توقيت القاهرة المحلي 12:45:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تحولات وفرص: الرياض وشرق أوسط مختلف

  مصر اليوم -

تحولات وفرص الرياض وشرق أوسط مختلف

بقلم - يوسف الديني

لا يمر يوم إلا ويتكرر الحديث في المنصات الغربية البحثية منها والتحليلية والصحافية، وحتى في تغريدات ونقاشات المختصين الشخصية، عن السعودية الجديدة ومسألة إعادة التموضع السياسي (political repositioning) التي هي جزء من نجاحات رؤية 2030 ومهندسها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الذي امتد تأثيره على مستوى الكاريزما وتعميم نموذج الرؤية في ملفات الهوية والسيادة، واستراتيجيات العلاقات الخارجية التي تستعيد المكانة المستحقة للسعودية اليوم بإمكاناتها وبمشروعها للمستقبل.

وآخر الأطروحات تتناول استضافة المملكة العربية السعودية، محادثات السلام الأوكرانية من خلال دعوة الدول الغربية وأوكرانيا والدول النامية الكبرى، بما في ذلك الهند والبرازيل، بحسب تقرير حصري انفردت به صحيفة «وول ستريت جورنال» (WSJ) وعنها أغلب المنصات الأخرى والقنوات والمحللين، وجاء فيه أن ما يزيد على 30 دولة تشمل دولاً ذات تأثير كبير في محيطها الإقليمي مثل إندونيسيا ومصر والمكسيك وتشيلي وزامبيا.

ورغم محاولة التوظيف للخبر من قبل تلك الصحف ومراكز الأبحاث، سواء في قراءة مغايرة، وربما متحيزة أو محاولة تأطير حيثيات اللقاء من دون أي مصادر مؤكدة، وهو ما يخالف أبجديات المحتوى الخبري لمؤتمرات ما زالت قيد التحضير والإعلان، فإن الاستجابة الروسية للخبر كانت أكثر علانية، حيث علقت على أنها منفتحة على محادثات السلام، كما الحال تثمينها على العلاقة الوثيقة مع المملكة ودورها خصوصاً باعتبارها أهم أعضاء مجموعة «أوبك بلس».

من المبكر الحديث أو التعليق على هذه الدعوة، لكنها تأتي في ضمن سياق طويل من مشروع سعودي واضح الملامح، منذ إطلاق الرؤية والعمل على تعزيز مكانة المملكة في العالم، استناداً إلى وقائع ومنجزات جديدة على كل المستويات؛ السياسي منها والاقتصادي، وأيضاً إدارة الأزمات والمساهمة في حل كثير من النزاعات بالمنطقة والعالم، هذه التحولات أضيف لها نجاحات تتصل بالملف العراقي وتخفيض التوتر والانفراجة مع إيران، مع تقديم رؤية واضحة لحل مستدام في اليمن، ثم الانفتاح على كل دول العالم على طريقة الشراكات الإيجابية.

على مستوى الموقف الواضح من النزاعات الدولية كان موقف السعودية ودول مجلس التعاون واضحاً في إدراك تعقيدات الحرب الروسية - الأوكرانية، التي قد لا تكون متطابقة مع الرؤية الغربية استناداً إلى وجود نزاعات أخرى لا تقل تعقيداً على الرغم من تصويت دول مجلس التعاون الخليجي الست، لصالح قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تدين اجتياح روسيا لأوكرانيا، لكن ما ترتب بعد ذلك وما تلا ملف العقوبات الغربية، هو الحفاظ على مستوى محايد يسمح بعلاقات إيجابية مع روسيا وأوضح ما ذكرته سابقاً من إعادة موضعة السياسات الخارجية ضمن مناطق السيادة والاستقلالية والحياد، الذي لا يستلزم المطابقة في عالم متعدد الأقطاب، وما تلا ذلك من تنويع العلاقات الأمنية والاقتصادية والاستثمارية.

هذه التحولات في المناخ تجاه الشرق الأوسط تذكر بفترات سابقة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، وإعادة إدراك أهمية هذا الجزء من العالم، لكنه اليوم بمعطيات ومدخلات وأيضاً مكانيزمات مختلفة، لا سيما مع صعود الصين الذي لا يزال يحظى بقلق كبير من الولايات المتحدة، وبشكل أقل من الاتحاد الأوروبي، وهو ما انعكس على استطلاعات الرأي التي قامت بها منصات غربية تجاه ذلك، وربما كان أشمل تلك الاستطلاعات ما قامت به مؤخراً مؤسسة «فريدريش إيبرت» التابعة للحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني الحاكم، بحسب تقرير لمعهد كارنيغي وشمل 9 دول عربية، إضافة إلى تركيا وإيران وإسرائيل، عكست تحولات كبيرة حجم الثقة بسياسات الولايات المتحدة في المنطقة، إضافة إلى تأطير للحرب الروسية - الأوكرانية ضمن سياق صراع جيوسياسي بين روسيا والغرب، وليس مجرد حرب بين بلدين وبما يشبه الإجماع في هذه الدول على أن واشنطن هي المستفيد الأكبر من حرب أوكرانيا، ونتائج أخرى مذهلة ومفاجئة على مستوى الوجود العسكري الغربي والأميركي، في مقابل مسائل أخرى أبرزها التنبؤ بعالم جديد متعدد الأقطاب.

خلاصات هذه الانطباعات والتحليلات والاستطلاعات أن ثمة شرق أوسط جديداً بمزاج مختلف وبجلد خشن لا يستطيع ابتلاع مسألة ازدواج المعايير، أو الاستهداف المتكرر لسيادة وطموحات شعوب المنطقة التي تتطلع بأجيالها الشابة؛ وهي تشكل أكبر نسبة من سكانها إلى «وطن طموح، واقتصاد ومجتمع حيوي»... بالمناسبة هذه أهم محاور رؤية 2030 عصب التحول في السعودية العظيمة!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تحولات وفرص الرياض وشرق أوسط مختلف تحولات وفرص الرياض وشرق أوسط مختلف



GMT 09:27 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

شاهد على مصر والقضية الفلسطينية (7)

GMT 09:25 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

اتصالٌ من د. خاطر!

GMT 09:23 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

دومينو نعمت شفيق

GMT 09:21 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

نجح الفنان وفشل الجمهور

GMT 09:18 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

معايير عمل البلدية
  مصر اليوم - أحمد حلمي يكشف أسباب استمرار نجوميته عبر السنوات

GMT 10:05 2017 الإثنين ,18 أيلول / سبتمبر

الثروة الحقيقية تكمن في العقول

GMT 13:33 2019 الثلاثاء ,12 آذار/ مارس

أفكار بسيطة لتصميمات تراس تزيد مساحة منزلك

GMT 00:00 2019 الأحد ,17 شباط / فبراير

مدرب الوليد يُحذِّر من التركيز على ميسي فقط

GMT 12:26 2019 السبت ,12 كانون الثاني / يناير

تدريبات بسيطة تساعدك على تنشيط ذاكرتك وحمايتها

GMT 20:58 2019 الإثنين ,07 كانون الثاني / يناير

مؤشر بورصة تونس يغلق التعاملات على تراجع

GMT 16:54 2018 الإثنين ,03 كانون الأول / ديسمبر

"اتحاد الكرة" يعتمد لائحة شئون اللاعبين الجديدة الثلاثاء

GMT 15:16 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

وزارة "الكهرباء" تستعرض خطط التطوير في صعيد مصر

GMT 19:26 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

أمن الجيزة يكشف عن تفاصيل ذبح شاب داخل شقته في منطقة إمبابة

GMT 22:47 2018 الجمعة ,31 آب / أغسطس

أمير شاهين يكشف عن الحب الوحيد في حياته

GMT 00:49 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

أيتن عامر تنشر مجموعة صور من كواليس " بيكيا"

GMT 04:18 2018 الثلاثاء ,05 حزيران / يونيو

اندلاع حريق هائل في نادي "كهرباء طلخا"

GMT 22:56 2018 السبت ,02 حزيران / يونيو

فريق المقاصة يعلن التعاقد مع هداف الأسيوطي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon