توقيت القاهرة المحلي 23:54:44 آخر تحديث
  مصر اليوم -

العرب وإيران... وضرورة الاصطفاف إلى جانب السعودية

  مصر اليوم -

العرب وإيران وضرورة الاصطفاف إلى جانب السعودية

بقلم:صالح القلاب

ما تقوم به إيران هو بمثابة حرب «مكشوفة» ضد العرب والأمة العربية، وإلا فما معنى أن تتدخل هذا التدخل كله «عملياً» في أمور العرب كلها، وأن تبادر إلى فرز مبكر مذهبي وطائفي؛ وعلى أساس مرجعية الولي الفقيه الذي هو ليس رئيس دولة؛ وإنما «مرشد عام» تعدّ توجهاته وقراراته ملزمة للشيعة كلهم ليس في هذه المنطقة فقط؛ وإنما في العالم بأسره... وحتى في أفغانستان وفي الشرق والغرب وكل مكان؟!
وهذا من الواضح والمؤكد أنه قد جاء بوشصفه تمزيقاً مذهبياً وطائفياً للعالم العربي وللأمة العربية، حيث إن إيران قد باتت تسيطر وتهيمن حتى على العراق وسوريا؛ الدولتين اللتين كانتا قوميتين وبعثيتين، وإنها الآن غدت تُلْحِقُ بالولي الفقيه في طهران إلحاقاً مذهبياً كلَ العرب الذين باتت «تحتل» دولهم. وحقيقة؛ فإن الحديث في هذا المجال يطول كثيراً ولا نهاية له في المدى المنظور وفي الفترات البعيدة الطويلة.
كان العرب الطيبون قد انفتحوا، كما هو معروف، على نظام بشار الأسد، وعلى اعتبار أن سوريا هي قلب العروبة النابض، وأنه لا يجوز تركها للذين باتوا «يتناهشونها»، وهذا بالطبع ينطبق على العراق؛ بلاد الرافدين، لكن هذا «الانفتاح» ما لبث أن اصطدم بحقائق الأمور، حيث إن التدخل الإيراني المذهبي السافر قد انكشف على حقيقته، وإن دولة الولي الفقيه باتت تحتل احتلالاً واضحاً ومكشوفاً بلدين عربيين رئيسيين؛ وحيث إن القرارات في هذين البلدين باتت ليست لأهلهما؛ وإنما لـ«آية الله العظمى» الذي باتت الولاية الحقيقية والفعلية له في العديد من الدول العربية.
والمشكلة هنا هي أن دولة عربية كسوريا؛ القطر العربي السوري، ومثلها العراق بلاد الرافدين، قد أصبحت ولاية مذهبية إيرانية، وأن المفترض أن هذا الذي جرى في الأيام الأخيرة قد قطع الطريق القومية والعربية على الذين حاولوا احتضان نظام بشار الأسد؛ هذا الذي؛ حتى بعدما حدث كل هذا الذي حدث مؤخراً، لا يزال يرفع فوق جبل قاسيون شعار «أمة عربية واحدة... ذات رسالة خالدة».
ولعل الموجع حقاً والمثير لتساؤلات كثيرة هو أن إسرائيل قد بادرت لإلحاق هضبة الجولان السورية بها؛ ومن مشارف دمشق في الشرق وحتى شواطئ بحيرة طبريا في الغرب، ومن دون أن يحرك نظام بشار الأسد ساكناً، ومع الأخذ في عين الاعتبار أن بعض الانفتاح العربي على هذا النظام قد دفع بالرئيس السوري إلى بعض «الهمهمات» الخافتة التي لم تهز حتى شعرة واحدة في رأس بنيامين نتنياهو ولا في رؤوس الذين باتوا يحكمون دولة العدو الصهيوني.
وعليه؛ فإنه عندما تسكت دولة الولي الفقيه عن هذا الاحتلال الإسرائيلي الإلحاقي لهضبة الجولان السورية؛ ومن مشارف دمشق حتى شواطئ بحيرة طبريا، وعندما يغمض «آية الله العظمى» عينيه عن هذا كله؛ فإنه يعني أن هناك تبادل منافع سياسية بين الإسرائيليين إيران «الخامنئية» التي دأبت على ملء هذه المنطقة ضجيجاً بأنها ستقذف بالأعداء الصهاينة في مياه البحر الميت وفي مياه بحيرة طبريا... والبحر الأبيض المتوسط.
وهكذا؛ فإن ما بات مؤكداً وواضحاً هو أن هناك تفاهماً بين إسرائيل ودولة الولي الفقيه، وأنه مقابل سكوت الإسرائيليين عن كل هذا التدخل الإيراني السافر في شؤون العرب، وعن سيطرة إيران «الخامنئية» على كل هذه الدول العربية التي باتت تسيطر عليها، فإن هناك كل هذا الصمت الإيراني عن تمدد إسرائيل الدبلوماسي وغير الدبلوماسي في هذه المنطقة التي من المفترض أنها كانت ولا تزال تشكل مجالاً حيوياً لإيران الشاهنشاهية وقبل وبعد ذلك... وحتى الآن... والبعض يقول: وحتى يوم القيامة.
إنه ما كان من الممكن أن تصمت الإيران عن ضم إسرائيل لهضبة الجولان السورية لو لم يكن هناك تفاهم على ألا يحرك الإسرائيليون ساكناً إزاء «توغل» دولة الولي الفقيه في هذه الدول العربية التي باتت تتوغل فيها، وهذا قد ثبت وبكل وضوح خلال الأيام الأخيرة؛ حيث إن التدخل الإيراني في سوريا قد تجاوز الحدود كلها، وإن هذا كله قد جرى من دون أن يحرك بشار الأسد ساكناً ومن دون أي ردود اعتراضية من قبل العديد من دول الصخب والضجيج القومي.
وإن هذا من المفترض أنه يعني أن نظام بشار الأسد قد خرج من هذه المعادلة الشرق أوسطية نهائياً، وأنه عندما يكون كل هذا الصمت المريب إزاء ما تقوم به إيران من تدخل سافر في شؤون سوريا وفي شؤون دول عربية أخرى، فإن هذا يعني أن هناك تفاهماً إيرانياً - إسرائيلياً على كل هذا الذي يجري في هذه المنطقة... وإلا؛ فما معنى أن يصمت الإسرائيليون هذا الصمت كله عن أن تصبح لـ«حزب الله» (اللبناني)!! قوة قوامها أكثر من 90 ألف مقاتل يتبعون الولي الفقيه في طهران؟
وهذا يعني أنه لا بد من إعادة النظر في الأوضاع العربية الراهنة، وأنه يجب أن يكون هناك اصطفاف عربي فعلي وجدي إلى جانب المملكة العربية السعودية وهي تقوم عملياً وفعلياً بمواجهة هذه التحديات كلها، والمفترض أن يكون هناك إدراك أن هذه المواجهة المحتدمة في اليمن ليست عملياً وفعلياً مع «الحوثيين»؛ وإنما مع إيران التي باتت تتطلع إلى ما وراء البحر الأحمر وإلى مضيق باب المندب وإلى بحر العرب... وهذا يعني أن دولة الولي الفقيه باتت دولة محتلة... وهنا؛ فإن هناك من يقول إن مثلها مثل العدو الصهيوني... إسرائيل... والله أعلم!! والتي تحاول أن يكون لها وجود فاعل في بعض الدول العربية الأفريقية.
ولذلك، ومرة أخرى، فإنه يجب أن يكون هناك اصطفاف عربي فعلي، ولو بالحدود الدنيا، خلف المملكة العربية السعودية، فأوضاع هذه المنطقة ليست مريحة على الإطلاق... والاختراق الإيراني لهذه المنطقة العربية قد تجاوز الحدود كلها... وهذا يعني أنه يجب أن يتذكر العرب «الساهون... واللاهون» ذلك المثل العربي القديم القائل: «أُكلتُ يوم أُكل الثور الأبيض»!!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العرب وإيران وضرورة الاصطفاف إلى جانب السعودية العرب وإيران وضرورة الاصطفاف إلى جانب السعودية



GMT 20:15 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

بعد 200 يوم.. حرب بلا رؤية

GMT 20:14 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

«باش جراح» المحروسة

GMT 19:37 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

مصر والكويت.. انقشاع الغبار

GMT 19:35 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

بين أفول نظام دولي وميلاد آخر.. سنوات صعبة

GMT 19:33 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أزمة الضمير الرياضي

نجوى كرم تتألق في إطلالات باللون الأحمر القوي

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:14 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

النوم الجيد يطيل حياة الإنسان ويضيف سنوات لعمره
  مصر اليوم - النوم الجيد يطيل حياة الإنسان ويضيف سنوات لعمره

GMT 20:02 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
  مصر اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم عصابة المكس

GMT 15:00 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 02:46 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

نجم تشيلسي يرفض دعوة ساوثجيت لوديتي ألمانيا والبرازيل

GMT 03:35 2017 الجمعة ,09 حزيران / يونيو

سهر الصايغ تعرب عن سعادتها بنجاح مسلسل "الزيبق"

GMT 13:23 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

التنورة المحايدة تعطيك المجال الأوسع لإطلالة مختلفة

GMT 12:43 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

سيرين عبد النور تأسر القلوب بجمبسوت أنيق

GMT 00:46 2021 الثلاثاء ,03 آب / أغسطس

الحكومة تنتهي من مناقشة قانون رعاية المسنين

GMT 11:57 2021 الخميس ,10 حزيران / يونيو

مالك إنتر ميامي متفائل بتعاقد فريقه مع ميسي

GMT 09:23 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

ضغوط متزايدة على لامبارد بعد أحدث هزيمة لتشيلسي

GMT 04:38 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

نفوق عشرات الآلاف من الدواجن قرب بلدة "سامراء" شمال بغداد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon