توقيت القاهرة المحلي 02:07:34 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الفن المصري

  مصر اليوم -

الفن المصري

بقلم : مصطفى الفقي

لا يختلف اثنان على أن الفن المصرى يتصدر القوى الناعمة التى صدرتها الكنانة إلى العوالم العربية والإسلامية والإفريقية بحيث تشكلت صورة مصر فى أذهان كثير من الشعوب من خلال الدراما المصرية والأغنية الوطنية والعاطفية فضلًا عن تأثير المسرح أب الفنون، والسينما التى جاوز عمرها فى مصر المائة عام منذ عدة سنوات فضلًا عن البث الإذاعى والإشعاع التليفزيونى ومعالجة الفن المصرى لكافة الجوانب الإنسانية فى حياة البشر، ويكفى أن نتذكر تظاهر بعض أبناء الشعب التونسى الشقيق عندما جرى إيقاف أحد المسلسلات المصرية بسبب سياسات كامب ديفيد منذ أكثر من أربعين عامًا وكيف يتابع أشقاؤنا العرب التمثيليات المصرية بشغف، ولا أنسى وأنا أجوب شوارع المغرب أنه كلما اكتشف أحد أشقائنا المغاربة أننى مصرى صاح أم كلثوم.. عبدالحليم حافظ.. عادل إمام، وأتذكر أن الرئيس التونسى الأسبق عندما جاء إلى مصر طلب أن يزور ثلاثة أماكن، الأول هو المتحف المصرى، والثانى هو لقاء فنان الشعب الراحل محمد عبدالوهاب والثالث الالتقاء بأديب نوبل نجيب محفو

تلك أيها السادة هى صورة مصر لدى غيرنا، فما بالنا نجلد الذات ونصفع الفن المصرى على وجهه المشرق دون مبرر؟! أقول ذلك بمناسبة ما ذكره أحد السادة من ممثلى الشعب فى مجلس النواب الجديد عندما دمغ الفن المصرى بالفساد فى تعميم ظالم لا مبرر له، وكان يمكن أن أتفق مع سيادته لو أنه قال: إن هناك أحيانًا بعض الأعمال الفنية الهابطة التى تفسد الذوق العام فى بلادنا، عندئذ لن يكون هناك تثريب عليه ولا لوم له، فتلك حقيقة، ولكن تمثل نسبة محدودة للغاية من أعمال ضخمة قدمها الفن المصرى فى القرنين الأخيرين منذ سعى إلى المحروسة الأدباء والشعراء والفنانون من بلاد الشام وغيرها يطلبون الأمن والأمان فى بلد يفتح ذراعيه مستقبلًا لكل المواهب والاجتهادات التى تخاطب الوجدان العربى من خلال المنبر المصرى، بل إننى أزعم أنهم قلائل أولئك الذين اشتهروا فى بلاد الشام دون الحصول على خاتم الاعتماد الفنى من مصر وأذكر منهم تحديدًا بعض أقطاب الفن مثل فيروز، ودريد لحام، وصباح فخرى وربما وديع الصافى أيضًا، إلا أن نسبة كبيرة من فنانى مصر المشهورين قد اختلطت فيهم الدماء العراقية المصرية فى حالة نجيب الريحانى، والهوية السورية فى حالة فايزة أحمد، والجنسية اللبنانية فى حالة صباح، والدماء الكردية فى حالة سعاد حسنى، فضلًا عن ابن جبل الدروز ذائع الصيت الموسيقار فريد الأطرش، لذلك فإنه يجب النظر إلى الفن المصرى باعتباره البوتقة التى انصهرت فيها مواهب الناطقين بالعربية والعازفين بالألحان الشرقية.

حتى إننا لا نجد غضاضة فى أن نقول إن المسرح والسينما فى مصر قد حظيا بمشاركة كبيرة من أشقائنا القادمين من بلاد الشام وغيرها من أقطار العروبة، من هنا فإننى أطالب السيد النائب المحترم بمراجعة مقولته لأنها لا تعد إساءة للفنانين وحدهم بل هى إساءة مباشرة للذوق العام المصرى، وعلى سيادته أن يتذكر أن عبدالوهاب، وأم كلثوم، وعبدالحليم حافظ، ويوسف وهبى وفاتن حمامة وغيرهم عشرات وعشرات هم رموز للنهضة الفنية المصرية لا يمكن تجاهل دورهم أو إنكار جهدهم فى تعزيز القوى الناعمة المصرية التى غزت تاريخيًا الأجيال المتعاقبة وكل من ينطق العربية فى بقاع الأرض، إن الفن المصرى ارتبط أيضًا بنضال الشعب المصرى فى كافة المناسبات الوطنية وكان جزءًا لا يتجزأ من الوجدان المصرى الذى يمثل جوهر الوجدان الشعبى لدولة تعيش فوق تراكم حضارى تنفرد به عن شعوب الدنيا بأسرها، كما أن الفنان المصرى يقع أحيانًا تحت طائلة انتقادات ظالمة تحمله ما لا يحتمل رغم وجود عبقريات لا يمكن إنكار وجودها، ومواهب تحتاج إلى الدعم والرعاية.. وإذا كان قد قيل من قبل إن الحاجة أم الاختراع، فإننى أضيف إليها أن الحرية أيضًا هى أم الإبداع.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفن المصري الفن المصري



GMT 06:54 2024 الإثنين ,20 أيار / مايو

فى المشمش!

GMT 06:51 2024 الإثنين ,20 أيار / مايو

الأصدقاء وذكريات لا تعنيهم

GMT 06:48 2024 الإثنين ,20 أيار / مايو

كهفُ الفيلسوف.. وحبلُ الفيل

GMT 06:42 2024 الإثنين ,20 أيار / مايو

قمة البحرين

GMT 05:08 2024 السبت ,18 أيار / مايو

مورد محدود

GMT 12:49 2024 الإثنين ,20 أيار / مايو

افكار تساعدك لتحفيز تجديد مظهرك
  مصر اليوم - افكار تساعدك لتحفيز تجديد مظهرك

GMT 12:36 2024 الإثنين ,20 أيار / مايو

أنواع وقطع من الأثاث ينصح الخبراء بتجنبها
  مصر اليوم - أنواع وقطع من الأثاث ينصح الخبراء بتجنبها

GMT 02:55 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

نيللي كريم تتحدث عن ظهورها في فيلم "كازابلانكا"

GMT 20:58 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

دي ليخت بين مطرقة عمالقة أوروبا وسندان برشلونة

GMT 18:43 2019 الثلاثاء ,12 شباط / فبراير

خبير أرصاد يُحذّر من استخدام الكمامات في العاصفة

GMT 12:42 2019 الأربعاء ,16 كانون الثاني / يناير

خطرٌ يُهدد حياتك بسبب النوم أكثر أو أقل من 8 ساعات يوميًا

GMT 02:16 2019 السبت ,05 كانون الثاني / يناير

بدران يؤكد أن الموز يُخفّف حموضة المعدة

GMT 12:55 2019 الثلاثاء ,29 كانون الثاني / يناير

مباراة توتنهام ضد تشيلسي تخطف الأضواء في الدوري الإنكليزي

GMT 03:34 2018 الأربعاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

مميزات استخدام ديكور الجدران الخرسانية في غرف النوم

GMT 21:44 2018 الأحد ,09 أيلول / سبتمبر

تفاصيل جديدة مثيرة في واقعة "مذبحة الشروق"

GMT 23:32 2018 الثلاثاء ,08 أيار / مايو

صخرة برشلونة مهددة بالغياب عن مواجهة فياريال

GMT 15:00 2018 الأربعاء ,25 إبريل / نيسان

محمد الحنفى يؤكد انتظاره إدارة القمة منذ 3 سنوات

GMT 05:38 2018 الجمعة ,20 إبريل / نيسان

انطلاق أول رحلة لطائرة في الصيف "Stratolaunch"

GMT 10:06 2018 الجمعة ,13 إبريل / نيسان

هادجنز تتألق في تقديم مجموعة "سينفول كلورز"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon