الموسيقي

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - الإعلان عن موعد إلقاء نتنياهو كلمة أمام الكونغرس

GMT 22:06 2024 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

مصطفى شعبان يحسم عودته للسينما بعد غياب 14 عاما
  مصر اليوم - مصطفى شعبان يحسم عودته للسينما بعد غياب 14 عاما

GMT 10:45 2018 الأربعاء ,28 شباط / فبراير

فرنسا تحتضن 500 ذئب لتحقيق هذا الهدف

GMT 05:36 2018 الإثنين ,10 أيلول / سبتمبر

"ديور" تطرح عطرها الجديد والمميز "Joy by Dior "

GMT 16:52 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

غضب عارم بين اللاعبين بسبب المستحقات في نادي المقاصة

GMT 09:34 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

"منظمة التجارة" تندد بالرسوم الأميركية على الصين

GMT 08:10 2018 السبت ,08 كانون الأول / ديسمبر

كيت ميدلتون تُظهر أناقتها خلال زيارتها قبرص

GMT 20:06 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

"النجوم" يهزم "الاتّحاد السكندري" بهدفين نظيفين الإثنين

GMT 05:26 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

"مرسيدس" تبرز ملامح القوة والأناقة في "AMG G63"

GMT 00:48 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

خالد النبوي يستأنف تصوير مسلسل " منطقة محرمة"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon