توقيت القاهرة المحلي 17:14:21 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مشاركة لبنانية مصرية لاستكشاف كيسنجر (2)

  مصر اليوم -

مشاركة لبنانية مصرية لاستكشاف كيسنجر 2

بقلم - فـــؤاد مطـــر

بعد تغطية رحبة للحرب التي خاضتها مصر (6 أكتوبر «تشرين الأول» 1973) تعويضاً عن هزيمة 5 يونيو (حزيران) 1967، وما أثمرتْه العلاقة لاحقاً في ضوء «ثغرة الدفرسوار» بين الرئيس أنور السادات والدكتور هنري كيسنجر من جنوح مصري نحو إبرام المسالمة الأُولى العربية - الإسرائيلية المتمثلة بـ«اتفاقية كامب ديفيد» اقترحتُ على ناشر صحيفة «النهار» غسان تويني التي كنتُ أغطي ميدانياً التطورات العربية وباهتمام استثنائي التطورات المصرية ونشرت «دار النهار» بعض المؤلفات والأبحاث لي وأبرزها «أين أصبح عبد الناصر في جمهورية السادات؟» و«الحزب الشيوعي السوداني نحروه أم انتحر؟»، استحداث سلسلة من المؤلفات تصدر عن الصحيفة وتختص بالإضاءة على أُولي الأفكار والنظريات التي يعتمدها كبار الحكام في العالم على نحو ما فعلت الإدارة الأميركية عندما أخذ بعض رؤسائها برؤى الدكتور هنري كيسنجر عند صياغة مواقف ومبادرات استثنائية، ومنها «اتفاقية كامب ديفيد» بين مصر وإسرائيل على سبيل المثال لا الحصر. وعندما وصلْنا في تبادُل التشاور في الفكرة إلى إنشاء دار نشر مستقلة عن «دار النهار»، ويكون هنالك تعاون معها في مجال الطباعة والترويج والتسويق، نصح غسان تويني بأن تكون التسمية «دار القضايا» بدل «دار القضية»؛ لأن التسمية الأخيرة من جانبي تعني حصراً الاهتمام بما هو متعارف عليه أي القضية الفلسطينية.

خلاصة الأمر، تم إنشاء الدار بالتسمية إياها (دار القضايا)، وبدأت سلسلة «أفكار ونظريات العصر» بكتاب صدر عن مؤسسة نشْر عريقة في الولايات المتحدة ومؤلفه ج. وإرن يحمل عنوان «مخطط كيسنجر» تولى الزميل نبيل أبو حمد تصميم غلافه، وأحد زملاء حقبة الستينات في الصحافة باللغة الإنجليزية جهاد الخازن ترجمته، وتولى مراجعته الزميل يوسف صباغ أحد الزملاء الضليعين باللغة الإنجليزية والمتابع الدقيق في صحيفة «الأهرام» للسياسة الدولية. وبحُكم علاقتي الطيبة بمؤسسة «الأهرام» من كبيرها محمد حسنين هيكل إلى عشرات الزملاء والكتاب الذين أعتز بهم، تولى الدكتور سعد الدين إبراهيم كتابة تقديم استثنائي من حيث العمق والإحاطة الفكرية والأكاديمية برؤى كيسنجر.

ما جمعني بالزملاء الثلاثة جهاد الخازن ويوسف صباغ وسعد الدين إبراهيم إلى جانب تزكية غسان تويني هو ضرورة استكشاف كيسنجر المفكر السياسي والاستراتيجي الذي أمكنه، ومن وراء أستار أصحاب القرار الأميركي – المصري – الإسرائيلي، تحقيق التسوية الأولى في الصراع العربي - الإسرائيلي بدءاً بالحلقة الأعلى مصر تمدداً إلى سائر الحلقات. وها هو كيسنجر وقد أنجز قرناً من العمر يتأمل فيما فعله. كما ها أنا أروي كيف اكتشفْنا للمرة الأُولى «مخطط كيسنجر» من خلال عباراته التي تعكس أفكاره ورؤاه التي أسجل في الآتي ومن الكتاب إياه بعضها:

_ «الدبلوماسية يستعاض عنها إما بالحرب أو بالسباق على التسلح».

_ «لا تقتصر مسؤولياتنا على رفْع مستوى معيشة الدول الحديثة العهد، بل تتناول اعتقادنا بالحرية والكرامة الإنسانية مرتبطاً بالظروف الخاصة لهذه الدول».

_ «إن التصنيع بدلاً من أن يولِّد الديمقراطية فقد يزيل الحافز الاقتصادي لها».

_ «لا يمكن تسوية الخلافات بين الدول ذات السيادة إلا عن طريق التفاوض أو القوة بالحلول الوسط أو بفرض الحل فرْضاً».

_ «لم يكن محض مصادفة أن تنظر عدة دول بما فيها دولتنا إلى الساحة الدولية وكأنها منتدى تُنسف فيه الفضائل بأساليب المكر من قِبَل الأجانب».

_ «إذا كان العالم أفضل من مخاوفنا فإنه لا يزال أدنى بكثير من أملنا فيه».

_ «الزعماء الباهرون في الدول الجديدة هم أشبه شيء بالبهلوان الذي يسير فوق حبل مشدود، إذا أخطأ في نقلة واحدة سقط ودُقت عنقه».

- «علينا أن نشيد نظاماً دولياً قبل أن تُفرض علينا أزمة ما كأمر محتم».

- «الاستخدام السياسي للقدْر المتوفر من القوة مهما بلغ قد تغيَّر».

- «إن السلام يجب أن يكون أكثر من مجرد غياب الصدام».

- «نقطة الضعف الرئيسية في دبلوماسية الولايات المتحدة هي عدم إعارة الاهتمام الكافي للناحية الرمزية في السياسة الخارجية».

_ «إذا كان السلام يعتمد في نهاية المطاف على الشخصيات، فيبدو أن النية الحسنة المجردة أهم من البرنامج المحسوس. والحقيقة هي أن محاولة إحراز تسويات معيَّنة تظهر وكأنها تعوق السلام ولا تساعده».

- «إن محك الحنكة السياسية هو كفاية تقييمها قبل وقوع الحادث».

- «رجل السياسة الذي يفرِّط في التغاضي عن خبرة شعبه يفشل في تحقيق الإجماع المحلي مهما بلغت حكمته وسياساته».

- «على مخطط السياسة أن يهتم بأفضل ما يمكن تحقيقه. ويجب أن يعلم أنه مسؤول عن عواقب الكارثة وعن فوائد النجاح، وقد يكون عليه تعديل بعض الأهداف، لا لأنها قد تكون غير مرغوبة إذا ما تم التوصل إليها، بل لأن مخاطر الفشل تطغى على المكاسب المحتملة...»... (انتهت أقوال كيسنجر).

خلاصة القول إن هذه المقالة هي محاولة لظروف اكتشاف أفكار رمز استثنائي من رموز العمل السياسي والدبلوماسي الدولي، الذي له أثره المباشر وغير المباشر في قضايا عشنا محاذيرها في العالم العربي.

وإذا جاز النصح أو فلنقل الاقتراح فهو أن يقرأ أصحاب القرار العرب وأهل الدبلوماسية والسياسة العرب بعمق، وبالكثير من التأمل، ما كان يدور في خاطر كيسنجر قبل عقود من بلوغه المحطة الماسية من العمر. ففي القراءة إفادة... وفي إعادة القراءة إفادة أكثر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مشاركة لبنانية مصرية لاستكشاف كيسنجر 2 مشاركة لبنانية مصرية لاستكشاف كيسنجر 2



GMT 09:27 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

شاهد على مصر والقضية الفلسطينية (7)

GMT 09:25 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

اتصالٌ من د. خاطر!

GMT 09:23 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

دومينو نعمت شفيق

GMT 09:21 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

نجح الفنان وفشل الجمهور

GMT 09:18 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

معايير عمل البلدية

GMT 16:02 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

طرق سهلة لتحسين صحة الأمعاء والحفاظ عليها
  مصر اليوم - طرق سهلة لتحسين صحة الأمعاء والحفاظ عليها

GMT 18:29 2018 السبت ,01 أيلول / سبتمبر

طلعت زكريا يفاجئ جمهوره بخبر انفصاله عن زوجته

GMT 12:07 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

كيفية تحضير كب كيك جوز الهند بالكريمة

GMT 09:10 2018 الأربعاء ,15 آب / أغسطس

"الهضبة" يشارك العالمي مارشميلو في عمل مجنون

GMT 10:56 2018 الأربعاء ,01 آب / أغسطس

النسخة العربية للعبة كابتن تسوباسا

GMT 14:08 2018 الأربعاء ,27 حزيران / يونيو

أوستراليا تسجل أدنى درجة حرارة خلال 10 سنوات

GMT 01:41 2018 الإثنين ,28 أيار / مايو

تريزيجيه يدعم محمد صلاح بعد الإصابة

GMT 22:03 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

السبب العلمي وراء صوت "قرقعة الأصابع"

GMT 08:14 2018 الأحد ,21 كانون الثاني / يناير

محلات flamme تعرض مجموعتها الجديدة لشتاء 2018

GMT 18:05 2017 السبت ,16 كانون الأول / ديسمبر

"مازدا" تطرح الطراز الجديد من " CX-3 -2017"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon