توقيت القاهرة المحلي 05:29:44 آخر تحديث
  مصر اليوم -

من رحم الألم يبعث الأمل

  مصر اليوم -

من رحم الألم يبعث الأمل

بقلم - جيهان فاروق الحسيني

لا تسعفنى الكلمات للتعبير عن «مسيرة العودة الكبرى» هذا المشهد المهيب الذى فرض نفسه على الساحة الدولية وفى محطات التلفزة ووسائل التواصل الاجتماعى، فعلى الرغم مما تعج به المواقع الإلكترونية من أخبار عاجلة على مدى الساعة فإن كل شىء بدا باهتا ضئيلا بجانب خبر مسيرة العودة الكبرى التى انطلقت من مدينة غزة هاشم فى الثلاثين من شهر مارس إحياء للذكرى الـ42 لـ«يوم الأرض»..

لا يملك المرء إلا أن يقف مشدوها بل حائرا وهو يطالع هذه الحشود الضخمة التى شاركت فى المسيرة والتى بلغ عددها قرابة الأربعين ألفا، تقترب من الشريط الحدودى الفاصل بين قطاع غزة وإسرائيل، لا توقفها قنابل الغاز أو الطلقات النارية التى تعرضوا لها من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلى. فعلى الرغم من سلمية المظاهرات، فإن إسرائيل لم تحتمل المشهد وفقدت صوابها، فأطلقت النيران فى كل الاتجاهات مما أدى إلى سقوط 17 شهيدا وإصابة المئات بجروح مختلفة.
ومع أن غزة خاضت ثلاث حروب فى غضون ست سنوات وتعيش وضعا كارثيا فهى على وشك الانهيار بسبب الحصار المجحف غير الإنسانى.

ومما زاد الطين بلة، العقوبات التى فرضت أخيرا على أبنائها، إلا أن غزة رفضت تماما أن تنحنى للعاصفة حتى تمر، ولم تنكسر إرادتها غما وحزنا على حال أبنائها ــ كما كان يتوق البعض ــ بل لملمت جراحها غير ملتفته لمن غدر بها، ومضت منطلقة إلى غايتها لا يوقفها شىء.

ويبدو أن قدر غزة أن تكون هى المبادرة لإسقاط كل المشاريع المشبوهة التى تتربص بالقضية
الفلسطينية والتى يراهن عليها الكثيرون لتصفيتها، وكيف لا وهى التى أفشلت فى الخمسينيات من القرن الماضى مشروع توطين اللاجئين الفلسطينيين فى صحراء سيناء.

تحية إجلال وتعظيم لأهل «غزة هاشم» الأبية ولشهدائها ومصابيها، وعزاؤنا الوحيد أنهم أحيوا الأمل وبعثوا الحياة فى قضية العرب المركزية، ولعلها تكون صحوة لمن راهن على تهميش القضية الفلسطينية بل ودفنها!


نقلا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من رحم الألم يبعث الأمل من رحم الألم يبعث الأمل



GMT 01:22 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

طهران ــ بيونغيانغ والنموذج المُحتمل

GMT 01:11 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

ماذا نريد؟

GMT 01:07 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

أكذوبة النموذج الإسرائيلي!

GMT 23:18 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تنظيم العمل الصحفي للجنائز.. كيف؟

GMT 23:16 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأهلي في أحلام الفيفا الكبيرة..!

GMT 06:56 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

شهر مناسب لتحديد الأهداف والأولويات

GMT 14:29 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

مؤمن زكريا يتخلّف عن السفر مع بعثة الأهلي

GMT 05:35 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

شوبير يفجر مفاجأة حول انتقال رمضان صبحي إلى ليفربول

GMT 13:45 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

ماكينات الـ ATM التى تعمل بنظام ويندوز XP يمكن اختراقها بسهولة

GMT 02:15 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على سعر الدواجن في الأسواق المصرية الجمعة

GMT 17:17 2017 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الوطني يصل السعودية لأداء مناسك العمرة

GMT 16:08 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

اكتشاف تابوت يحوي مومياء تنتمي للعصر اليوناني الروماني
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon