توقيت القاهرة المحلي 03:39:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عدوان ثلاثى جديد على سوريا

  مصر اليوم -

عدوان ثلاثى جديد على سوريا

بقلم : د. سعيد اللاوندى

 ليس من شك فى أن الرئيس ترامب هو مجرم حرب بموافقة دولية وأخرى أممية، فهذه الضربة التى وجهها إلى سوريا فجر أمس «السبت» بتعاون مع فرنسا وبريطانيا بقيادة أمريكية هى محاولة لحفظ ماء الوجه الأمريكى، بعد أن أعلن الرئيس ترامب أكثر من مرة أن ضرب سوريا أصبح مسألة مفروغاً منها، وأن هذا الأمر سيتم خلال أيام ريثما يتم التنسيق مع ماكرون وتيريزا ماى.

الغريب والعجيب أن أحداً من الدول العربية لم يتحرك، بل بالعكس هناك دول عربية أبدت استعدادها للمشاركة فى هذه الضربة ودول أخرى فتحت فضاءاتها أمام الطيران الغربى لضرب سوريا.

هذا العدوان الثلاثى بقيادة أمريكا يذكرنا بالعدوان الثلاثى على مصر عام 1956 ولا نملك إلا أن نشيد بالجيش العربى السورى الذى تصدى لهذا العدوان الذى بُنى على ترهات ومزاعم لا أساس لها من الصحة.

فلم يحدث أن ضرب الرئيس بشار الأسد شعبه لا فى خان شيخون ولا فى الدومة بأسلحة كيماوية، ومثلما تأكد وباعتراف تونى بلير، رئيس حكومة بريطانيا فى حينه، أنه لم تكن هناك أسلحة دمار شامل فى العراق ولا فى ليبيا، وأن كل ما بُنى على عدوان غربى لم يكن إلا من قبيل الأكاذيب.

المؤسف أن جامعة الدول العربية التى تُسمى نفسها منظومة العمل العربى المشترك لم تُحرك ساكناً، وكأن سوريا ليست دولة عربية مؤسسة لجامعة عام 1945، وها هى انشغلت بقمتها التى تُعقد بالظهران بالمملكة العربية السعودية.

وأعتقد أن الشىء نفسه حدث مع الأمم المتحدة التى ظهرت فى صورة ضعيفة، وحتى لا ينهار نظامها الأساسى بدت على لسان أمينها العام البرتغالى وكأنها متواطئة مع هذه الضربات الظالمة.

ومثلما انهارت العراق، وبعدها ليبيا واليوم اليمن وسوريا، فلا يجب أن ننسى كلمة جون بولتون، سكرتير عام الأمن القومى الأمريكى، الذى قال مع المحافظين الجدد إن البداية ستكون العراق، ثم نثنّى بسوريا، أما مصر فهى الجائزة الكبرى!

الشعب العربى السورى يمر بأزمة لا حدود لها والدول العربية قد تخلت عنه ووجد نفسه وحيداً إلا من مساعدة على استحياء تأتيه من إيران وروسيا، وتؤكد أمريكا أن الضربات المقبلة ستشمل الدول الإقليمية التى تؤيد سوريا.

لقد اعتصمت سوريا بفلسفة المقاومة، وينطبق ذلك على مؤيديها الإقليميين، مثل إيران وحزب الله ولبنان.

لكن أن يكون الشعب العربى السورى هكذا مشاعاً وقابلاً للضرب فى أى لحظة وقتما يقرر الكاوبوى الأمريكى ذلك، فذلك أمر مؤسف.

ومن المؤسف كذلك أن بعض الدول تحرض الرئيس ترامب على ضرب سوريا، ونستطيع أن نقول إن هذه الدول قد دفعت ثمن هذه الضربات مقدماً، وهذا إيذان بأن الأمة العربية قد انهارت تماماً، ولم يعد لها احترام لا فى نفوس الدول الغربية، ولا فى نفوس الأمريكان.

ضرب سوريا حتى إن كان محدوداً يفتح الطريق أمام نشوب حرب عالمية ثالثة، فروسيا التى شعرت بإهانة، وكذلك إيران، لن تظلا صامتتين مدى الحياة.

نقلا عن الوطن القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عدوان ثلاثى جديد على سوريا عدوان ثلاثى جديد على سوريا



GMT 09:44 2025 الخميس ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

من زهران إلى خان... كل منهما محكوم بالأسطورة القديمة

GMT 22:12 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

استراتيجة ترمب لمكافحة الإرهاب وتغيرات تكتيكية

GMT 22:05 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الحليب والسلوى

GMT 10:43 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين

GMT 18:12 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الشرطة المصرية تستعرض قوتها أمام الرئيس السيسي

GMT 22:53 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

إطلالات جيجي حديد في التنورة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt