توقيت القاهرة المحلي 03:39:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نعم لنا فيها ألف ناقة وجمل.. إلا داعش وإيران

  مصر اليوم -

نعم لنا فيها ألف ناقة وجمل إلا داعش وإيران

بقلم - عادل نعمان

وليس لنا سوى احترام كل الهتافات التى يهتف بها المتظاهرون فى كل الميادين، يطالبون بلادهم بإعلان الحرب على العدو الصهيونى على ما ارتكبت يداه، وأنا واحد من الذين يبكيهم بحرقة مشهد طفل فلسطينى يهرول به أب مكلوم تتلقفه الأيادى فربما ينجح طبيب فى أن يعيد أنفاسه المقطوعة أو يودعه الوداع الأخير ويواريه الثرى بيديه، فكيف بأم أو أب يطوى صراخه بين ضلوعه ويكتم أنفاسه وهو ينظر إلى وجهه النظرة الأخيرة؟ أى نار تأكل مشاعر أم تجرى وتلهث حين أخبروها أن طفلها الجميل ذو الشعر المجعد قد مات وتولول حتى تراه لحظة أخيرة فى عمرها، ولا أحتمل هذه الصفوف المتراصة مجهولة الاسم فى أكفانها تسيل منها الدماء ليصلى عليها الحضور صلاة الجنازة وترص فى مقبرة جماعية جنبًا إلى جنب تستدفئ وتستأنس بعضها بعضًا فى غربة أبدية، أى قدرة وطاقة على احتمال هذا الهدم والانهيار والدك لبيوت ومشافى أمة وشعب يعيش نصف حياة ويموت كل يوم؟.

ولنا فيها أيها المتظاهر ألف ناقة ولنا فيها ألف جمل، وإياك أن تتهم شعوبًا بالتكاسل أو أنظمة بالتوانى، فليست الحروب تسير رحاها على هذا النحو، وليس من الحكمة أن نجر دولة إلى حرب دون دراسة تداعياتها وتبعاتها وعواقبها، فلسنا وحدنا فى هذا العالم، عالم تحكمه مصالح واتفاقيات ومعاهدات وتوازنات دولية، وتفرض المصالح غالبًا أن تحمى دول كبرى دولًا وكيانات وتنظيمات أخرى مهما كلفها الأمر، بل اعتبارها ولاية من الولايات، من يحارب إسرائيل يحارب أمريكا، وهذا أمر يجعل دراسة العواقب أمرًا جوهريًّا يتعدى نداء وصراخ المتظاهرين أو سكان غزة ذاتها.

وتعالوا نتدارس معًا الموقف بهدوء، المحاولات مستمرة لجمع الصف الفلسطينى منذ عام 2007 حين قصمت حماس الصف الفلسطينى إلى حماس فى غزة وفتح فى الضفة الغربية، وتم طرد عناصر فتح من غزة، وارتكبت حماس جرائم قتل وتعذيب لفصائل فتح حتى أجلتها تمامًا، ورفضت كل الوساطات فى توحيد القرار الفلسطينى، وليس هذا الانقسام فى مصلحة القضية الفلسطينية، خصوصًا أن جماعة حماس وفصائلها القتالية متهمة بأنها جماعة إرهابية، الأدهى أن جماعة عز الدين القسام الجناح العسكرى لحماس فى تلك الخطوة الجريئة نعم والمتهورة أيضًا، كانت دون تنسيق أو مشورة أو إعلام أحد الأطراف التى كانت ومازالت جزءًا من المشكلة والحل، وهى فتح ودول الجوار، وهى دول لها أيضًا حساباتها الخاصة وتقديراتها التى تستحق الدراسة، ولها خصوصية فى التعامل مع الموقف وتداعياته، فهى ليست خناقة أو عركة بل حربًا ربما تطول لأيام أو شهور.

ولن تلبى إيران نداء الحرب، هى وكل فصائلها فى المنطقة، حتى وإن كانت الداعم الرئيسى لحماس!! إيران فى دعمها لحماس هو فى الأساس اختراق للحزب السنى، وتطويقه بحليف سنى إخوانى «حماس» تدعمه وتخترق حصونه وتسيطر عليه لكنها لن تحارب لنصرته، حتى لو وضع المسلمون السنة إيران رأس حربة، أو قدموا المذهب الشيعى على المذهب السنى ويرتقى عليه، كل هذا الصراخ وهذا الدبيب وهذا الزحف هو زحف للخلف ودبيب فى محله وصراخ يعادل «التطبير» وهو لطم الصدور دون ألم أو لمس، ولا يخلو الأمر من رشقة هنا ورشقة هناك ذرًّا للرماد فى العيون، وحماس تعلم هذا جيدًا، وتعرف حدود المساندة الإيرانية المحدودة والمحكومة دون تردد «بالصراع السنى الشيعى الأبدى»، وتستفيد على قدر ما تستطيع، وتتجنب فى هذا الصراع المذهبى.

ولن تضرب أمريكا أو إسرائيل إيران ضربة موجعة، اللهم مناوشة هنا أو هناك. ببساطة إيران تقدم للطرفين خدمات موثقة وغالية منها استمرار وجود حماس وتفعيل الانقسام والقرار الفلسطينى، وتشتييت النضال وتجزئته وتضليله.

أما عن المضحك المبكى فهو رسالة داعش من العراق إلى «طواغيت» فتح وحماس «كما جاء فى البيان» تؤكد فيها داعش أن حماس ليست فى حسابات التنظيم فلا دعم ولا مساندة، وتهدد بإسقاطهما، وتعال إلى الأهم فهم يطالبون حماس بالإفراج عن مقاتلى التنظيم الذين اعتقلتهم فى غزة، ويتوعدونها بالقضاء عليها على يد عناصر داعش التى تتمدد فى القطاع يومًا بعد يوم لعدم تطبيقها الشريعة الإسلامية!! ولا ينسى التنظيم فى نهاية البيان أن يهدد الكيان الصهيونى باقتلاعه من جذوره بعد القضاء على فتح وحماس وكل العلمانيين!! والصبر طيب!!

وأخيرًا ستشهد غزة عودة داعش على أنقاض وأشلاء المناضلين الأبرياء، اللهم عونك على كل هؤلاء المجاهدين فى كل الاتجاهات عدا تحرير فلسطين. من هنا يجب أن نستوعب المعطيات جيدًا، أين نحن؟

«الدولة المدنية هى الحل.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نعم لنا فيها ألف ناقة وجمل إلا داعش وإيران نعم لنا فيها ألف ناقة وجمل إلا داعش وإيران



GMT 10:43 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 13:35 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

استمرار استبعاد صلاح من التشكيل يفتح باب الرحيل في الشتاء
  مصر اليوم - استمرار استبعاد صلاح من التشكيل يفتح باب الرحيل في الشتاء

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt