توقيت القاهرة المحلي 06:38:47 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أميركا والحوثي...هل دُقّت طبول الحرب؟!

  مصر اليوم -

أميركا والحوثيهل دُقّت طبول الحرب

بقلم : فهد سليمان الشقيران

حين طلب تشرشل من الأميركيين نصرتَه في حربه لوقف سيطرة النازية على أوروبا أصرّ روزفلت على الحياد، مع أنَّ اليابان كانت تتحدَّى عدداً من المصالح الأميركية. المثال نفسه تكرر حين طلب تحالف دعم الشرعية من أميركا إدراك الخطر المحدق الذي يمثّله نفوذ الحوثي في اليمن، ولكن كان الدعم مقتصراً على مساعدات لوجيستية، واستخبارية، وبيع الأسلحة، وتزويد المقاتلات بالوقود. الآن يتجرّع الأميركي من كأس السم نفسه، حرب ملاحة غير مسبوقة في قلب البحر الأحمر، تسبب في دوران السفن نحو أفريقيا مما يزيد من الكلفة المالية، ويجعل وصول البضائع إلى الموانئ أبطأ بعشرين يوماً، ومسفر النمر يتحدّث باسم حكومة الحوثي بأن لا مرور لسفينةٍ من دون تصريح، وسفينة روبيمار دكتها الصواريخ الباليستية الحوثية، ولأنها تحمل مواد كيميائية، فإنَّها ستسبب كارثة بيئية، مما جعل مضيق باب المندب منطقة حرب، وأُجبر البحارون على عدم العبور منه، ولسان حال الأميركيين «يا للهول».

كان أوباما يشبّه حلفاءه المناهضين للحوثي بـ«راكب القطار المجاني»، ويقصد أنهم يريدون من أميركا خوض حروبهم، نيابةً عنهم، وأن تقدم لهم كل شيء، الواقع نفسه يحدث الآن، الأميركيون ينتظرون موقفاً حربياً وعسكرياً من دول الخليج، ولكن فات الأوان، جرت المياه في أنهر كثيرةٍ، حقق التحالف جل الأهداف التي أرادها، وأهمها إعادة الحوثي إلى مناطقه الأولى، وكسر شوكته، وتوريطه في مهام إدارية لن يقدر عليها؛ إذ لم يستطع تأمين أبسط أسس العيش الطبيعي لمناطق سيطرته.

بحّ صوت دول التحالف محذّرين من الصواريخ الباليستية، ولم يكن لهذه الصيحة صدى في الغرب. منذ يناير (كانون الثاني) الماضي، أُلقي القبض على شحن سلاح في السواحل العمانية متوجهةً إلى اليمن قادمة من إيران. ومعلوم أنَّ إيران حتى هذه اللحظة تزود الحوثي - علاوة على المعلومات الاستخبارية والتخطيط العسكري - بالعتاد والسلاح. كشفت «وول ستريت جورنال» عن أن معلوماتٍ استخبارية كشفت أنَّ إيران أمدَّت الحوثي بأجهزة التشويش على الطائرات من دون طيار، وبأجزاء من الصواريخ والقذائف متوسطة الحدة. وبفوهات لمحركات وصواريخ «طوفان» (صناعة حوثية)، وهذا ليس مفاجئاً، وإنما يعبر عن فشل أميركا في تدارك المرض قبل استفحاله.

كيفن دونيغان كتب ملفاً مهماً لمجلة «المجلة» عن الصراع في البحر الأحمر، ودقّ ناقوس الخطر: «اليوم، باتت المصلحة الوطنية الأساسية للولايات المتحدة في الشرق الأوسط في خطر. وللمرة الأولى منذ أربعة عقود، تواجه المصلحة الوطنية الأساسية للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، التي ارتكز عليها الرؤساء الأميركيون المتعاقبون، والمتمثلة في ضمان حرية الملاحة والتدفق السلس للتجارة، تهديدات حقيقية بشكل متزايد. إن دعم إيران للمتمردين الحوثيين في اليمن، وتزويدهم بطائرات دون طيار مسلحة وصواريخ متقدمة مضادة للسفن، يعكسان تكتيكاتها التخريبية في الخليج منذ أواخر الثمانينات».

«أصبح البحر الأحمر منذ حرب أكتوبر (تشرين الأول) 1973 قضية أمن حيوية تهم الدول المطلة عليه، وكذلك أصبح ساحة لتنافسات بقصد السيطرة عليه، وزاد مع ذلك تدريجياً تصارع وتدخل الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي (روسيا)، لذا بات عاملاً يسهم في التطورات السياسية والعسكرية في المنطقة كلها»، هكذا يقول عبد الله عبد المحسن السلطان في أطروحته «البحر الأحمر والصراع العربي الإسرائيلي»، والتي عرض خلاصتها في «إندبندنت عربية» هاشم علي محمد حامد.

حين سألتْني المذيعة ريم بوقمرة في برنامج «ساعة حوار» على قناة «العربية»: هل سيظلّ الحوثي يهدد أميركا بالبحر الأحمر؟! أجبت بنعم، من دون ضرب عسكري نوعي أو عمل حربي لا يمكن أن ينتهي خطر التهديد الحوثي باليمن، وآية ذلك أن الضربات التي شنّت عليه وهي خفيفة في أبو عيسى ومطار الحديدة زادت من تحدّيه ومن نشاطه، فمثل هذه الجماعات؛ الضربات التي لا تقتلها تقوّيها، بل لا نستغرب أن تزداد شعبية هذه الجماعات في الداخل بسبب الدعاية التي تروّجها عن نفسها بأنها تقاتل الأميركيين (الصليبيين)، والصهاينة، لكن الحديث عن حرب أميركية بمعنى الحرب أمر صعب، ومن هنا أتفق مع الأستاذ عبد الرحمن الراشد الذي كتب مقالاً متسائلاً عن «حرب أميركية على الحوثيين»، وبدأ المقالة بالإجابة: «لن يغزوَ الأميركيون صنعاءَ، لكن مع تصاعدِ الهجمات على السفنِ في المياه الدولية وخسائرِ التجارة الدولية، يجعلُ الحوثيون أنفسَهم هدفاً ضرورياً و(مشروعاً) للمواجهة لإجبارهم على التَّوقف، وربَّما حتى إسقاط حكمِهم في صنعاءَ وشمال البلاد. وهذا يتوافق مع سياسةِ تطهير البحرِ الأحمر من النفوذ الإيراني، الذي سبقَ وأجهضَ مشروع قاعدتِها العسكرية في السودان».

الخلاصة أن تهديد الحوثي لملاحة البحر الأحمر جاء نتيجة التباطؤ الدولي في دعم التحالف في عزّ حربه، وحين عثّر البريطانيون والأميركيون العديد من الخطط العسكرية وأهمها تمشيط منطقة الحديدة زاد نشاط الحوثي.

الآن يقف الغرب على أطراف أصابعه ينتظر الحلّ الحاسم، لكن للأسف كل الطرق مغلقة، لا طريق إلا طريق الحرب، وهذه الحرب مستحيلة، ولذلك عليهم مواجهة مشكلتهم... في السابع من ديسمبر (كانون الأول) 1941، هاجم اليابانيون بيرل هاربر في هاواي، وتسببوا في مقتل 2300 أميركي، وإصابة 1200 آخرين، في اليوم التالي طالب روزفلت الكونغرس بإعلان الحرب، ودخل مع تشرشل... مع بايدن حين زاد تهديد الحوثي سحب خيوله وترك حليفه يواجه السباع... والمثل العربي العتيد يقول: «على نفسها جنت براقش».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أميركا والحوثيهل دُقّت طبول الحرب أميركا والحوثيهل دُقّت طبول الحرب



GMT 01:42 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

التوريق بمعنى التحبير

GMT 01:38 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

مَن يحاسبُ مَن عن حرب معروفة نتائجها سلفاً؟

GMT 01:34 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

كيسنجر يطارد بلينكن

GMT 01:32 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

غزة وانتشار المظاهرات الطلابية في أميركا

GMT 01:29 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

من محمد الضيف لخليل الحيّة
  مصر اليوم - أحمد حلمي يكشف أسباب استمرار نجوميته عبر السنوات

GMT 10:05 2017 الإثنين ,18 أيلول / سبتمبر

الثروة الحقيقية تكمن في العقول

GMT 13:33 2019 الثلاثاء ,12 آذار/ مارس

أفكار بسيطة لتصميمات تراس تزيد مساحة منزلك

GMT 00:00 2019 الأحد ,17 شباط / فبراير

مدرب الوليد يُحذِّر من التركيز على ميسي فقط

GMT 12:26 2019 السبت ,12 كانون الثاني / يناير

تدريبات بسيطة تساعدك على تنشيط ذاكرتك وحمايتها

GMT 20:58 2019 الإثنين ,07 كانون الثاني / يناير

مؤشر بورصة تونس يغلق التعاملات على تراجع

GMT 16:54 2018 الإثنين ,03 كانون الأول / ديسمبر

"اتحاد الكرة" يعتمد لائحة شئون اللاعبين الجديدة الثلاثاء

GMT 15:16 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

وزارة "الكهرباء" تستعرض خطط التطوير في صعيد مصر

GMT 19:26 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

أمن الجيزة يكشف عن تفاصيل ذبح شاب داخل شقته في منطقة إمبابة

GMT 22:47 2018 الجمعة ,31 آب / أغسطس

أمير شاهين يكشف عن الحب الوحيد في حياته

GMT 00:49 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

أيتن عامر تنشر مجموعة صور من كواليس " بيكيا"

GMT 04:18 2018 الثلاثاء ,05 حزيران / يونيو

اندلاع حريق هائل في نادي "كهرباء طلخا"

GMT 22:56 2018 السبت ,02 حزيران / يونيو

فريق المقاصة يعلن التعاقد مع هداف الأسيوطي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon