توقيت القاهرة المحلي 06:52:38 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المرور.. وقطع الطريق

  مصر اليوم -

المرور وقطع الطريق

بقلم: د. محمود خليل

موقف عجيب تعيشه دول العالم هذه الأيام مع فيروس كورونا.

فبعد فترة توافق فيها البشر جميعاً على فكرة «الإغلاق» كوسيلة وحيدة لمحاصرة الفيروس، انقسمت دول العالم إلى فريقين: الفريق الأول يتعامل مع الفيروس بشعار «دعه يعمل.. دعه يمر».. والفريق الثانى يرفع شعار «استمر فى قطع الطريق على الفيروس بالإغلاق».

الدول التى ترفع شعار «دعه يعمل.. دعه يمر»، يعلم أهلها أن الفيروس موجود، وأن حالات الإصابة متواترة، وأن الوفيات تسقط بفعل الفيروس يومياً، لكنهم آلوا على أنفسهم ألا يوقفوا عجلة الحياة مرة أخرى إلا فى حدود ضيقة للغاية.

المسئولون داخل بعض الدول صاحبة هذا الشعار لا يجدون غضاضة فى فتح الباب ما دام الناس يلتزمون بالإجراءات الاحترازية، رغم أن لهم تصريحات تنعى على المواطنين عدم الالتزام، ولدينا فى مصر نماذج عديدة على ذلك.

على الجهة الأخرى تظهر الدول التى ترفع شعار «استمر فى قطع الطريق على الفيروس»، ويتوقف مسئولوها أمام أى زيادة فى أعداد المصابين أو الوفيات، ويبادرون إلى اتخاذ المزيد من الإجراءات الاحترازية.

فى الكويت على سبيل المثال تم فرض حظر التجول من الخامسة مساءً إلى الخامسة صباحاً لمدة شهر، بدءاً من 7 مارس الجارى، بسبب زيادة عدد الإصابات بالفيروس.

وفى ألمانيا تم تمديد الإغلاق المفروض بسبب «كورونا» إلى 28 مارس الجارى. وتوافقت أنجيلا ميركل مع مسئولى الولايات على أن يتم التحرر من إجراءات الإغلاق بسياسة الخطوة خطوة، تبعاً للحالة داخل كل ولاية، على أن تتم العودة إلى الإغلاق فوراً فى حالة زيادة الإصابات.

لا نستطيع أن نرجّح أسلوباً على أسلوب، أو شعاراً على شعار.. فكل دولة أعلم بظروفها، لكن التجربة تقول إن الاحتياط واجب.

ولو أننا نظرنا إلى دولة مثل البرازيل فسنجد أن أرقام الوفيات بـ«كورونا» بين مواطنيها سجلت أعلى منسوب لها على مدار اليومين الأخيرين، حيث وصلت إلى 1910 وفيات. وهى حصيلة يومية قياسية لعدد الوفيات منذ يوليو الماضى. ووصف معهد الصحة الحكومى الوضع هناك بـ«المقلق».

لعلك تذكر أن كبار المسئولين داخل البرازيل كانوا الأكثر استخفافاً بالفيروس عندما ضرب العالم أواخر عام 2019 وأوائل عام 2020. وقتها صرح الرئيس البرازيلى جايير بولسونارو بأنه لا يستطيع إغلاق البلاد بسبب الفيروس وأنه إذا فعل ذلك سيكون أشبه بمن يغلق مصنع سيارات لمجرد أن سيارة واجهت حادثة سير. وعندما ارتفعت أعداد الإصابات بالفيروس أواخر عام 2020 خرج الرئيس البرازيلى وقتها وخاطب شعبه قائلاً: «الجميع سيموت فى النهاية». المسئول الأول فى البرازيل كان معذوراً وهو يطلق هذه التصريحات، فالأوضاع الاقتصادية هناك لم تكن تحتمل الإغلاق، لكن المشكلة أن «بولسونارو» خرج على البرازيليين أوائل يناير الماضى معلناً أن «البرازيل مفلسة.. وليس هناك ما يمكننى القيام به»، وعزا الأزمة إلى هذا الفيروس الذى غذّاه الإعلام. فى هذه اللحظة بدأ «بولسونارو» يتمحك بالفيروس ويعلّق فى رقبته طوق الإفلاس.

بعد مرور شهرين على هذا الإعلان بلغت أعداد الوفيات بالفيروس رقماً قياسياً، ووصل عدد المصابين بالفيروس فى البرازيل إلى ما يقرب من 11 مليون مصاب، وعدد الوفيات ما يزيد على ربع مليون.

المسألة معقدة جداً.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المرور وقطع الطريق المرور وقطع الطريق



GMT 03:48 2024 الخميس ,16 أيار / مايو

قلنا: تفكير.. قالوا: تحصين وتكفير

GMT 03:47 2024 الخميس ,16 أيار / مايو

فتح ملف الصناعة (١) «القانون هو الحل»

GMT 03:45 2024 الخميس ,16 أيار / مايو

حسام حسن غلط فى دوري!!

GMT 03:36 2024 الخميس ,16 أيار / مايو

د. أسامة السعيد.. هل يصبح خليفة سعيد سنبل؟!

GMT 03:25 2024 الخميس ,16 أيار / مايو

«الجن» برىء من الحرائق

أجمل إطلالات الإعلامية الأنيقة ريا أبي راشد سفيرة دار "Bulgari" العريقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 14:14 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

أمير المصري يكشف عن شخصيته في فيلم Giant
  مصر اليوم - أمير المصري يكشف عن شخصيته في فيلم Giant

GMT 19:30 2018 الأربعاء ,24 كانون الثاني / يناير

طريقة إعداد ورق عنب مع كوسا وريش

GMT 08:40 2014 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

التونة والدجاج تساعدان في زيادة خصوبة الزوجين

GMT 08:42 2017 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ريم البارودي تبدو أنيقة في بدلة وردية اللون

GMT 05:38 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

الدكتور محمود الموجي يُبيّن أسباب رائحة الفم الكريهة

GMT 20:55 2014 الخميس ,14 آب / أغسطس

استقرار اﻷوضاع اﻷمنية في شوارع الأقصر

GMT 05:44 2015 السبت ,03 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل مربى التفاح بالقرفة

GMT 16:29 2021 الإثنين ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شركة سكودا تطلق الجيل الجديد من موديل سوبيرب

GMT 11:12 2021 الجمعة ,03 أيلول / سبتمبر

حمو بيكا يدعم طفلة مريضة سرطان ويقدم لها هدية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon