توقيت القاهرة المحلي 18:05:11 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الانتخابات في مصر ... مواسم صيد الرزق

  مصر اليوم -

الانتخابات في مصر  مواسم صيد الرزق

بقلم : مجدي شندي

 بعيداً مِن انتخابات الرئاسة المصرية المرتقبة، فإن الانتخابات البرلمانية والبلدية والنقابية، وحتى انتخابات مجالس إدارة الأندية الرياضية في مصر، تمثل «مواسم رزق»، ومواسم اصطفاف لمَن يعرفون اتجاه الريح لتحقيق مكاسب وإن كانت آجلة. هناك محترفون ينتظرون الانتخابات ناظرين إليها كمواسم كسب سريع، وهؤلاء ينتشرون في المجتمع من قمته إلى قاعه.

ليس هناك أحدٌ غير صالح لتحقيق مكاسب. تحتاج الانتخابات إلى حشود، إما لتحرير توكيلات، أو أمام اللجان لترجيح كفة مرشح على مرشح أمام الصناديق، وهؤلاء عادة ليس لديهم تصنيف سياسي ولا يتمتعون بالوعي الكافي لممارسة حقوقهم الطبيعية في المواطنة بما تقتضيه من واجبات.

هذه الكتلة الصامتة أو حزب الكنبة– كما يحلو لبعض الإعلاميين وصفهم– بينها شرائح تنتظر نوعاً من البشر، يترافق ظهوره مع الانتخابات، ويشبه «الخولي» أو «مقاول الأنفار»، مهمته أن يحشد للمرشح العدد الذي يريده ويضع سعراً لكل خدمة يسديها ابتداء من استخراج توكيل إلى الإدلاء بالصوت. وليس هناك مانع من تكليفه بمهمات أخرى بينها إغلاق طريق اللجان في مناطق يعرف المرشح الذي يدفع أنه لا شعبية له فيها أو إثارة الشغب أو شغل القضاة أو الموظفين الموكولة لهم الصناديق لتسهيل التدخل الناعم وحشو الصناديق بأصوات غير حقيقية، ووفق قدرات المرشح وإمكاناته المادية.

ففي إحدى دورات انتخابات نقيب الصحافيين، فوجئ أصحاب الفكر والقلم بسيدات بالعشرات من مناطق شعبية، كما تدل ملابسهن ولهجاتهن، مهمتهن إطلاق الزغاريد وترديد أغنيات شعبية يحشرن فيها اسم المرشح المستفيد، وفرق للمزمار البلدي، وكان كرنفالاً دالاً على أن جيب المرشح الذي كان منتفخاً قبل الانتخابات سيصبح فارغاً بعدها.

من لديه إمكانيات ويتوفر له دعم يمكنه أن يخوض أي انتخابات ويوظف أي عدد يشاء لأسابيع أو أيام معدودة وربما ليوم واحد. السرادق الشعبية أيضاً يتم الحشد لها من على المقاهي ومن شوارع المناطق العشوائية وعمال اليومية. فما الذي يضير عامل يومية أن يتقاضى أجره المعروف وأكثر وبدلاً من تكبد المشقة لتسع أو عشر ساعات في اليوم، وهو بإمكانه أن يستحم ويلبس أفخم ملابسه لحضور مؤتمر يستمر ساعة واحدة ويعود بأجر يوم. ينشط أيضاً سوق «البودي غاردات» لحماية المرشح من البهدلة أو الإهانة وسط الجموع وأحياناً للمنظرة والإيحاء بأن حوله أنصاراً أشداء يُخشى منهم. ولأن الانتخابات تحتاج إلى لافتات تعلق في الشوارع، فإن سوق الخطاطين والمطابع ينتعش. وينتعش أيضاً سوق السيطرة في الشوارع، بمعنى حجز أماكن متميزة للافتات المرشح وحراستها من التمزيق أو الإزالة وأحياناً تمزيق لافتات الخصوم أو حجبها بلافتات للمرشح الذي يستخدمهم. وفي أوقات الفرز يتعين حراسة الصناديق والتجمعات الحاشدة التي تهتف باسم المرشح على أبواب اللجان أو تشوه الخصوم. كما تنشط تجارة بيع المساحات الإعلامية سواء على الشاشات أو في الصحف، طالما أن أجهزة الدولة لا تأخذ موقفاً من المرشح، ولأن الهيئة العليا للانتخابات تحدد حداً أقصى لإنفاق المرشح في كل انتخابات، كثيراً ما يتم التحايل على ذلك إما بالإنفاق خارج الدفاتر أو باستخدام رشاوى عينية، وهو ما يدفع إلى التساؤل: ما الذي يفيد مَن يُنتخب لأداء دور عام، وهل هناك مزايا أخرى غير المقابل المعلن الذي يتقاضاه مَن يتم انتخابه لوظيفة؟ في انتخابات نوادٍ رياضية، أنفق بعض المرشحين عشرات الملايين، وحين سئلوا عن المردود أجابوا في برامج تلفزيونية بأن عضويتهم أو رئاستهم لمجلس إدارة ناد شهير تسهل عليهم لقاء أكبر المسؤولين وتحقيق استفادات في تسيير أعمالهم الخاصة، فما بالك بالمناصب السياسية أو التنفيذية؟

 نقلًا عن الحياه اللندنية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الانتخابات في مصر  مواسم صيد الرزق الانتخابات في مصر  مواسم صيد الرزق



GMT 01:22 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

طهران ــ بيونغيانغ والنموذج المُحتمل

GMT 01:11 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

ماذا نريد؟

GMT 01:07 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

أكذوبة النموذج الإسرائيلي!

GMT 23:18 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تنظيم العمل الصحفي للجنائز.. كيف؟

GMT 23:16 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأهلي في أحلام الفيفا الكبيرة..!

أيقونة الجمال كارمن بصيبص تنضم لعائلة "Bulgari" العريقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 16:30 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

نادين نجيم تكشف عن علامتها التجارية الخاصة
  مصر اليوم - نادين نجيم تكشف عن علامتها التجارية الخاصة

GMT 16:02 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

طرق سهلة لتحسين صحة الأمعاء والحفاظ عليها
  مصر اليوم - طرق سهلة لتحسين صحة الأمعاء والحفاظ عليها

GMT 13:21 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

الأهلي يتعاقد مع "فلافيو" كوم حمادة 5 سنوات

GMT 17:12 2022 الثلاثاء ,11 كانون الثاني / يناير

بدلات كلاسيكية مميّزة للرجل لمختلف المناسبات

GMT 14:37 2023 السبت ,03 حزيران / يونيو

مرج الفريقين يتفقان!

GMT 03:18 2017 الخميس ,15 حزيران / يونيو

هند براشد تكشف عن مجموعة تصميماتها لصيف 2017

GMT 14:28 2022 الخميس ,25 آب / أغسطس

صورة البروفايل ودلالاتها

GMT 06:57 2019 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

الفنانة رانيا يوسف تنعي الفنان هيثم أحمد زكي

GMT 07:13 2018 الأحد ,01 إبريل / نيسان

سيلينا غوميز تخطف الأنظار بإطلالتها المميزة

GMT 11:54 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

الاتحاد في مواجهة قوية أمام الأسيوطي في كأس مصر

GMT 12:13 2017 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ميدو يؤكّد أنّ مدبولي وقّع لدجلة قبل الانتقال إلى الزمالك

GMT 03:31 2021 الأحد ,21 شباط / فبراير

توقعات ماغي فرح لبرج الأفعى الصيني للعام 2021
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon