توقيت القاهرة المحلي 16:07:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هلال العيد المشكل المزمن

  مصر اليوم -

هلال العيد المشكل المزمن

بقلم - حمد الماجد

استمتع الصائمون في رمضان هذا العام بنسائم الربيع المنعشة مع زحف رمضان تجاه موسم الشتاء، لكن لهيب الجدل المزمن اندلع حول تحديد يوم عيد الفطر، هل هو يوم الجمعة القادم أم السبت؟
واعتاد الناس على الجدل بين فريقين، فريق رؤية الهلال بالعين المجردة وفريق الفلكيين، لكن هذه المرة جرى نزاع هامشي بين الفلكيين وأهل الحساب، فالفلكيون يعتبون على أصحاب الرؤية أنهم يتراءون الهلال، حتى ولو قالت المعلومات الفلكية اليقينية إن الهلال يغيب قبل مغيب الشمس، والفلكيون أيضاً يلومون أهل الحساب بأنهم يعتمدون على الحسابات المجردة حتى لو غاب القمر بعد مغيب الشمس ببضع ثوانٍ، وهو ما يستحيل على العين المجردة أن تشاهده وتلاحظه.
ليس غاية المقال اجترار موضوع قديم متجدد، بل التأكيد على أن المسألة تبدو غير قابلة للحسم مطلقاً، لأن المجمعات الفقهية والمؤسسات الفلكية والمراجع الشرعية وهيئات العلماء في طول العالم الإسلامي وعرضه حاولوا كل الطرق وجربوا كل الآراء، ولم يحسمها رأي مهما تشبث مؤيدوه بقوة حجته ومتانة علميته وسنده الشرعي.
ثم لا داعي للحوقلة والولولة على اختلاف الدول العربية والإسلامية على الاحتفال بالعيد، لأن اختلافها ببساطة مؤسس على اختلاف المطالع، فالحسابات الفلكية التي يؤكدها علماء الفلك من مسلمين ومسيحيين ويهود وبوذيين ووثنيين ولا دينيين تقول إن دول شرق الكرة الأرضية تختلف مطالع القمر فيها واقترانه وولادته لهذا الشهر عن دول غرب الكرة الأرضية، فإذا كان ذلك كذلك فطبيعي أن تختلف إندونيسيا عن موريتانيا، وتختلف أوزبكستان عن جنوب أفريقيا، المهم ألا يحدث خلاف يشرخ وحدة الشعوب في كل دولة عربية أو إسلامية، والتأكيد على ضرورة الاعتماد المطلق على المرجعية العلمية الشرعية لكل دولة، سواء اعتمدت الرؤية الشرعية المجردة أو الحسابات الفلكية، أو تبنت رأياً يأخذ بالرؤية ويستأنس بالحسابات الفلكية، وللأسف هناك بعض متحمس يخالف المرجعية العلمية الشرعية فيصوم يوم يفطر الناس، ويحتفل بيوم عيد مختلف بحجة عدم صحة ما اعتمدته الهيئة العلمية الشرعية في بلاده.
يبقى المشهد الكئيب المحزن موجودا في عالم الأقليات المسلمة في الدول الغربية والشرقية، حيث تختلف المراكز والمؤسسات الإسلامية في اعتماد رأي موحد في تحديد يوم العيد تبعاً لاختلافها المذهبي والعقدي والعرقي وحتى السياسي، وقد عانيتُ من هذا الخلاف إبان عملي في المركز الإسلامي في لندن في التسعينات الميلادية، وبذلنا وبذل غيرنا جهوداً كبيرة إقليمياً وقارياً للاتفاق على كلمة سواء من دون جدوى، وبقي المشهد بين الطلاب المسلمين في الدول الغربية هو الأشد إيلاماً، لأن مواقف عائلاتهم المختلفة من تحديد يوم العيد ألقت بظلالها عليهم وعلى مدارسهم.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هلال العيد المشكل المزمن هلال العيد المشكل المزمن



GMT 16:07 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 05:34 2024 الأحد ,12 أيار / مايو

اتفاق غزة... الأسئلة أكثر من الإجابات!

GMT 00:17 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

في معنى «التنوير»

GMT 19:46 2024 الأربعاء ,08 أيار / مايو

قراءة في مذكّرات يوسف حمد الإبراهيم

GMT 19:45 2024 الأربعاء ,08 أيار / مايو

محاولة بعث الصدام الحضاري

أجمل إطلالات الإعلامية الأنيقة ريا أبي راشد سفيرة دار "Bulgari" العريقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 15:09 2024 الخميس ,16 أيار / مايو

«عادل إمام» الحاضر الأقوى في سينما 2024
  مصر اليوم - «عادل إمام» الحاضر الأقوى في سينما 2024

GMT 11:37 2024 السبت ,02 آذار/ مارس

أطفالنا بين القيم والوحش الرقمي

GMT 17:27 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تيري هنري يُتابع المنتخب المكسيكي قبل ودية بلجيكا

GMT 17:47 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

زيدان يطالب إدارة ريال مدريد بالتعاقد مع سون نجم توتنهام

GMT 15:35 2020 الأربعاء ,01 إبريل / نيسان

معلومات عن جاك اندرو بعد وفاته بسبب كورونا

GMT 06:10 2020 الإثنين ,30 آذار/ مارس

تعرف على حالة الطقس المتوقعة في مصر الاثنين

GMT 01:48 2020 الخميس ,30 كانون الثاني / يناير

شريف عامر يحاور أسرة مصرية صينية بـ"كمامة" على الهواء

GMT 17:48 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس السيسي يهنئ سلطنة عمان بالعيد الوطني

GMT 11:02 2019 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

"المرأة المصرية تحت المظلة الأفريقية" في بيت ثقافة القصير
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon