توقيت القاهرة المحلي 18:05:11 آخر تحديث
  مصر اليوم -

من غير «ولكن»

  مصر اليوم -

من غير «ولكن»

القاهرة - مصر اليوم

لن نكون أقل انتماءً من الأمريكان الذين يصمتون عندما يكون أبناؤهم على خط النار، لن نكون كجماعة الإخوان ومواليهم الذين ينتظرون هزيمة الجيش نكاية في النظام الحاكم، وتشفيا في الثورة التي يرونها انقلابا لأنها أزاحتهم عن الحكم، لن نكون إلا داعمين لجيشنا في معاركه ضد الإرهاب، فهي حرب فُرضت عليه وعلينا.

لن نكون يوما كالإخوان الذين سجدوا فرحا في هزيمة 67، لم تفرق معهم أن مصر انهزمت دولة وجيشا وشعبا، كانوا شامتين في «جمال عبدالناصر» الذي واجه مخططاتهم للانقلاب على نظامه، واعتبروا النكسة عقابا من الله لقادة ثورة يوليو، ولم يعنهم أن المنتصر كان العدو الصهيوني، مغتصب الأرض ومدنس المقدسات.

سندعم جيشنا بغض النظر عن موقفنا من دوره في المجال أو المحيط العام، سندعمه بعيدا عن تأييدنا للرئيس أو معارضتنا له، سندعمه لأنه جيش مصر والمصريين، ليس انكشارية ولا مماليك أو مرتزقة، إنهم أبناؤنا الذين يخوضون المعركة نيابة عن الجميع.

لا مجال للوقوف في المنطقة الوسطى، ولا للدعم المتبوع بـ«ولكن» التي تفتح بابا للتشكيك في العمليات العسكرية وأهدافها، والتي تجعل المعارضة تقف على نفس المساحة مع أعداء الجيش وأعداء الدولة، «ولكن» التي يليها أن مواجهة عصابات الإرهاب مهمة الشرطة وحدها، وأن ما يقوم به الجنود هو استهداف لأهل سيناء بغية إبعادهم عنها.

«ولكن» التي تغض الطرف عن واقع أن مقومات التنظيمات الإرهابية تخطت إمكانات وزارة الداخلية، وأن الجهاز الشرطي يحتاج لإعادة تأهيل وتدريب، وأن الإرهاب لم يعد تنظيما محليا منعزلا، بل أصبح جزءا من شبكة دولية عابرة للحدود، وأن معظم الإرهابيين ارتبطوا بدول كبرى وصغرى، دول هدفها احتلال مصر عبر مَّن تم احتلال عقولهم بخرافة دولة الخلافة، أو بالحكم الإسلامي الذي لا يمثله إلا الإخوان ومَّن على شاكلتهم.

سندعم جيشنا لأنه جيش وطني، لم يتحول إلى ميليشيا تقتل أبناء الشعب، لأنه جيش محترف يعرف عدوه الذي واجهه لعقود، ولأن عقيدته لا تزال حماية كل شبر من أرض مصر وعدم التفريط فيها، فثمنها عنده الروح والدم.

بعيدا عن «ولكن» فإن غياب المراسلين الحربيين عن مسرح العمليات يترك مساحة أمام الادعاءات، فالناس لا تملك إلا البيانات العسكرية، ومع ذلك لا مجال لتصديق ما يروجه الإعلام المعادي من تجاوزات الجيش في حق المدنيين، نعم جيشنا ليس من الملائكة، لكنه يدرك أن أهل سيناء ليسوا هم العدو، وإن كان يسكن بينهم مّن استحل دماءنا واستباح دور عباداتنا واستهدف أمننا واستقرارنا.

إنه يخوض المعركة الأصعب، فالعدو منك وفيك، لا يمكن أن تميزه إذا سار بجوارك، والجيش في «سيناء 2018» يقوم بدور جديد عليه وهو محاربة ميليشيا وتنظيمات إرهابية، ومع التأكيد على أنها معركة متعددة الاتجاهات، وضرورة التحرك على كل الأصعدة بالتوازي، فإن ذلك لا يعني التخلي عن دعم الجزء العسكري منها.

ولابد من التأكيد أن المعركة معركة الكل، شعب وجيش، وكما يضع المصريون ثقتهم الكاملة في جيشهم، على العسكريين أن يبادلوا المدنيين الثقة، أما ما يتعلق بأخطاء أو تقصير، وما يرتبط بأولويات المواجهة فله وقت يجب أن يأتي لنقاشه «ولكن»؛ المقبولة هنا؛ بعد عودة جنودنا سالمين من ميدان القتال.

نقلا عن المصري اليوم القاهرية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من غير «ولكن» من غير «ولكن»



GMT 01:22 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

طهران ــ بيونغيانغ والنموذج المُحتمل

GMT 01:11 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

ماذا نريد؟

GMT 01:07 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

أكذوبة النموذج الإسرائيلي!

GMT 23:18 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تنظيم العمل الصحفي للجنائز.. كيف؟

GMT 23:16 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأهلي في أحلام الفيفا الكبيرة..!

أيقونة الجمال كارمن بصيبص تنضم لعائلة "Bulgari" العريقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 16:30 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

نادين نجيم تكشف عن علامتها التجارية الخاصة
  مصر اليوم - نادين نجيم تكشف عن علامتها التجارية الخاصة

GMT 16:02 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

طرق سهلة لتحسين صحة الأمعاء والحفاظ عليها
  مصر اليوم - طرق سهلة لتحسين صحة الأمعاء والحفاظ عليها

GMT 13:21 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

الأهلي يتعاقد مع "فلافيو" كوم حمادة 5 سنوات

GMT 17:12 2022 الثلاثاء ,11 كانون الثاني / يناير

بدلات كلاسيكية مميّزة للرجل لمختلف المناسبات

GMT 14:37 2023 السبت ,03 حزيران / يونيو

مرج الفريقين يتفقان!

GMT 03:18 2017 الخميس ,15 حزيران / يونيو

هند براشد تكشف عن مجموعة تصميماتها لصيف 2017

GMT 14:28 2022 الخميس ,25 آب / أغسطس

صورة البروفايل ودلالاتها

GMT 06:57 2019 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

الفنانة رانيا يوسف تنعي الفنان هيثم أحمد زكي

GMT 07:13 2018 الأحد ,01 إبريل / نيسان

سيلينا غوميز تخطف الأنظار بإطلالتها المميزة

GMT 11:54 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

الاتحاد في مواجهة قوية أمام الأسيوطي في كأس مصر

GMT 12:13 2017 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ميدو يؤكّد أنّ مدبولي وقّع لدجلة قبل الانتقال إلى الزمالك

GMT 03:31 2021 الأحد ,21 شباط / فبراير

توقعات ماغي فرح لبرج الأفعى الصيني للعام 2021
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon