توقيت القاهرة المحلي 00:02:45 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قلنا: تفكير.. قالوا: تحصين وتكفير

  مصر اليوم -

قلنا تفكير قالوا تحصين وتكفير

بقلم - عادل نعمان

ولا نعرف سببا للهجوم على أصحاب الفكر والعقل على مر العصور «وهو شرط من شروط الإيمان»، إلا أنها مفتعلة وبشرية الهوى، وفى هذا نعود إلى أقوالهم المشهورة «من تمنطق فقد تزندق» ومن قال يوما «علم الفلسفة علم الملاحدة وهو ضار ويحرم دراسته وتدريسه» وأما ما أفتى به شيخ الإسلام فهو الأكثر غرابة «من كتب أو حسب لم يكن من هذه الأمة، بل يكون قد اتبع غير سبيل المؤمنين وفعل ما ليس فى دينها، ويكون الكتابة والحساب منهيا عنهما» واستند فى هذا إلى حديث النبى «إنما نحن أمة أمية لا نكتب ولا نحسب» ونسى الشيخ أن النبى كان يقر أمرا واقعا ووصفا لحاله، وليس دعوة أو تحريضا لعدم الكتابة والقراءة، والغريب أن بعض المشايخ يدعون الناس إلى هذا وينسون أنفسهم، ويتعلمون القراءة والكتابة والحساب، ليسهل ترويض القطيع واستخدامه، وليست صدفة أنهم يدعون الناس إلى الجهاد والفوز بالحور العين، ويبتعثون أولادهم للدراسات العليا فى بلاد الكفر والكافرين.

واستباق تهمة التكفير والزندقة تاريخها طويل مع هذا التيار للنيل من الخصوم والمعارضين دون بينة، وتأصيل شرعى لقمع الفكر، وكتم ممنهج لإعمال العقل وهو ميراث يتوارثه هذا التيار منذ الأوائل، والتسليم والإذعان لما قرره السلف دون تفكير أو تثبيت، وما قامت الحروب بين المسلمين بعضهم بعضا، وما تقاتلوا وما هلكت النفوس وما خربت البلاد إلا بفتاوى هؤلاء، فقد قتل وهلك منهم تحت راية الحق «كما زعموا» أكثر ممن قتلوا وهلكوا تحت راية المعصية.

وغالبا لا يحمل القول تصريحًا بالقتل إلا أنه يشير بيديه إلى تهم تستوجب القتل، فماذا ننتظر من جاهل إذا سمع من أحد مشايخه «محمد حسان» وهو يوزع التهم جهارًا نهارًا دون دليل على هذا النحو: (التشكيك فى ثوابت الدين، وإنكار السنة، والطعن فى السيرة النبوية العطرة المطهرة، تحت مسميات خبيثة كالتنوير والتجديد والتطوير والتحديث)، وزاد فضيلته وغطى حين أقر بحقيقة أن القائمين على مركز تكوين نباشون لقبور الشبهات والضلالات (ولم نعرف نبشا غير نبش القبور فى العهد العباسى لصلب جثث خلفاء بنى أمية)، ولقد زاد وفاض فى وصف أحدهم بأنه (أساء الأدب مع الله، وتهكم على القرآن واستهزأ به، وأساء الأدب مع رسول الله، بل ومع السنة الصحيحة والثابتة، وطعن فى الصحابة أبى بكر وعمر وعثمان وعلى وخالد «أحد أهم أسباب الخلاف الدامى بين السنة والشيعة!!» وادعى أن فريضة الحجاب ليست من الدين، وأنكر عذاب القبر، وكذب المعراج، وانكر الشريعة الإسلامية) إلا أن يشهر صاحبنا هذا سيفه على من يشير إليه سيده بالبنان أو باللسان، وما فعل قاتل فرج فودة وما شرع أحدهم فى قتل نجيب محفوظ إلا بهذا النوع الخفى من التحريض وتلك الفتاوى، فلم يقرأ أى منهما كتابا واحدا لأيهما، ومنهم من كان لا يقرأ ولا يكتب إلا أنه قد نفذ أمر سيده، بل وصل الأمر إلى أن شيخا كبيرا منهم قد أفتى بجواز أن يقوم آحاد الناس بتنفيذ الحد إذا تقاعس الحاكم عن هذا، وربما فى هذا المقال فرصة نسأله عن الأموال التى جمعت تحت عباءته لسداد ديون مصر إبان حكم الإخوان «ولست ممن يخاف على الدين إلا من الجهلاء، فما هدم أركان الدين حوارات ونقاشات المعتزلة وعلى راسها قضية خلق القرآن، ولا أفكار الجهم بن صفوان، ولا الحارث بن سريج» قتلا فى العهد الأموى «ولا الجعد بن درهم» ذبحه خالد القسرى والى أموى تحت المنبر «ولا الحلاج شيخ المتصوفة» صلب وقتل فى العهد العباسى «ولا عبد الله بن المقفع» قطعوا أطرافه عضوا عضوا وشويت فى النار أمام عينيه ثم صلب ما تبقى من جسده فى عهد أبوجعفر المنصور الخليفة العباسى، ولا فرج فودة شهيد الكلمة، ولكنى أخاف على الإسلام والمسلمين من جهل الدواعش وطالبان وأمثال أسامة بن لادن والملا عمر، وهؤلاء الذين يفجرون ويدهسون خلق الله فى بلاد الله، هؤلاء هم الذين يهدمون أركان الدين ويسيئون للسيرة العطرة المطهرة ويجترئون على الشريعة السمحة، ويحسبون أنهم يحسنون صنعا. (ليس دفاعا عن تكوين، لكنه دفاع عن حرية الرأى، وفتح المجال للحوار دون قيد أو شرط أو اتهام).

ردا على ما أثاره أ. د وائل لطفى أستاذ بطب القاهرة عن مقالى السابق، سؤالى عن البلايا العشر والتى جاءت فى سفر الخروج موجه لعالم آثار صرح بعدم وجود دليل تاريخى لسيدنا موسى وإبراهيم فى مصر أو خروج اليهود، وليس له صلة على الإطلاق بديانة أخرى، وأكد هذا عالم آثار يهودى فى تل أبيب، وإذا كان الفرعون قد أخفى الخروج لأنها هزيمة وضد طبيعته، فكيف أخفى البلايا العشر «كما جاءت فى سفر الخروج وليست فى القرآن» والتى لا يمكن التستر عليها وهو تأكيد لما قال!! أما عن تدمير ما كان يصنع فرعون وقومه كما جاء فى القرآن الكربم، فلا يغنى هذا التدمير عن وجود دليل تاريخى أيضا، ولا أتصور أن مراد الله هو إخفاء هذه الآثار وهذه الحقبة بتمامهما، ويتساءل الدكتور عن هل هناك شك أن سيدنا موسى مرسل إلى بنى إسرائيل؟ اسأل حضرتك د. زاهى حواس واكتفى بإجابته، أن الكتب السماوية كلها ذكرت هذا وليس هناك دليل تاريخى فى مصر، وربما يخرج علينا يوما من يثبت شيئا مخالفا، ولست منكرا بل متسائلا!! ولا تحملنا يا سيدى مالا طاقة لنا به، أما عن رسالة الدكتور طه حسين الأخيرة، فلا أخفى عليك أنها رسالة تستحق التدبر والبحث، وهذا ما أشار إليه النائب العام محمد نور الدين فى تحقيقه مع العميد عن التهم التى وجهت إليه، وليس سؤالا خبيثا كما ظن البعض! أما عن الدولة المدنية فليس هناك من رجال الدين من يدعو إليها إلا أمام الشاشات فقط، والحقيقة والفعل غير هذا تماما، وراجع حقبة الإخوان، خرجوا جميعا يهتفون ضد الدولة المدنية، هذا ما استحق الرد أما باقى ما ذكر سيادته فلسنا فيه على خلاف.

«الدولة المدنية هى الحل».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قلنا تفكير قالوا تحصين وتكفير قلنا تفكير قالوا تحصين وتكفير



GMT 02:33 2024 الجمعة ,31 أيار / مايو

أصايل ومستقبليّون

GMT 02:30 2024 الجمعة ,31 أيار / مايو

صحوة الحجّاج

GMT 02:22 2024 الجمعة ,31 أيار / مايو

لماذا تستعين القومية بالدين؟

GMT 02:20 2024 الجمعة ,31 أيار / مايو

إيران: العمامة والقبعة العسكرية

GMT 02:15 2024 الجمعة ,31 أيار / مايو

غزة... وثنائية المحرقة والنكبة

الإطلالات البراقة اختيارات نانسي عجرم في المناسبات

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 23:49 2019 الخميس ,21 شباط / فبراير

مي عمر تؤكد استمتاعها بالعمل مع أحمد السقا

GMT 08:52 2019 السبت ,15 حزيران / يونيو

الفنان رامي عياش يتعرض لـ"خيانة" ويرد بـ"حِكمة"

GMT 07:46 2019 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

حدائق منزلية صغيرة خارجية في ملكيات المشاهير

GMT 15:00 2019 الإثنين ,11 شباط / فبراير

"مان سيتي" يعود لصدارة الدوري بعد "سداسية" تشيلسي

GMT 12:37 2019 الأربعاء ,16 كانون الثاني / يناير

طريقة تحضير فطيرة بالليمون الحامض والشوكولاتة

GMT 22:38 2018 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

بايرن ميونخ يخطط لخطف نجم دورتموند

GMT 16:46 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل شخص خلال تبادل لإطلاق النار مع الشرطة في الجيزة

GMT 02:43 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين زفاف تُناسب شكل جسم العروس وتُظهر جمالها

GMT 00:45 2018 الأربعاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

عمرو دياب يصرح بأن تركي آل الشيخ "رمز" من رموز الثقافة

GMT 14:28 2018 الإثنين ,27 آب / أغسطس

تعرف على مواصفات أيباد برو المنتظر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon