توقيت القاهرة المحلي 13:25:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حتى لا تتكرر القصة المؤسفة..!

  مصر اليوم -

حتى لا تتكرر القصة المؤسفة

بقلم - حسن المستكاوي

أحذر المسئولين والمهتمين بالرياضة وبكرة القدم فى مصر وفى تونس، وكذلك أحذر وأنبه الاتحاد الإفريقى للعبة مما يجرى الآن من تحريض تمارسه وسائل إعلام ومواقع التواصل الاجتماعى.. أحذر من تكرار قصة مباراة مصر والجزائر حين أفسدت شياطين اللعبة، وأدعياء الانتماء والوطنية العلاقة الرياضية والاجتماعية بين الشباب هنا وهناك..
** الإعلام يجب أن يكون عاقلا فى تناوله للمباريات ذات الطبيعة الخاصة والتى تسمى بالدربيات، وحين يكتب مقدم برامج على صفحته الرسمية مهددا ومتوعدا بما يمكن أن يحدث فى مباراة قادمة فإن عليه أن يتحمل شخصيا مسئولية هذا التحريض.. فالممارس لمهنة الإعلام عليه أن يقتل عواطفه ورأيه الشخصى كمشجع، لكن من أسف الصمت لأكثر من نصف قرن على هذا الخلط الساذج بين التعصب المرضى الأحمق وبين الوطنية والانتماء أفرز لنا مثل ذلك التحريض ومثل تلك الآراء التى يختلط فيها قلب المشجع ومشاعره بعقل المحلل وواجبه..!
** الانتماء قيمة بناءة، والانتماء الجميل قوة، والانتماء الأعمى يعد تعصبا، وكرة القدم تفجرالانتماء للفرق وتظهره، لكنها تكشف أيضا عن مرض يصيب ملايين المشجعين يسميه الإيطاليون والإسبان
«أل تيفو».. ويمكن تشخيص هذا المرض فى أن المشجع يرى أن ناديه هو الوطن، وأن ألوان فريقه هى ألوان علم الوطن، ويرى المشجع ناديه دولة ومؤسسة وكيانا مستقلا، وكل مباراة يخوضها فريقه ماهى إلا معركة، يرى فيها المنافس عدوا، وهذا النوع من الانتماء الأحمق يجعل المشجع يرى فريقه منتصرا ولو كان مهزوما، ويراه مظلوما ولو كان ظالما.. وهذا مرض وليس انتماء وليس رياضة بكل ما فى الرياضة من قيم.. فالعالم الأول الذى يمارس الانتماء فى الرياضة نراه يتصارع صراعا نظيفا داخل الملعب ثم نراه يتصافح ويصفح!
** لقد كانت مباراة ليفربول وأرسنال مثل ألف مباراة أخرى فى كرة القدم الحقيقية.. كانت عبارة عن صراع نظيف داخل الملعب.. فاللعب لا يتوقف بسبب الفاولات غير المبررة التى تختلط فيها القوة المشروعة بالعنف غير المشروع. واللاعبون لا يتوقفون عن الجرى، وممارسة المحاولات الهجومية بحثا عن الفوز، وهو أصل اللعبة، بينما فى عالمنا يبدو أحيانا أنه ليس من حق منافسنا أن يلعب للفوز، وهو أمر عجيب تعانى منه معظم الملاعب العربية!
** إن شعوب العالم الأول تمارس الانتماء وتعبر هذه الشعوب عن الانتماء فى شتى مجالات الحياة. والتعبير يكون بالعمل، واحترام القانون، واحترام النظام.. وأحيانا تفلت الأمور من جانب بعض المشجعين فيحاسبهم القانون فورا ويكون الحساب رادعا.. أما التعصب والتحريض ونشر الكراهية، والخلاف، والتهديد عبر وسائل إعلام تخاطب حشود تقدر بملايين الجماهير وتفسير ذلك على أنه انتماء لفريق فهو بالضبط تجسيد لهذا الخلط الساذج بين التعصب المرضى الأحمق وبين الانتماء للوطن..!
** أحذر مرة أخرى من كرة النار التى يلعب بها البعض.. فمن الناحية الفنية للمباراة ومستوى أداء الفريقين فقد أنصفت الترجى وأنصفت مستواه، وقلت إنه فرض أسلوبه على المباراة، وسلب من الأهلى سلاحه الهجومى الجماعى.. وأحذر من الدخول فى معايرات التحكيم وأخطاء الحكام كما يحدث الآن وليس من حق أحد لا سيما من هؤلاء الذين يعملون فى مجال الإعلام ممارسة التحريض والتهديد، فهذا سلوك يحمل فى طياته جرما مهنيا وأخلاقيا وسياسيا..!
** لا تلعبوا بكرة النار.. ولا تلعبوا بكرة الثلج لأن الأولى تحرق، والثانية تكبر وتدمر.. أحذر حتى لا تتكرر القصة المؤسفة!

نقلا عن الشروق القاهرية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حتى لا تتكرر القصة المؤسفة حتى لا تتكرر القصة المؤسفة



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

GMT 20:02 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
  مصر اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم عصابة المكس

GMT 20:53 2018 الأربعاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

أجاج يؤكد أن السيارات الكهربائية ستتفوق على فورمولا 1

GMT 02:41 2016 الأحد ,15 أيار / مايو

الألوان في الديكور

GMT 15:53 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

إقبال على مشاهدة فيلم "Underwater" فى دور العرض المصرية

GMT 15:43 2019 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

مجلس المصري يغري لاعبيه لتحقيق الفوز على الأهلي

GMT 14:25 2019 الخميس ,03 كانون الثاني / يناير

دراسة جديدة تُوصي بالنوم للتخلّص مِن الدهون الزائدة

GMT 17:44 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

ريال مدريد يستغل الخلاف بين نجمي باريس سان جيرمان

GMT 03:56 2018 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

عبدالله الشمسي يبتكر تطبيقًا طبيًا لمساعدة المرضى

GMT 14:00 2018 السبت ,13 كانون الثاني / يناير

أودي تطرح أفخم سياراتها بمظهر أنيق وعصري

GMT 17:49 2017 السبت ,02 كانون الأول / ديسمبر

مدير المنتخب الوطني إيهاب لهيطة يؤجل عودته من روسيا

GMT 19:33 2020 السبت ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل مغني الراب الأمريكي كينج فون في إطلاق نار بأتلانتا

GMT 23:01 2019 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

شبح إلغاء السوبر الأفريقي يطارد الزمالك والترجي

GMT 13:42 2019 الأربعاء ,04 أيلول / سبتمبر

تبحث أمراً مالياً وتركز على بعض الاستثمارات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon