توقيت القاهرة المحلي 10:14:21 آخر تحديث
  مصر اليوم -

رؤوف غبور.. خبرات ووصايا

  مصر اليوم -

رؤوف غبور خبرات ووصايا

بقلم: مصطفى الفقى

هناك صفحات مطوية فى الذاكرة تطفو أحيانًا على السطح عندما تجد من يدفعها، فقد ذكّرنى ما كتبه الروائى الكبير إبراهيم عبدالمجيد عن مذكرات د. رؤوف غبور التى أصدرها بنصيحة ملحة من أصدقائه، وفى مقدمتهم المهندس صلاح دياب ناشر «المصرى اليوم».. ذكّرنى بأحداث تعود إلى عام 1991، حيث كنت شاهدًا مباشرًا على واقعة اعتقال الدكتور رؤوف بجريمة وهمية، إذ أبت عليه شهامته الأخلاقية أن يكون شاهد ملك ويخرج من تلك الأزمة تمامًا بينما يدفع الطرف الآخر الثمن فادحًا، وكنت أعرف الطرفين.. وقد عرفت الدكتور رؤوف من خلال والده الراحل الأستاذ كمال غبور، الذى التقيته أول مرة فى العاصمة الفرنسية باريس، ثم عاود الاتصال بى فى مودةٍ واحترام متبادل إلى أن فاجأنى ذات مساء بمكالمةٍ قلقة يبلغنى فيها باعتقال نجله الدكتور رؤوف متهمًا بتقديمه رشوة لموظف عام، واستحلفنى بأن أتدخل لرفع الظلم عنه فى ذلك الوقت الحرج.. وبالفعل تأكدت مما حدث، كما أننى كنت أعرف الموظف العام حيث كنّا ننتمى إلى محافظة واحدة وأعرف أنه رجل خدوم ومن عائلة ميسورة، فشعرت أن فى الأمر مكيدة، مما دفعنى للاتصال بمسؤول أثق به فى مباحث الأموال العامة، وكان صادقًا فى قوله عندما ذكر لى أنه لا يرى فيما حدث جريمة حقيقية، وشجعنى ذلك على أن أرفع الأمر إلى الرئيس الراحل مبارك الذى طلب الانتظار حتى تنتهى التحقيقات، وظل الدكتور رؤوف فى محبسه لما يقرب من ستة شهور، تعرّف فيها على الكثيرين داخل السجن واكتملت لديه صورة المجتمع المصرى الحقيقية، إلى حد أنه طلب من إدارة السجن نقله إلى الحبس الانفرادى حتى لو كان ذلك فى غرف المحكوم عليهم بالإعدام، حتى يجد فرصة للتأمل وحيدًا فيما جرى له من محنة كمن وقع على رأسه حجر ضخم دون سابق إنذار. وكان والده يتواصل معى تليفونيًا كما كانت قرينته العظيمة سيدة الخير والبر الدكتورة علا غبور تتصل بى معبرة عن قلقها الشديد على زوجها الذى يقبع خلف القضبان.. والسيدة علا غبور، قرينة الدكتور رؤوف الراحلة، هى التى وقفت فى بسالة وراء المشروع الضخم لمستشفى سرطان الأطفال.. وأتذكر فى العزاء يوم رحيلها أن طوابير المعزين من رجال وسيدات كانت تسد الشوارع حول كنيسة المرعشلى بالزمالك.

مقالات متعلقة

    مع أحمد بهاء الدين (2- 2)

    مع أحمد بهاء الدين (1- 2)

    تحية لسراج الدين وتهنئة لزايد

ونعود مرة ثانية إلى الدكتور رؤوف، الذى كان قابعًا فى السجن، مصرًا على براءته، رافضًا كل الضغوط عليه لتقديم الرشوة فى مقابل أن يبرح جدران السجن فى الحال، ولكنّ خُلقه وتربيته أبت عليه أن يكون حرًا طليقًا على حساب طرف آخر يعرف جيدًا أنه مظلوم.. ومرت الأيام ثقيلة على الأسرة الحزينة، إلى أن حسم قضاء مصر العادل الأمر برمته، وقضت المحكمة ببراءة رؤوف غبور وشريكه فى القضية، إذ وقر فى ضمير القضاة ألا جريمة فى البيع والشراء بين طرفين مادامت كل الإجراءات صحيحة والوقائع ثابتة ولا توجد شبهة مجاملة أو رائحة تربّح من الموضوع.

وبعد أن أنهيت عرض البريد اليومى على الرئيس الراحل، بادرته قائلًا إن الدكتور رؤوف غبور الذى كان متهمًا بتقديم رشوة قد قضت المحكمة ببراءته هو والمتهم الآخر، فقال لى الرئيس مالا أنساه أبدًا: «وهل كان لديك شك فى ذلك؟!».. وبذلك اجتاز الدكتور رؤوف واحدًا من أصعب صراعات العمر، وأنا أدعو لذلك الصديق المعروف بالنبل والشهامة أن يتغلب على صراعه الحالى مع المرض، وأن يكتب الله له الشفاء، إنه على كل شىء قدير. هذه صفحة كانت مطوية فى شهادة غائبة رأيت أن أدفع بها بعدما ذكّرتنى بتفاصيلها تلك المذكرات الصادقة التى كتبها رجل الأعمال الدكتور رؤوف غبور، حتى تكون سطورها نورًا يهدى أبناءنا وبناتنا من الشباب، وليدركوا أن الحقيقة هى الباقية، ولو بعد حين

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رؤوف غبور خبرات ووصايا رؤوف غبور خبرات ووصايا



GMT 09:13 2024 الثلاثاء ,21 أيار / مايو

مبروك للأبيض.. عقبال الأحمر

GMT 09:11 2024 الثلاثاء ,21 أيار / مايو

ماذا بعد رئيسى؟

GMT 02:27 2024 الثلاثاء ,21 أيار / مايو

تحشيش سياسي ..!

GMT 02:21 2024 الثلاثاء ,21 أيار / مايو

السلطة والدولة في إيران

GMT 12:49 2024 الإثنين ,20 أيار / مايو

افكار تساعدك لتحفيز تجديد مظهرك
  مصر اليوم - افكار تساعدك لتحفيز تجديد مظهرك

GMT 12:36 2024 الإثنين ,20 أيار / مايو

أنواع وقطع من الأثاث ينصح الخبراء بتجنبها
  مصر اليوم - أنواع وقطع من الأثاث ينصح الخبراء بتجنبها

GMT 07:07 2024 الثلاثاء ,21 أيار / مايو

مندوب مصر يؤكد رفض بلاده العدوان على رفح
  مصر اليوم - مندوب مصر يؤكد رفض بلاده العدوان على رفح

GMT 09:58 2024 الثلاثاء ,21 أيار / مايو

تكريم نيللي كريم على جهودها لنشر الوعي الصحي
  مصر اليوم - تكريم نيللي كريم على جهودها لنشر الوعي الصحي

GMT 02:55 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

نيللي كريم تتحدث عن ظهورها في فيلم "كازابلانكا"

GMT 20:58 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

دي ليخت بين مطرقة عمالقة أوروبا وسندان برشلونة

GMT 18:43 2019 الثلاثاء ,12 شباط / فبراير

خبير أرصاد يُحذّر من استخدام الكمامات في العاصفة

GMT 12:42 2019 الأربعاء ,16 كانون الثاني / يناير

خطرٌ يُهدد حياتك بسبب النوم أكثر أو أقل من 8 ساعات يوميًا

GMT 02:16 2019 السبت ,05 كانون الثاني / يناير

بدران يؤكد أن الموز يُخفّف حموضة المعدة

GMT 12:55 2019 الثلاثاء ,29 كانون الثاني / يناير

مباراة توتنهام ضد تشيلسي تخطف الأضواء في الدوري الإنكليزي

GMT 03:34 2018 الأربعاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

مميزات استخدام ديكور الجدران الخرسانية في غرف النوم

GMT 21:44 2018 الأحد ,09 أيلول / سبتمبر

تفاصيل جديدة مثيرة في واقعة "مذبحة الشروق"

GMT 23:32 2018 الثلاثاء ,08 أيار / مايو

صخرة برشلونة مهددة بالغياب عن مواجهة فياريال

GMT 15:00 2018 الأربعاء ,25 إبريل / نيسان

محمد الحنفى يؤكد انتظاره إدارة القمة منذ 3 سنوات

GMT 05:38 2018 الجمعة ,20 إبريل / نيسان

انطلاق أول رحلة لطائرة في الصيف "Stratolaunch"

GMT 10:06 2018 الجمعة ,13 إبريل / نيسان

هادجنز تتألق في تقديم مجموعة "سينفول كلورز"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon