توقيت القاهرة المحلي 09:39:02 آخر تحديث
  مصر اليوم -
عطل تقني يشل عمليات السفر في مطار بريطاني رئيسي والجهات المسؤولة توضح أن الخلل محلي إيرباص توضح أن تسليمات نوفمبر سجلت تراجعا بسبب خلل صناعي وأزمة جودة في خطوط الإنتاج المحكمة الجنائية الدولية تعتبر عقد جلسات الاستماع لنتنياهو أو بوتين في غيابهم ممكناً الرئاسة الفلسطينية تحذر من خطورة أوضاع الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي إصابة عدد من الفلسطينيين جراء قصف مدفعية الاحتلال الإسرائيلي على منطقة بيت لاهيا مقتل 79 مدنيا من بينهم 43 طفلا في هجوم بطائرة مسيرة استهدف كالوقي في جنوب كردفان قوات الدعم السريع تقول إن الجيش السوداني استهدف معبر أدري الحدودي مع تشاد بطائرات مسيرة تركية البنتاغون يعلن موافقة الخارجية الأمريكية على صفقة بيع مركبات تكتيكية متوسطة ومعدات إلى لبنان بتكلفة تتجاوز تسعين مليون دولار إنفانتينو يسلم ترمب جائزة فيفا للسلام قبل قرعة المونديال الاتحاد الأوروبي يفرض غرامة 120 مليون يورو على «إكس» لمخالفته قانون الخدمات الرقمية
أخبار عاجلة

ما الذي يريده الإيرانيون؟!

  مصر اليوم -

ما الذي يريده الإيرانيون

بقلم:صالح القلاب

ما كان الإيرانيون بعد كُلِّ هذه التحولات التي كانت قد شهدتها بلادهم أنْ تصل الأمور إلى ما وصلت إليه وعلى هذا النحو عندما أصبح اسم إيران هذه، التي كانت تملأ الدنيا وهجاً، الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وبالطبع فإنه قد أصبحت هناك حيرة فعلية وحقيقية بالنسبة لهوية هذه «الجمهورية».
وحيث إننا لو نظرنا إلى الأمور من خارج دائرة دولة الوليّ الفقيه (الايرانية)، لوجدنا أن الإسلام واحدٌ، وذلك مع أنه يحتضن فرقاً كثيرة... لها كل التقدير والاحترام... وأيضاً المحبة.
والمقصود هنا وخارج هذه المقدمة التي هي تحتاج لقارئة كفٍّ شاطرة لتكشف أسرارها، أن هذه البلاد، أي إيران «دولة الولي الفقيه»، قد شهدت ومنذ منتصف سبتمبر (أيلول) الماضي، موجة احتجاجات صاخبة إثر وفاة الشابة الكردية (الإيرانية) مهسا أميني.
أما لماذا وكيف توفيت... أو قتلت مهسا أميني هذه، فإنّ هذا قد حصل بعد عدة أيام من اعتقالها من قبل ما يسمّى شرطة الأخلاق، وأيُّ أخلاق؟ ولماذا يا ترى؟ لأنها قد انتهكت قواعد اللباس «الصارمة» في الجمهورية الإسلامية، أيْ دولة الولي الفقيه!
ثم يا ترى ما قواعد اللباس الصارمة للمرأة في «الجمهورية الإسلامية» أي دولة الولي الفقيه؟ وهل أنّ هناك قواعد لباس للرجل أيضاً يا ترى؟ وهل أنه على الرجل أن يلتزم اللباس الذي قرّره الولي الفقيه؟ ثم هل الشعب الإيراني يا ترى كله ملتزمٌ بأنْ يلبس كما يلبس الولي الفقيه؟ وأن يأكل كما يأكل الولي الفقيه؟!
ولعلَّ ما يدلُّ على أنّ هذه المسألة تشغل الشعب الإيراني العظيم حقاً كله، أنّ نجل شاه إيران الذي قد تمت إطاحته في عام 1979 أشار إلى وجود طيفٍ رماديٍ واسعٍ من المسؤولين الإيرانيين الذين يغريهم التغيير، ولكنهم يتردّدون في الوقت الحالي بالتعبير عن آرائهم علناً عما يريدونه ويسعون إليه.
إن الاحتجاجات الشعبية الإيرانية التي انتشرت كالنار في الهشيم داخل إيران، منذ سبتمبر الماضي وإن خفتت قليلاً، وتراجع وهجها مع حجم القمع والقتل الذي تعرض له الشباب الإيراني المنتفض، قد أسست للتغيير في إيران هذه، وقد يكون تراجع السلطات الإيرانية عن قصة الشرطة الأخلاقية أول هذا التغيير، لكن المطالب الشعبية الإيرانية أكثر من ذلك بكثير.
إنه من المعروف، بل والمؤكد أن الشباب الإيراني لم يعد قادراً على تحمل نظام الملالي والولي الفقيه، الذي لم يجلب على بلاده إلا الحصار والعزلة... وترك ثروات هذا البلد النفطي الكبيرة مجمدة ومهمشة لا يستفيد منها الشعب الإيراني العظيم حقاً، فيما راح يختلق المشاكل مع جيرانه، ويمد أنفه في كل بقعة عربية متدخلاً في شؤونها ومستعدياً شعوبها، ومشكلاً ميليشياته التي تلعب في سوريا ولبنان واليمن والعراق... وكل ذلك حقيقة على حساب مصالح الشعب الإيراني المسكين وحقه في حياة محترمة، وحق شبابه في مستقبل يستحقونه بعيداً عن الخوف والقمع وحكم الملالي.
لم تكن قصة مهسا أميني والاحتجاجات الواسعة التي تبعتها مجرد احتجاج فقط على اللباس الشرعي الذي يريدون فرضه على نساء إيران بالعصا والزجر، بل هي احتجاجات أعمق وأوسع مدى، وهي اعتراض ورفض لنهج نظام الولي الفقيه الذي ترك إيران تعاني عقوبات اقتصادية خانقة تحت شعارات واهمة وكاذبة، وأدخلها في خلافات وصراعات مع محيطها بل مع العالم أجمع... وقضى على طموحات شبابها وترك مستقبلهم غامضاً لا بد من الثورة عليه.
لا يجب على هذا النظام المتحجر في طهران... نظام الولي الفقيه، الاطمئنان إلى خفوت الاحتجاجات الشعبية وتراجع حدتها، فالنار كما يقولون تحت الرماد، ويمكن أن تعود للاشتعال من مستصغر الشرر... والقضية لم تعد فقط قضية شباب إيراني ضاق ذرعاً بكل هذا النظام، فحتى النخب السياسية والاقتصادية في المجتمع الإيراني باتت لا تتردد في التعبير عن حنقها ورغبتها بالتغيير... فالعالم كله يتغير، إلا هذا النظام، الذي لا يزال يصر على تصدير أزماته ومشاكله إلى الخارج.
إنّ الإيرانيين باتوا اليوم بحاجة إلى مزيد من الانفتاح ورفع سطوة العصا الأمنية عن رؤوسهم، وهم باتوا يطالبون بمزيد من المشاركة السياسية وبحقهم في إدارة شؤون بلادهم، بعيداً عن الطبقة السياسية المرتبطة بالمرشد الأعلى على خامنئي الذي يمتلك من الصلاحيات ما يكبل بها كل مؤسسات الدولة، ويجعل إيران بلداً ديكتاتورياً يحكم باسم الدين، ويوفر قداسة للولي الفقيه يصعب تحديها.
إنه من المؤكد أن إيران الولي الفقيه قبل موجة الاحتجاجات الأخيرة التي تبعت مقتل مهسا أميني لن تكون هي كما بعدها... فالزمن يتغير، وحجم الضغط والمعاناة التي يعيشها الشعب الإيراني لم يعد يحتمل، وعلى نظام الولي الفقيه أن يتجاوب ويقدم التنازلات لئلا يفقد السيطرة والمبادرة... صحيح أنه نظام يمتلك أدوات القمع ويسيطر على مؤسساته السيادية والعسكرية والأمنية ولا يخشى نوعاً من الانقلاب، لكنه لا يستطيع المراهنة طويلاً على تحمل الناس والشباب لمعاناتهم المعيشية والاجتماعية، وحالة الانغلاق التي تفرض عليهم تحت شعارات كبيرة لم تعد تطعم خبزاً.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما الذي يريده الإيرانيون ما الذي يريده الإيرانيون



GMT 09:44 2025 الخميس ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

من زهران إلى خان... كل منهما محكوم بالأسطورة القديمة

GMT 22:12 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

استراتيجة ترمب لمكافحة الإرهاب وتغيرات تكتيكية

GMT 22:05 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الحليب والسلوى

GMT 10:43 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 18:51 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

تقرير يكشف أن"غروك" يشارك معلومات حساسة لأشخاص عاديين
  مصر اليوم - تقرير يكشف أنغروك يشارك معلومات حساسة لأشخاص عاديين

GMT 06:13 2025 الثلاثاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الثلاثاء 02 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 23:59 2018 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

هرمون الإستروجين والبروجسترون يؤثران على اللوزة الدماغية

GMT 10:54 2025 السبت ,04 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء السبت 04 أكتوبر / تشرين الأول 2025

GMT 22:58 2020 الخميس ,16 تموز / يوليو

إطلالة جذابة لـ هند صبري عبر إنستجرام

GMT 00:37 2019 الخميس ,25 إبريل / نيسان

ديكورات خارجية لمتعة الصيف حول المسابح

GMT 22:24 2022 الإثنين ,25 تموز / يوليو

باريس سان جيرمان يهزم غامبا أوساكا بسداسية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt