توقيت القاهرة المحلي 21:16:54 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عن مراكزحوارات الأديان

  مصر اليوم -

عن مراكزحوارات الأديان

بقلم : حمد الماجد

أثارت استقالة الأستاذ فيصل المعمر، الأمين العام السابق لـ«مركز الملك عبد الله العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات»، النقاش مجدداً حول فكرة ما سماه البعض «حوار الأديان»... وهنا أجدد ما سبق أن طرحته في كتابات سابقة، وأكرر اعترافي بأن محاولة إقناع الناس بجوهر وحقيقة حوار الأديان باءت وتبوء وستبوء بالفشل، ما دام الاسم «حوار الأديان» وليس «حوار أتباع الأديان»؛ لأن مصطلح «حوار الأديان»، على الأقل عند العرب، رَوّجَ لمفهوم التقارب بمعنى التقريب، والتشذيب في الإسلام، والتعديل فيه، والتنازلات المتبادلة، وإعمال الممسحة في النصوص الدينية التي تسيء للآخر وتكفره أو تدخله النار وتحجزه عن الجنة، ولم يقتنع كثيرون؛ حتى من النخب العلمية والمثقفة، بأن عدداً من مراكز حوار الأديان العالمية تتحاور حول أي شيء إلا الأديان، وأن دعوات دمج الأديان في ملة واحدة لا ينادي بها إلا أصوات شاذة تُحفظ ولا يُقاس عليها.
وإذا كانت لمراكز حوار الأديان العالمية أو مؤتمراتها ولقاءات زعمائها غايات نبيلة معلنة، مثل رفع المظالم عن الأقليات العرقية والدينية، وتعزيز قيم التعايش بين أتباع الديانات، ونزع فتيل الصراعات الدينية والطائفية والعرقية، فهذا لا يعني بالضرورة تبرئة لغايات «كل» من يُنشئ مؤسسات الحوار العالمية ومؤتمراتها ومنتدياتها وورشات عملها، كما ظن البعض أيضاً أننا حين ندافع عن أصل فكرة الحوار فإن هذا يعني أن كل من يرعاها ويعمل فيها هم أتقياء أنقياء ملائكيون، وهذا أيضاً غير صحيح؛ فالداخلون في معمعة حوار أتباع الديانات فيهم النبيل ذو الغاية الحسنة، وفيهم الماكر ذو النوايا السيئة، وفيهم الذين خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيئاً، وفيهم الذين يمتطون صهوة الحوار لمآرب سياسية أو تبشيرية أو دعائية أو تسويقية.
لا بد من أن يدرك الذين عمموا أحكامهم القاسية على كل التجارب الحوارية بين أتباع الديانات، أن لهذا النوع من الحوار غاية نبيلة مثل الغايات النبيلة الأخرى، كحقوق الإنسان والأنشطة الإغاثية العالمية وجهود السلام، واندس فيها أشرار ومتطفلون وذوو نوايا شيطانية، حتى رأينا أكثر الأنظمة فتكاً بالبشر ترفع راية حقوق الإنسان، واهتم بالإغاثة فئات من اللصوص الذين يجعلون ضحايا الكوارث آخر اهتماماتهم بعد جيوبهم، ويدعو للسلام أشد الأنظمة عدوانية وسعياً في الأرض خراباً واحتلالاً واستيطاناً، كإسرائيل، فلا يضير هذه المبادئ النبيلة انتهاكات شياطين البشر وأوغاد المستغلين.
وعليه؛ فلا يضر فكرة حوار أتباع الديانات من شوهها ممن لا يقيم لحدود الدين وزناً فيريد أن يجعل الأديان سَلَطَة فواكه، فيصلي بإسلام، ويسبح بمسيحية، ويتعبد بيهودية، ويستغفر بهندوسية، ويسجد لبوذا، ويتنقل في الصلاة بين معابد الديانات كما يتنقل بين غرف بيته.
والحقائق على أرض الحوارات العالمية بين أتباع الديانات تؤكد أن «مركز الملك عبد الله العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات»، الذي أتشرف بعضوية مجلس إدارته، ويتخذ مقراً جديداً في لشبونة البرتغالية، اكتسب سمعة عالمية محترمة وله جهود ملموسة وصفة تمثيل عالٍ، وكان لأمينه العام السابق فيصل المعمر دور معتبر في توازن المركز وكسب احترام ممثلي الأديان المختلفة، وهي بلا شك مهمة صعبة في عالم يموج بالاحترابات الدينية التي يؤججها اليمين المتشدد والجماعات الإرهابية من كل الملل والنحل.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عن مراكزحوارات الأديان عن مراكزحوارات الأديان



GMT 03:48 2024 الخميس ,16 أيار / مايو

قلنا: تفكير.. قالوا: تحصين وتكفير

GMT 03:47 2024 الخميس ,16 أيار / مايو

فتح ملف الصناعة (١) «القانون هو الحل»

GMT 03:45 2024 الخميس ,16 أيار / مايو

حسام حسن غلط فى دوري!!

GMT 03:36 2024 الخميس ,16 أيار / مايو

د. أسامة السعيد.. هل يصبح خليفة سعيد سنبل؟!

GMT 03:25 2024 الخميس ,16 أيار / مايو

«الجن» برىء من الحرائق

أجمل إطلالات الإعلامية الأنيقة ريا أبي راشد سفيرة دار "Bulgari" العريقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 15:09 2024 الخميس ,16 أيار / مايو

«عادل إمام» الحاضر الأقوى في سينما 2024
  مصر اليوم - «عادل إمام» الحاضر الأقوى في سينما 2024

GMT 11:37 2024 السبت ,02 آذار/ مارس

أطفالنا بين القيم والوحش الرقمي

GMT 17:27 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تيري هنري يُتابع المنتخب المكسيكي قبل ودية بلجيكا

GMT 17:47 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

زيدان يطالب إدارة ريال مدريد بالتعاقد مع سون نجم توتنهام

GMT 15:35 2020 الأربعاء ,01 إبريل / نيسان

معلومات عن جاك اندرو بعد وفاته بسبب كورونا

GMT 06:10 2020 الإثنين ,30 آذار/ مارس

تعرف على حالة الطقس المتوقعة في مصر الاثنين

GMT 01:48 2020 الخميس ,30 كانون الثاني / يناير

شريف عامر يحاور أسرة مصرية صينية بـ"كمامة" على الهواء

GMT 17:48 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس السيسي يهنئ سلطنة عمان بالعيد الوطني

GMT 11:02 2019 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

"المرأة المصرية تحت المظلة الأفريقية" في بيت ثقافة القصير
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon