توقيت القاهرة المحلي 16:07:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«داعش» الإسرائيلية

  مصر اليوم -

«داعش» الإسرائيلية

بقلم:حمد الماجد

قبل سنوات عدة وفي أحد ملتقيات حوار الأديان في أوروبا، قال لي حاخام يهودي: في إسرائيل لليهود «صحوتهم» وعندهم «اليهودية السياسية»، ولديهم أيضاً «داعش» بنسختها اليهودية. تذكرت مقالته والمحللون السياسيون يتابعون بدهشة تنامي قوة ونفوذ الأحزاب الدينية اليهودية التي على أكتافها صعد السياسي الإسرائيلي المعتق و«الشرس» بنيامين نتنياهو ليشكل مع التيارات الدينية اليهودية بشقيها المعتدل والداعشي أشد الحكومات الإسرائيلية يمينية وتطرفاً منذ إنشاء الدولة اليهودية على أنقاض الكيان الفلسطيني، بل إن التيارات الدينية اليهودية مع تكتلات اليمين اليهودي المتشدد، أمست العنصر المرجح لكفة حزب الليكود مما منحه سيطرة شبه مطلقة على المشهد السياسي في إسرائيل، ولم يتمكن حزب العمل المنافس اللدود لليكود من حكم إسرائيل إلا ثماني سنوات منذ عام 1977، مقابل 37 سنة لليكود بجناحيه اليميني العنصري واليميني الديني، ولهذا أطلق رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته «يائير لابيد» تصريحاً صريحاً قال فيه: «الحكومة المقبلة لن تكون مجرد حكومة يجلس فيها المتشددون دينياً، بل ستكون حكومة يحكمها هؤلاء المتشددون بشكل كامل»، وقد كان، فالدعشنة بنسختها اليهودية وصلت ذروتها في النفوذ، ويبدو أنها اتخذت شعار «باقية وتتمدد».
وكعادة الغرب الذي يكيل بمكيالين مع العرب وإسرائيل، ها هو الآن يقف موقفاً مزدوجاً، ليغض الطرف عن التشدد في نسخته اليهودية الإسرائيلية، فلا يكترث بتمدد المتطرفين الذين نخروا حكومة بنيامين نتنياهو الجديدة، ويشيح بوجهه عن تعيين متشددين يتبنون العنف، فبعضهم كما تقول مصادر غربية مدان بالعنصرية والإرهاب وحمل السلاح مثل إيتمار بن غفير وزير الشرطة ومنهم مستوطنون في الضفة الغربية المحتلة، فوزير المالية الجديد «بيزاليل سموتريتش» ولد ونشأ وترعرع في مستوطنتي الجولان والضفة الغربية ثم ختم جهوده الاستيطانية بأن شيد منزلاً «مخالفاً» في مستوطنة كدوميم ويسكن الآن فيها.
وكما كانت تصنع «داعش»، النسخة الأصلية، وعلى مر السنوات باستمالة جمهور العامة عبر نشاطات اجتماعية خيرية وتربوية وترفيهية، تزايد حضور الصهيونية الدينية بين الفئات المجتمعية اليهودية المتعددة في المجتمع الإسرائيلي، مستغلين الآيديولوجية التلمودية وأسس الصهيونية الدينية ليتمكنوا من تأسيس شبكة واسعة من الجمعيات الدينية، وقد أثمرت هذه النشاطات الدينية المتطرفة في نتائج الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة حين حصلوا على 14 مقعداً في الكنيست المكون من 120 مقعداً، وهو رقم قياسي غير مسبوق.
إسرائيل ليست بدعاً من الدول الغربية التي يكبر فيها وحش التيارات اليمينية المتشددة، بل إن اليمين الإسرائيلي «الداعشي» المتطرف أشد تشدداً، عطفاً على الجرعة التلمودية التي تعتبر أشد تركيزاً من نظيراتها في المذاهب المسيحية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«داعش» الإسرائيلية «داعش» الإسرائيلية



GMT 03:48 2024 الخميس ,16 أيار / مايو

قلنا: تفكير.. قالوا: تحصين وتكفير

GMT 03:47 2024 الخميس ,16 أيار / مايو

فتح ملف الصناعة (١) «القانون هو الحل»

GMT 03:45 2024 الخميس ,16 أيار / مايو

حسام حسن غلط فى دوري!!

GMT 03:36 2024 الخميس ,16 أيار / مايو

د. أسامة السعيد.. هل يصبح خليفة سعيد سنبل؟!

GMT 03:25 2024 الخميس ,16 أيار / مايو

«الجن» برىء من الحرائق

أجمل إطلالات الإعلامية الأنيقة ريا أبي راشد سفيرة دار "Bulgari" العريقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 15:09 2024 الخميس ,16 أيار / مايو

«عادل إمام» الحاضر الأقوى في سينما 2024
  مصر اليوم - «عادل إمام» الحاضر الأقوى في سينما 2024

GMT 11:37 2024 السبت ,02 آذار/ مارس

أطفالنا بين القيم والوحش الرقمي

GMT 17:27 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تيري هنري يُتابع المنتخب المكسيكي قبل ودية بلجيكا

GMT 17:47 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

زيدان يطالب إدارة ريال مدريد بالتعاقد مع سون نجم توتنهام

GMT 15:35 2020 الأربعاء ,01 إبريل / نيسان

معلومات عن جاك اندرو بعد وفاته بسبب كورونا

GMT 06:10 2020 الإثنين ,30 آذار/ مارس

تعرف على حالة الطقس المتوقعة في مصر الاثنين

GMT 01:48 2020 الخميس ,30 كانون الثاني / يناير

شريف عامر يحاور أسرة مصرية صينية بـ"كمامة" على الهواء

GMT 17:48 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس السيسي يهنئ سلطنة عمان بالعيد الوطني

GMT 11:02 2019 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

"المرأة المصرية تحت المظلة الأفريقية" في بيت ثقافة القصير
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon