توقيت القاهرة المحلي 19:28:16 آخر تحديث
  مصر اليوم -

دهاء «كورونا» يحيّر العلماء

  مصر اليوم -

دهاء «كورونا» يحيّر العلماء

بقلم:بكر عويضة

قبل عام من هذه الأيام، بدأ الكلام عن ظهور فيروس خطير في الصين ينتقل من الهمس، إلى صوت مسموع عبر العالم ككل. إلا أن «كورونا» لم يكن انتشر في مختلف أنحاء الكوكب، وراح يخيف البشر على النحو الحاصل الآن. أحاسيس القلق بدأت تحديداً مع إطلالة فصل ربيع 2020، عندما اتضح أن العالم يقف أمام هول وباء، لم تخطر ببال أحد، حكومات وأفراداً، الأبعاد التي سوف تطالها تأثيرات انتشاره، على الصعيد الإنساني، أولاً، وما يرتبط به، تالياً، سواء في الجانب الاقتصادي، أو الاجتماعي، وما لكل منهما من تأثير حتمي على كل ما يُفترض أنه طبيعي من علاقات تربط الأواصر بين الناس، إنْ في الجانب المُجتمعي، عموماً، أو الذاتي، خصوصاً. باختصار، وبلا تبسيط للأمر، كان ينبغي على البشرية أن تدفع غالي الثمن، قبل أن يتضح لها كم من ذراع يملك أخطبوط «كورونا» يستطيع تحريكها في كل الاتجاهات، ومثل الأخطبوط ذاته، الحيوان المائي الخطير، ذي الدم الأزرق، اتضح جلياً كم من عقل يتمتع به ذلك الفيروس، إذ طفق يخترع غير شكل له، فيفاجئ كبار علماء المعامل الطبية، وينجح في إرباك كل جبهات المقاومة التي تجتهد، عالمياً، في إيجاد اللقاح الفعال ضده. آخر المستجدات، والأرجح أنه ليس الأخير، يتضح مما كشفت عنه صحيفة «فايننشيال تايمز»، التي سبقت غيرها من صحف لندن، والعالم، بنشرها السبت الماضي تقريراً أشار إلى أن بحثاً أجري على لقاح «أكسفورد - أسترازينيكا» أوضح أنه يوفر قليلاً من الحماية ضد السلالة الجنوب أفريقية من فيروس «كورونا». من ناحيتها، أكدت الشركة المطورة للقاح الأمر أول من أمس (الاثنين)، فأوضحت - وفق خبر على موقع «بي بي سي» العربي - أنها توصلت إلى هذا الاكتشاف «بعد تجارب أولية أجرتها على نحو ألفي حالة»، لكنها أضافت أنها «لم تقرر بعد بشكل حاسم ما إذا كان اللقاح يوفر، أم لا، حماية من الأعراض الشديدة التي تسببها الإصابة بالسلالة الأكثر حدة وقابلية للانتقال».
سبق اكتشاف النسخة الجنوب أفريقية من الفيروس، ظهور نسخة منه حملت اسم مقاطعة «كِنتْ» الإنجليزية، لأنها اكتُشفت فيها أولاً. العلماء من جهتهم، لا يخفون حيرتهم إزاء استمرار دهاء «كورونا» في التحوّر والانتقال من شكل إلى آخر. حذرهم الأساس، في هذا الشأن، يتمحور حول خطر إطالة أمد الوباء. في هذا الصدد، على وجه التحديد، ينسب تقرير لريتشارد غراي، مراسل «بي بي سي»، إلى رافيندا غوبتا، استشاري الأمراض المعدية بمستشفى أدينبروكس في كمبردج، بالمملكة المتحدة، وإخصائي علم الأحياء الدقيقة بجامعة كمبردج، بعدما حلل بنفسه عينات مريض مُسن كان يصارع الفيروس؛ القول إن تغييرات واضحة لوحظت على الفيروس. ويضيف: «رأينا طفرات تشير إلى أن الفيروس يُظهر علامات على التكيف، ويتجنب الأجسام المضادة المستخدمة في المعالجة ببلازما النقاهة. كانت هذه هي المرة الأولى التي نرى فيها شيئاً كهذا يحدث لشخص أمامنا مباشرة».
حقاً، الأمر ليس بهيّن على الإطلاق. صحيح أن إجراءات الإغلاق الاقتصادي أدت إلى كوارث على المستويين الاجتماعي، ومن ثم النفساني، بمختلف أنحاء العالم، وأدى ذلك بدوره إلى ازدياد ضيق النفوس، وازدياد معدلات الخلاف حتى بين أفراد العائلات، لكنْ صحيح كذلك أن كل هذا الألم الناتج عن تشديد إجراءات منع العدوى ليس من مفر منه، للتوصل إلى العلاج التام. انظر ما يقوله الإخصائي رافيندا غوبتا، وفق التقرير ذاته، المُشار إليه أعلاه: «أجرينا بعض تجارب العدوى باستخدام فيروسات صناعية، وأظهرت أن طفرة حذف H69 /V70 تزيد من قدرة الفيروس على العدوى بمقدار الضعف. أردنا معرفة ما الذي يحدث في أنحاء العالم، وقد عثرنا على هذه المجموعة واسعة الانتشار من السلالات في المملكة المتحدة. وعندما نظرنا عن كثب، وجدنا أن هناك تحوراً جديداً من الفيروس تسبب في تفشي المرض بشكل كبير». هل يعني ما سبق الاستسلام لليأس؟ بالتأكيد كلا، بالجهد الدؤوب من جانب العلماء في كل أنحاء الكوكب، سوف تربح البشرية الحرب على الوباء. إنما، بلا كثير عناء، يمكن تلمس مدى الآلام التي يجب على الناس تحمّل أعبائها، وأيضاً المدى الزمني الطويل الذي عليها أن تقطعه وصولاً إلى الانتصار على كابوس فاجأ الجميع، وبلا شك أوجع الكل.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دهاء «كورونا» يحيّر العلماء دهاء «كورونا» يحيّر العلماء



GMT 03:16 2024 الأحد ,19 أيار / مايو

مفجرة ثورة الطلبة

GMT 03:15 2024 الأحد ,19 أيار / مايو

مجدى يعقوب.. الإنسان أولًا

GMT 03:12 2024 الأحد ,19 أيار / مايو

شاهد على مصر والقضية الفلسطينية (10)

GMT 03:08 2024 الأحد ,19 أيار / مايو

شعار حماية المدنيين

الفساتين الطويلة اختيار مي عمر منذ بداية فصل الربيع وصولًا إلى الصيف

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:56 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار النفط تنخفض 1% مع استئناف شركات أمريكية الإنتاج

GMT 04:27 2019 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

سمية الخشاب بلوك مميز في أحدث جلسة تصوير

GMT 03:35 2019 الخميس ,03 كانون الثاني / يناير

كايلي جريئة خلال الاحتفال برأس السنة

GMT 08:30 2018 الثلاثاء ,07 آب / أغسطس

"أودي" تطلق سيارة "Q8" بقدراتها الجديدة

GMT 18:39 2018 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

عرضًا من اليابان بإقامة لقاءً وديًا مع منتخب مصر

GMT 07:14 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

عدادات كهرباء ذكية في مصر تُشحن بالهاتف المحمول

GMT 06:40 2020 الإثنين ,03 آب / أغسطس

الأرصاد تفجر مفاجأة عن طقس رابع أيام العيد

GMT 01:03 2020 الخميس ,23 تموز / يوليو

ارتفاع التضخم في المغرب إلى 0.4% في حزيران

GMT 02:36 2020 الثلاثاء ,21 تموز / يوليو

هاميلتون يوضح سباق بريطانيا سيكون غريبا للغاية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon