توقيت القاهرة المحلي 10:27:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

صدام العمالقة بصبغة نووية

  مصر اليوم -

صدام العمالقة بصبغة نووية

بقلم : إميل أمين

حين انتهت الحرب الباردة في نهاية ثمانينات القرن المنصرم، وأسدل الستار على الاتحاد السوفياتي، وانفكت أوصال جمهورياته السابقة، عاد عقرب ساعة يوم القيامة لدقائق بعيدة إلى الوراء، بعدما تلاشى خطر الحرب النووية.
كانت جمعية «علماء الذرة»، التي شارك العالم الأميركي الشهير ألبرت آينشتاين في تأسيسها، قد ابتكرت فكرة ساعة يوم القيامة، تلك التي تستطيع أن تقدر مدى قرب أو بُعد العالم من الانفجار النووي ووقوع صدامات بأسلحة دمار شامل لا تبقي ولا تذر.
هذه الساعة عادت للظهور مرة أخرى في الأعوام الأخيرة، لا سيما بعدما أخذ منحى التسلح النووي يزداد بشكل غير مسبوق، فقد توقفت عقارب الساعة بحسب العلماء القائمين عليها في نهاية شهر يناير (كانون الثاني) الماضي، عند «100 ثانية»، قبل منتصف الليل، وهو ما يعني أنَّ الانفجار النووي لم يعد بعيداً وبات التساؤل... لماذا؟
يمكن الاستفاضة في التحليل، غير أنَّنا سنحاول التوقف عند بعض أهم النقاط المثيرة للمخاوف، وفي المقدمة منها عودة سباق التسلح بين القوتين الكبريين القديمتين، ودخول قوى إقليمية، أضحت دولية أخرى إلى دائرة الصراع النووي.
أما القوى القديمة التقليدية فهي موسكو وواشنطن، اللتان استعرت بينهما من جديد روح المنافسة النووية.
هل ينبغي أن نضيف الصين إلى دائرة التحليل حتى تتضح الصورة بشكل كافٍ؟
الجواب لا يوفر قصة صعود الصين، وفخ ثيوسيديدس، ذلك الذي يتوقع الكثيرون أن يكون مآل الصراع بين واشنطن وبكين، كما كان من قبل بين أثينا وإسبرطة، في قرون ما قبل الميلاد.
لا تبدو الصين ماضية في طريق الردع النقدي فقط، بمعنى أنها لم تعد تكتفي بانتصاراتها الاقتصادية، تلك التي تكفل لها مدداً كافياً لانتشارها القطبي حول العالم، بل باتت سائرة نحو عسكرة قطبية قادمة، والذين لديهم علم من كتاب المؤسسة العسكرية الصينية يدركون أنها تسعى في طريق بناء حائط صواريخ نووي، يصل عدده إلى عشرة آلاف رأس نووي، تكون بمثابة حائط رادع للأميركيين أو حتى للروس الأصدقاء.
عطفاً على ما تقدم، فإنَّ الصينيين باتوا يسعون إلى تعظيم حضورهم عبر البحار، من خلال حاملات طائرات، وغواصات نووية... هل لهذه الأسباب وغيرها بدأت الولايات المتحدة في الاستعداد جدياً لفكرة نشوب حرب نووية بينها وبين أي من الأقطاب المتصارعة معها؟
في أوائل فبراير (شباط) الماضي، كتب رئيس القيادة الاستراتيجية الأميركية الأميرال تشارلز ريتشارد، مقالاً نشر عبر مجلة «المعهد البحري العسكري»، أشار فيه إلى أنَّ هناك احتمالاً حقيقياً لأن تتصاعد أزمة إقليمية مع روسيا أو الصين بسرعة إلى صراع نووي، لا سيما إذا شعروا بأن خسارة صراع تستخدم فيه الأسلحة التقليدية قد يهدد النظام أو الدولة.
وعند الأميرال ريتشارد أن نهاية الحرب الباردة قد أدت إلى ظهور أمل كاذب في واشنطن بأن استخدام الأسلحة النووية أصبح الآن مستحيلاً عملياً، لكن على أميركا الآن أن تضع في اعتبارها أن استخدام الأسلحة النووية احتمال واقعي.
على أن القارئ المحقق والمدقق للشأن النووي لا سيما بين موسكو وواشنطن، قد يعن له أن يتساءل قائلاً: «كيف يمكن أن يمضي الصراع النووي لجهة التصادم، بعدما قامت روسيا والولايات المتحدة بتمديد معاهدة (ستارت 3)، التي انتهى العمل بها في 5 فبراير الماضي لمدة خمس سنوات، أليس في مثل هذه الاتفاقية تخفيض كبير يزيح شبح المواجهة النووية من المشهد؟».
يبدو الاحتجاج بالفعل صحيحاً، فقبل بضعة أشهر كان مصير هذه الاتفاقية، التي تحد من ترسانات روسيا والولايات المتحدة النووية معلقاً على شعرة، ففي ظل حكم الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، الذي قام بالانسحاب من العديد من الاتفاقيات المهمة في مجال الاستقرار الاستراتيجي، لم يكن من الممكن بالتأكيد تمديدها.
غير أن هناك إشكاليات ما ورائية تجعل خطر المواجهة النووية قائماً وقادماً، وهي لا تكاد ترى للعوام بل تحتاج إلى خبراء للتعاطي معها... ماذا عن ذلك؟
باختصار غير مخلٍّ، تبدو قضية تفاقم انتشار المعلومات المغلوطة والمضللة، ونظريات المؤامرة، بمثابة عامل مضاعف لتهديدات تدهور الصراع النووي.
ولعل حادثة الاعتداء على الكونغرس الأميركي، في السادس من يناير الماضي، قد لفتت الانتباه إلى ما يمكن أن يحدث من قبل قيادة أميركية، أو بنفس القدر من قبل قيادة روسية، قومية في الحالتين، وكيف يمكن أن يدفعها الشطط القومي، والنوازع العنصرية في طريق الأحادية الذهنية التي تقود إلى استخدام السلاح النووي.
في هذا السياق، بدأت حديثاً وفي الأسابيع الماضية مطالبات من قبل البعض في الداخل الأميركي بألا يكون القرار النووي أمراً يخص الرئيس فقط، وهذه قصة قائمة بذاتها قد نعود إليها في قراءة مفصلة لاحقة.
هل هناك أمر آخر أكثر إثارة وخطورة بشأن احتمالات حدوث حرب عالمية ثالثة بصبغة نووية؟
في وسط زحام الانتخابات الرئاسية الأميركية، لم ينتبه الكثيرون إلى ما جرى من تعرض أميركا لموجة اختراقات سيبرانية هي الأخطر من نوعها، ولم يعلن عن خسائرها الجسيمة، الأمر الذي دعا للتساؤل هل اقتربت من المنشآت النووية، وماذا لو قدر لجماعة قومية عنصرية، كما رأينا في أفلام هوليوود، أن تخترق شبكات الصواريخ النووية في واشنطن أو في موسكو؟
لا توفر المخاوف من شبح حرب نووية الحديث عن العودة إلى الفضاء من جديد، مع أجيال جديدة من شبكات الليزر، ما يعني أن آليات التهديدات تتعدد والخطر يقترب... إلى قراءة أخرى مكملة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صدام العمالقة بصبغة نووية صدام العمالقة بصبغة نووية



GMT 10:43 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 13:35 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

استمرار استبعاد صلاح من التشكيل يفتح باب الرحيل في الشتاء
  مصر اليوم - استمرار استبعاد صلاح من التشكيل يفتح باب الرحيل في الشتاء

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt