توقيت القاهرة المحلي 16:36:07 آخر تحديث
  مصر اليوم -
عطل تقني يشل عمليات السفر في مطار بريطاني رئيسي والجهات المسؤولة توضح أن الخلل محلي إيرباص توضح أن تسليمات نوفمبر سجلت تراجعا بسبب خلل صناعي وأزمة جودة في خطوط الإنتاج المحكمة الجنائية الدولية تعتبر عقد جلسات الاستماع لنتنياهو أو بوتين في غيابهم ممكناً الرئاسة الفلسطينية تحذر من خطورة أوضاع الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي إصابة عدد من الفلسطينيين جراء قصف مدفعية الاحتلال الإسرائيلي على منطقة بيت لاهيا مقتل 79 مدنيا من بينهم 43 طفلا في هجوم بطائرة مسيرة استهدف كالوقي في جنوب كردفان قوات الدعم السريع تقول إن الجيش السوداني استهدف معبر أدري الحدودي مع تشاد بطائرات مسيرة تركية البنتاغون يعلن موافقة الخارجية الأمريكية على صفقة بيع مركبات تكتيكية متوسطة ومعدات إلى لبنان بتكلفة تتجاوز تسعين مليون دولار إنفانتينو يسلم ترمب جائزة فيفا للسلام قبل قرعة المونديال الاتحاد الأوروبي يفرض غرامة 120 مليون يورو على «إكس» لمخالفته قانون الخدمات الرقمية
أخبار عاجلة

الخصوصية والعمومية فى الأحكام والنصوص

  مصر اليوم -

الخصوصية والعمومية فى الأحكام والنصوص

بقلم:عادل نعمان

نقول دائما إن معرفة الأحوال والظروف والعادات والتقاليد فى زمن محدد ومكان بعينه أمر مهم وضرورى لفهم ماهية ودلالة النصوص والأحكام، هل هى أحكام عامة يلتزم بها الناس فى كل زمان ومكان، أو خاصة لزمن محدد وحيز مكانى معين؟ وكذلك منهج الدعوة وسبيلها ووسيلتها مرهون بما هو متاح ومتوفر ومتقن وصالح بين الأيدى اليوم غير غد، وهنا سوى هناك، فلو أن الرعيل الأول من المسلمين فى المدينة، ومنهم المهاجرون لها من مكة، كانوا يجيدون فنونا وحرفا أخرى غير القتال والغزو، لكان سبيل الدعوة قد سلك مسلك الحرفة والمهنة التى امتهنوها واحترفوها، فضلا عن كونه منهجا مألوفا لدى الإمبراطوريات المجاورة، ولأن غالبيتهم كانوا لا يجيدون سوى فنون الحرب، ويعتمدون فى معايشهم على الغنائم فقد أصبح منهج الدعوة وسبيلها ومشجعاً ومحفزاً لبلوغ الهدف كما أرادوا، وقد كان لهذا تأثير شديد فى بلوغ الدعوة.

وتبليغ الدعوة، كما هو واضح تاريخيا، عمل بشرى، سبيلها وملجأها وواسطتها إلى الناس على قدر علمهم وأعمالهم وما يجيدون من صنعة وحرفة واختصاص، وعلى ما تهيأ لها من إمكانيات وقدرات، وما يحمله الزمان والمكان من طبائع وسلوك وتقدم وحضارة، فلو بعثت الرسالة فى مصر فى حينها لكان للدعوة منهج ومسلك رجالها وطبائعهم، ولو كانت الرسالة فى عهدنا هذا، لاتخذت من العلوم والفنون والمهارات سبيلا وموئلا، وما كان الغزو منهجا معتبرا ومألوفا، ولا كان للأحكام التى رافقت أحوال المدينة وظروف أهلها وجودا أو حضورا، بل كانت الأحكام على ما هو سائد وواقع.

ومن حقنا أن ندرك هذه الحقيقة البسيطة من أن وسيلة الدعوة والأحكام والمعاملات لها ما يحيط بها من أحداث ومواقف وظروف وتنشأ وتخلق على ما تفرضه مجريات الواقع وما يجد من وقائع، وكلها متغيرة ومتباينة من زمن ومكان إلى زمن ومكان آخر، ولا يمكن اعتبار الحكم عاما وشاملا وهو حبيس زمانه ومكانه فقط، فمثلا كيف تتحكم العادة القبلية من غزو واقتحام واحتلال فى سير الدعوة، وتحط بهذا المنهج على كل الأزمنة والأمكنة، وقد كانت عادة جاهلية ظالمة، والدعوة فى أصلها خروج ومروق على كل صور الظلم حتى لو فيه من الخير الوفير، فإذا بها منهج الصحاب فى نشر الدعوة ولها من التأصيل الشرعى ما يحملها حملا إلى أماكن ليست وسيلتها وإلى أزمنة مستقبلية تعتبر هذا العمل همجيا ووحشيا، فضلا عن أنه يفرض نفسه منهجا أبديا فى ظل ظروف اجتماعية ترفضه إنسانيا وتجرمه مستقبلا، وتفرض السلام وحرية الرأى والفكر والدين حقا للإنسان يرتضيه ويراه متوافقا مع فكره وحريته وحياته

وحتى نصل إلى المراد، فإنه من الضرورى أن نربط النص القرآنى وحكمه ودلالته بسبب النزول، وليس على مطلق اللفظ، ولا يعزل عن سياقه وظروفه التاريخية، فما من حكم إلا وكان له حدث معين وظرف خاص أو واقعة أو خلاف أو تحد بين الرسول والسائل، وما من آية إلا وكان لها سبب يفرض نفسه ويستوجب له نصا محددا، عدا القليل والنادر، ولو استبعدنا سبب النزول لكان لنا فهم آخر يختلف المفسرون حوله، والأرجح أن يحمله الناس على غير مراده، أو يكرهوه على ما لا يحب، فيكون محل خلاف وشقاق وتناحر.. مثال (يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم) وسبب النزول أن بعض المهاجرين تخلفوا عن الهجرة بعد الوعد على ذلك، حين أبى أولادهم وأزواجهم عليهم الهجرة، ومنعوهم خوفا من تشريدهم وضياع أموالهم، ولفظ «عدو» خصم ومنافس ومانع عن اللحاق بالنبى، إلا أن هذه الآية لها مدلول واستخدام آخر عند الناس، والحقيقة المعتبرة أن تفسير الآيات إذا انفصل عن الواقع الذى أنتج هذه الآيات، أو السبب والمناسبة التى ساقته إلى صاحب الرسالة لكان لكل مفسر شأن آخر.

ولا أتصور أن الأحداث والوقائع والمواقف والتحديات والأزمات التى واجهت النبى فى مكة والمدينة وفرضت نصوصا وأحكاما لها، تتكرر بحذافيرها فى زمن آخر أو مكان آخر، حتى تكون هذه المواقف والأحكام أبدية، بل لكل زمن أحداثه ومواقفه، ومن ثم نصوصه وأحكامه، فلن يكون زيد هو زيد، ولا زينب بزينب، ولا حديث الإفك بحديث صدق أو كذب، ولا كانت رحلة المعراج ببراق بل بسفينة فضاء بالذرة!! وكان الجهاد على لقمة العيش بالعمل والعلم والشرف وليس بالغزو والسطو، وكان السبى عملا غير أخلاقى ومخالفا للقانون، الخلاصة: الأحكام والمعاملات خاصة وليست عامة، ولكل مجتمع ما يتوافق عليه ويراه صالحا له، ولكل مجتمع ثقافته وعلاقاته ومعاملاته، ولكل زمان ظروفه وأحواله واحتياجاته، مما يجعل الناس أعلم بشؤون دنياهم!!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الخصوصية والعمومية فى الأحكام والنصوص الخصوصية والعمومية فى الأحكام والنصوص



GMT 09:44 2025 الخميس ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

من زهران إلى خان... كل منهما محكوم بالأسطورة القديمة

GMT 22:12 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

استراتيجة ترمب لمكافحة الإرهاب وتغيرات تكتيكية

GMT 22:05 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الحليب والسلوى

GMT 10:43 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 14:44 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

بريجيت ماكرون تلتقي الباندا "يوان منغ" من جديد في الصين
  مصر اليوم - بريجيت ماكرون تلتقي الباندا يوان منغ من جديد في الصين

GMT 11:06 2025 السبت ,04 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجدي السبت 04 أكتوبر / تشرين الأول 2025

GMT 16:54 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تلامذة غزة يستأنفون الدراسة تحت الخيام وسط الدمار

GMT 08:59 2024 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

القمر في منزلك الثاني ومن المهم أن تضاعف تركيزك

GMT 10:48 2025 السبت ,04 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء السبت 04 أكتوبر / تشرين الأول 2025

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 12:39 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الحوت الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 03:34 2018 الثلاثاء ,17 إبريل / نيسان

استقرار سعر الذهب في الأسواق المصرية الثلاثاء

GMT 05:48 2013 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

كيلي بروك ترتدي ملابس ماري أنطوانيت

GMT 04:24 2021 الثلاثاء ,05 تشرين الأول / أكتوبر

أخبار البورصة المصرية اليوم الإثنين 4 أكتوبر 2021

GMT 15:13 2019 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال يضرب سواحل إندونيسيا وتحذيرات من وقوع تسونامي

GMT 19:42 2018 الأربعاء ,25 إبريل / نيسان

أربع محطات فنية في حياة مخرج الروائع علي بدرخان

GMT 13:07 2018 الأربعاء ,14 آذار/ مارس

فضل الله والماشطة يوضحان موقف عبدالله السعيد

GMT 06:20 2018 الأربعاء ,14 آذار/ مارس

مؤسس "غوغل" يكشف عن سيارة طائرة بنظام "أوبر"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt