توقيت القاهرة المحلي 16:49:40 آخر تحديث
  مصر اليوم -

منطقة مضطربة: الإرهاب على الأبواب!

  مصر اليوم -

منطقة مضطربة الإرهاب على الأبواب

بقلم - يوسف الديني

عودة نشاط الميليشيات اليوم هي نتيجة طويلة لحالة الإهمال للمنطقة والتعالي عن الأخذ بتحذيرات دول الاعتدال في المنطقة، وفي مقدمتها السعودية، ومع ذلك اليوم تجاوزت حالة النشاط إلى الانبعاث والتداعي لخدمة الفوضى، والتنافسية على السوق السوداء للعنف.

جماعة «داعش» تحاول النفاذ، ومقاتلوها من الصف الأول في شمال سوريا داخل المعتقلات يرتقبون الانسحاب الأميركي وما يمكن أن يسفر عنه من ترك الحالة الفوضوية هناك لمحاولات متوقعة من فلول التنظيم لتحريرهم. وفي العراق تنشط الفصائل وتتجاوز بمجموعها مع الحوثي وباقي التشكيلات العسكرية في المنطقة إلى ما يشبه جيشاً يعمل تحت رعاية مباشرة وبصلاحيات منفردة، وهو ما يربك القراء والتحليلات حول فهم مسألة «الأذرع» وعلاقتها بباقي الجسد. وما أعلن عن خلية نشطة لتنظيم «داعش» في الكويت كانت تنوي استهداف مقار أمنية، أعاد فتح الملف مجدداً؛ ما الذي اختلف اليوم في تراتبية الإرهاب بوصفه مهدداً أمنياً، مهما غاب عن الشاشات، ما زال فاعلاً ونشطاً في الأقبية والمعسكرات الافتراضية؟

«جنود آخر الزمان» Soldiers of End - Times، من أهم الكتب التي قرأت بشكل نقدي وجميل ظاهرة الجماعات الإرهابية والميليشيات المتلبسة بشكل الدولة، وعن فاعليتها التي تختلف عن التنظيمات الصغيرة أو المجموعات والذئاب المنفردة؛ فهي يمكن أن تقوض الدول الهشّة بسهولة، خصوصاً إذا كانت تنتمي إلى النسيج الاجتماعي، أو قادرة على التكيف مع أبرز الفاعلين، ويضاف إلى ذلك قدرتها العسكرية على اكتساب خبرات قتالية وتدريب إعلامي وموارد غير محدودة، إضافة إلى الرعاية الخلفية، وأهمها الدول التي تسعى إلى الاستثمار في تقويض الاستقرار أو التحالفات المتنوعة مع تجار المافيا والسلاح والفاعلين في هذه السوق السوداء للعنف، لكن البدايات تعود عادة إلى ثلاثية ما زالت منذ عقود مهيمنة على معركتنا الطويلة مع الإرهاب «المفجر، والمنظر، والمبرر»... فالأول هو نتيجة وليس سبباً لثنائي من السهل تسلله إلى القيادة الآيديولوجية والإعلامية في خطابات الظل، ومنها ما أشار له البيان الكويتي في انتعاش منصة رقمية بعينها، وقد درست هذه الظاهرة من عشر سنوات «المعسكرات الرقمية»، وأعتقد على خلاف السائد بين الباحثين أن النشاط الرقمي والتكنولوجي للتنظيمات الإرهابية هو الأكثر فاعلية ونجاحاً، والأقرب إلى كل موجات «ما بعد الحداثة» في العالم الموازي، لا من حيث التخطيط والكوادر وسرعة الانتشار، وأيضاً الانتقال من التدريب على الإخلال بالأمن الواقعي على الأرض إلى الأمن السيبراني.

كشفت النزاعات الأخيرة التي خاضتها جيوش نظامية ضد جيوب الميليشيا التي تشكل جيشاً متعدد الخلفيات متحد الأهداف تحديات كبرى، فهي لا تلتزم القانونَ الدولي أو قوانين النزاعات المسلحة، ورغم أنها لا تملك آخر التقنيات والأسلحة المكلفة جداً، فإنها قادرة على التطوير والتضخم والتأثير مع أفراد مدربين ولديهم دوافع عقائدية، ومن السهل مع الاحتفاظ بالأراضي إعادة الاستقطاب وتكوين بدائل اقتصادية موازية.

الحرب على الإرهاب هي حرب وجود لا يمكن تأطيرها بإطار زمني محدد، لكننا بعد مرور هذه السنوات نحن بحاجة إلى حوار مع الذات أكثر من أي وقت مضى... فالخطابات المتطرفة المتعاطفة باتت فكراً معولماً يجد محاضنه في كل الدول التي لم تحدث قطيعة معه على المستوى الفكري والثقافي والمناخات الجاذبة، وليس فقط الحلول الأمنية، فهو اليوم يمكن أن يكون في أي عاصمة في الشرق والغرب، ورأينا منذ سنوات قريبة جموع المقاتلين الوافدين إلى «داعش» من أوروبا وشرق آسيا وبلدان المغرب العربي، تفوق بمراحل المقاتلين الذين يصدرون للواجهة بسبب جنسياتهم الخليجية، لكنه اليوم بحكم الرابطة الآيديولوجية يمكن أن تتشكل معه مجموعات متحالفة ومتجانسة من حيث الأهداف، تحاول البحث عن ملاذ آمن وفرصة للعمل.

ما يقوله الإرهاب اليوم بوضوح هو أنه بلا لون أو جنسية أو دين، والتطرف والعنف هما حالة مستقرة تنتظر مسبباتها وليس مجرد احتقان أو موجة عابرة... تختلف المرجعيات وتتباين الدوافع، لكن يظل المحرك والخطاب النظري متشابهين، حيث التعصب لا دين له ولا مذهب.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

منطقة مضطربة الإرهاب على الأبواب منطقة مضطربة الإرهاب على الأبواب



GMT 21:30 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

بعد 200 يوم.. حرب بلا رؤية

GMT 00:03 2024 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

عند الأفق المسدود فى غزة!

GMT 08:35 2024 الأحد ,21 إبريل / نيسان

من رأس البر!

GMT 00:03 2024 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

شاهد على مصر والقضية الفلسطينية (٦)

GMT 00:03 2024 الأحد ,21 إبريل / نيسان

أمٌّ صنعت معجزة

أيقونة الجمال كارمن بصيبص تنضم لعائلة "Bulgari" العريقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 16:30 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

نادين نجيم تكشف عن علامتها التجارية الخاصة
  مصر اليوم - نادين نجيم تكشف عن علامتها التجارية الخاصة

GMT 16:02 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

طرق سهلة لتحسين صحة الأمعاء والحفاظ عليها
  مصر اليوم - طرق سهلة لتحسين صحة الأمعاء والحفاظ عليها

GMT 06:56 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

شهر مناسب لتحديد الأهداف والأولويات

GMT 14:29 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

مؤمن زكريا يتخلّف عن السفر مع بعثة الأهلي

GMT 05:35 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

شوبير يفجر مفاجأة حول انتقال رمضان صبحي إلى ليفربول

GMT 13:45 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

ماكينات الـ ATM التى تعمل بنظام ويندوز XP يمكن اختراقها بسهولة

GMT 02:15 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على سعر الدواجن في الأسواق المصرية الجمعة

GMT 17:17 2017 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الوطني يصل السعودية لأداء مناسك العمرة

GMT 16:08 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

اكتشاف تابوت يحوي مومياء تنتمي للعصر اليوناني الروماني
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon