توقيت القاهرة المحلي 03:39:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

التنسيق الحضارى.. أمن قومى وفيها حاجة حلوة!

  مصر اليوم -

التنسيق الحضارى أمن قومى وفيها حاجة حلوة

بقلم - أحمد رفعت

يتحمل جهاز التنسيق الحضارى مسئوليته الوطنية والأخلاقية، فضلاً عن مهمته الأساسية فى تهيئة الحياة للأفضل فى شوارع وميادين مصر، ويقدّم رئيسه المهندس محمد أبوسعدة مشروعين مهمين يبدو كل منهما بسيطاً سهلاً، لكنه -فى حقيقة الأمر- شديد الأهمية عميق الأثر!

الأول عنوانه «عاش هنا»، وهو كما الرسالة المباشرة من العنوان يعنى العودة إلى منازل رموز مصر التى عاشوا فيها وتعريف الناس بهم.. السياسيون والاقتصاديون والصحفيون والإعلاميون والفنانون والرياضيون والمفكرون وجميع رموز القوى الناعمة فى كل المجالات، وقبلهم جميعاً بطبيعة الحال الشهداء والأبطال ممن حملوا السلاح دفاعاً عن هذا الوطن واستُشهدوا أو انتصروا!

الثانى عنوانه «حكاية شارع»، وهو باختصار وضع لوحة جميلة مناسبة للتجميل تصف باختصار معنى اسم الشارع وقصته أو قصة صاحبة فى صيغة تلغرافية بسيطة أقرب إلى لغة العصر التى انتشرت على شبكات التواصل الاجتماعى التى تحمل المختصر المفيد وتقرر ألا تزيد كلمات التعريف بالشارع على خمس وعشرين كلمة!

وفضلاً عن البعد التجميلى فى الأمر، إذ لا نتصور وضع لوحات كتلك على بنايات سيئة المظهر مشوهة جمالياً لا تسر الناظرين ولا نتصور أيضاً وضع يافطات على الشوارع بجوار يافطات أخرى تراكم عليها الغبار والأتربة وعوامل الزمن، وبالتالى نتوقع انتفاضة تجميلية تصاحب المشروعين، لكن نقول: فضلاً عن هذا البُعد التجميلى، وهو ما يعنينا أيضاً بشدة هو الأبعاد التثقيفية التاريخية الوطنية فى الموضوع.. إذ لا يصح أن يكون هناك شارع باسم الشهيد أحمد حمدى أحد أبطال العبور العظيم فى أكتوبر ٧٣، دون أن تعرف أجيال من هو هذا الرجل.. ولا شوارع تحمل اسم جول جمال، دون أن يعرف الكثيرون أنه للبطل السورى الذى درس فى الكلية البحرية وعند العدوان الثلاثى على مصر رفض العودة إلى سوريا، وتطوع فى الجيش المصرى، وقام بعمل فدائى كان يعرف أن نسبة نجاته منه منعدمة، لكنه قدم روحه فداءً لمصر وللعروبة، وكرّمته مصر بإطلاق اسمه على شوارع ومدارس فى كل مكان!

لا يصح أن تكون بيوت أحمد عرابى ومصطفى كامل ومحمد فريد وغيرهم مهملة لم تقترب منها يد التنظيف، وليس فقط يد التجميل منذ سنوات!

يصح أن يعرف الناس شارع صبرى أبوعلم، وأنه لأشهر وزراء العدل فى مصر، وصاحب معركة استقلال القضاء فى مواجهة الملك قبل الثورة.. وأن شارع الميرغنى لقيادى من السودان الشقيق عاش هناك، وأن شارع إبراهيم اللقانى لأحد علماء القرن السادس عشر، وأن ميدان شارل ديجول لأحد أهم قادة فرنسا ودعاة كبريائها الوطنى وهكذا وهكذا!

مهم أن نجد تعريفاً بالدكتورة عبلة الكحلاوى، جنباً إلى جنب الكاتب الكبير وحيد حامد، والشهيد أحمد حمدى، جنباً إلى جنب المصور السينمائى عبدالحليم نصر وهكذا..

بل حتى نجد فى بورسعيد صمم التنسيق الحضارى لوحة على منزل الكابتن «شاهينو» نجم الكرة والنادى المصرى ومنتخب مصر مع -على سبيل المثال- السياسى البارز الراحل البدرى فرغلى مع الكاتب الكبير الراحل مصطفى شردى، وقطعاً كل هؤلاء إلى جوار أبطال المقاومة الشعبية فى بورسعيد محمد مهران وزينب الكفراوى وجواد حسنى وحامد الألفى وحسن سليمان حمودة وغيرهم وغيرهم!

هذا التوجه الذى يبدو مباشراً وبسيطاً كما قلنا من شأنه أن يرفع الغمامة عن بطولات عظيمة وسير شخصية تم تشويهها عمداً فى خطة تشويه رموز الوطن ممن رفعوا مطالب استقلاله وحريته.. والعكس مع من تهاونوا بحقه ومع حقوق شعبنا فى الكرامة والاستقلال والحرية.. حتى وجدنا من يتطاول على صاحب أشهر وأشرف صيحة فى العصر الحديث صرخت «جيش مصر للمصريين» للبطل العظيم أحمد عرابى! بل ومدح وتجميل من جاءوا بالاحتلال الأجنبى ومن تعاونوا معه!

هذا المشروع سيرفع الشعور الوطنى العام، وبالتالى سينتقل بالانتماء الوطنى إلى مرحلة جديدة.. نحتاجها ونريدها مع أجيال جديدة شوهوا عمداً أمامهم تاريخ وطنهم وحولوه -زوراً وظلماً- إلى تاريخ من الهزائم والإحباطات والانكسارات!

هذا المشروع يحتاج كل الدعم الممكن.. الحكومى والأهلى والشعبى.. الحكومة تمنح الصلاحيات وتوفر ما تيسر من إمكانيات.. والمجتمع الأهلى يقدم الدعم فى الأماكن التى تستحق، أو القادر على تقديم الدعم فيها.. ويأتى الدعم الشعبى باحتضان ما يجرى والدفاع عنه والحفاظ عليه!

جهاز التنسيق الحضارى يقوم بالنيابة عن مؤسسات أخرى بمهمة مقدسة، أملنا أن نراها بطول مصر وعرضها، فى سيناء والنوبة.. فى أسيوط ومطروح.. فى البحر الأحمر والإسكندرية.. فى الوادى الجديد وسيوة، كما فى الفيوم وأسوان.. لا يوجد شبر على أرضنا بلا أبطال ورموز.. ولا يوجد شبر بغير عطاء وتضحيات.. كرّموهم واحفظوا سيرتهم وعلّموا أطفالنا كيف وصل وطنهم إليهم كاملاً حراً أبياً.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التنسيق الحضارى أمن قومى وفيها حاجة حلوة التنسيق الحضارى أمن قومى وفيها حاجة حلوة



GMT 20:35 2025 السبت ,08 شباط / فبراير

48 ساعة كرة قدم فى القاهرة

GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين

GMT 18:12 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الشرطة المصرية تستعرض قوتها أمام الرئيس السيسي

GMT 22:53 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

إطلالات جيجي حديد في التنورة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt