توقيت القاهرة المحلي 16:00:20 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كرة القدم السعودية استثمار وإثارة

  مصر اليوم -

كرة القدم السعودية استثمار وإثارة

بقلم - حسين شبكشي

في الأسابيع الأخيرة كانت أخبار صفقات الدوري السعودي تحتل أهم عناوين الأخبار الرياضية حول العالم، مبينة دخول الدوري السعودي منافساً جاداً وقوياً لأهم الدوريات العالمية عموماً والأوربية منها تحديداً.

أسماء كبيرة وأندية مهمة ومبالغ كبيرة ومباحثات جادة وعروض مغرية. لكن الموضوع أعمق مما يتم تداوله بشكل مبسط وسطحي ويطارد عناوين الإثارة الصحافية. الموضوع يتعلق بمشروع استثماري حقيقي في قطاع عالمي شديد التنافس، وبالغ الأهمية وذو عوائد في غاية الجدية.

دخل صندوق الاستثمارات العامة، الذراع الاستثماري السيادي للسعودية، في أهم استثماراته في مجال كرة القدم الدولية عندما أتم الاستحواذ على نادي كرة القدم الإنجليزي نيو كاسل يونايتد بعد معركة صعبة وولادة قيصرية. فوجئ الصندوق بعد الاستحواذ على غياب أي منظومة أو هيكلة إدارية وغياب تام لأي حوكمة فأقر خطة عمل كان من المتوقع أن تأتي بثمارها خلال فترة أربع سنوات، إلا أنه ومع النتائج الرائعة التي حققها الفريق في الموسم الماضي ووصوله إلى المركز الرابع، وهو أهم مركز يحققه الفريق منذ عقود من الزمن، وكان هذا يعني أيضاً ضمان مشاركة الفريق في منافسات دوري الأبطال في الدورة المقبلة له. كل ذلك كان ترجمته نفاد التذاكر المخصصة لمشجعي الفريق للموسم المقبل، وارتفاع مهول في مبيعات السلع التجارية للفريق، وعليه ارتفعت القيمة السوقية للفريق بشكل مفاجئ وكبير، وارتفعت مكانته في التصنيف العالمي للقيم التجارية لأهم أندية كرة القدم حول العالم في فترة قياسية قصيرة.

هذا النجاح السريع فتح شهية صندوق الاستثمارات العامة لتكرار نموذج الأعمال نفسه على صعيد الدوري المحلي السعودي، فكان قرار تملك أكبر أربعة أندية ذات الجماهيرية والشعبية الأهم، ومن ثم دعمهم برعاة كبار وجهاز تنفيذية مهنية ومحترفة مدعومة بميزانيات غير تقليدية.

والهدف هو تعظيم قيمة هذه الأندية بنجوم ومدربين عالميين يساهمون في رفع نسب المشاهدة والحضور الجماهيري وزيادة قيمة وعدد الرعاة، وارتفاع مبيعات السلع التجارية الخاصة بالأندية والدوري وتحقيق اتفاق عالمي كبير جداً، فيما يتعلق بحقوق بث مباريات الدوري السعودي.

وبعدها قد يفتح الصندوق المجال لبيع حصصه في هذه الأندية لمستثمرين عالميين، أو طرح أسهم لها في سوق الأسهم السعودية كاستراتيجية خروج استثماري بعد نضوج الفرصة، وتحقيق العوائد المرجوة وتطبيق الخطة المقررة.

ويأتي هذا التوجه الطموح مطابقاً تماماً لتوجه قطاعي السياحة والترفيه الذي يرغب في تكوين قطاع خدمي كبير ومؤثر وفعَّال، ليكون جزءاً حيوياً من الاقتصاد الوطني ككل بحسب رؤية 2030 بطبيعة الحال.

ومع نجاح هذا التوجه الجديد في استقطاب عدد لافت ومهم جداً من أكبر الأسماء في عالم كرة القدم، كان من الطبيعي جداً أن يواجه الصندوق موجة هائلة من النقد من عدد غير بسيط من الوسائل الإعلامية، ولم يتوقف الموضوع عند هذا الحد، بل إن بعض القيادات الكروية في أوروبا طالبت بأهمية «إيقافهم ووضع حد لهم، لأنه يهدد مسابقاتنا الأوروبية» هكذا بصريح العبارة.

الدوري السعودي اليوم ينظر إليه كماكينة اقتصادية مطلوب أن يكون في قائمة أكبر عشرة دوريات حول العالم، وهو بطبيعة الحال سيدخل في منافسات هائلة مع الدوريات الكبرى المعروفة مثل الإنجليزي، والإسباني، والإيطالي، والألماني، والفرنسي، والهولندي، والبرتغالي وطبعا هناك الأميركي والياباني والكوري الجنوبي أيضاً.

بلغت صناعة كرة القدم العالمية في عام 2022 ما قيمته 3.2 مليار دولار أميركي ومن المرشح أن تصل إلى 5 مليارات دولار في عام 2028، بنسبة نمو سنوية تبلغ 4 في المائة دخول صندوق الاستثمارات العامة كلاعب أساسي في هذا المجال، من المتوقع أن يغير قواعد اللعبة، ويجعل التنافس أكبر وأشد، ويكبر بالتالي حجم الصناعة ككل.

من المهم جداً «فهم» التوجه الكبير خلف صفقات الدوري السعودي لمعرفة المشروع الأكبر، ومن ثم استيعابه ضمن مفهوم اقتصادي ومالي واستثماري. الدوري السعودي سيكون مثيراً في موسمه المقبل، ليس بسبب وجود أسماء عالمية جاذبة ومهمة، ولكن بسبب وجود عقلية جديدة وفكر مختلف وخطة طموحة ومنهجية جريئة، وهذه إثارة ستترجم في نشوة الانتصارات وتحقيق العوائد.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كرة القدم السعودية استثمار وإثارة كرة القدم السعودية استثمار وإثارة



GMT 08:18 2024 السبت ,18 أيار / مايو

يا حسرة الآباء المؤسسين!!

GMT 00:12 2024 السبت ,18 أيار / مايو

دعوة للإصلاح أم للفوضى؟

GMT 00:12 2024 الجمعة ,17 أيار / مايو

قمّة المنامة!

GMT 00:12 2024 الجمعة ,17 أيار / مايو

عادل إمام ونصف قرن على عرش النجومية

GMT 16:07 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:49 2024 الإثنين ,20 أيار / مايو

افكار تساعدك لتحفيز تجديد مظهرك
  مصر اليوم - افكار تساعدك لتحفيز تجديد مظهرك

GMT 12:36 2024 الإثنين ,20 أيار / مايو

أنواع وقطع من الأثاث ينصح الخبراء بتجنبها
  مصر اليوم - أنواع وقطع من الأثاث ينصح الخبراء بتجنبها

GMT 07:07 2024 الثلاثاء ,21 أيار / مايو

مندوب مصر يؤكد رفض بلاده العدوان على رفح
  مصر اليوم - مندوب مصر يؤكد رفض بلاده العدوان على رفح
  مصر اليوم - ظافر العابدين يعود الى دراما رمضان بعد طول غياب

GMT 02:55 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

نيللي كريم تتحدث عن ظهورها في فيلم "كازابلانكا"

GMT 20:58 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

دي ليخت بين مطرقة عمالقة أوروبا وسندان برشلونة

GMT 18:43 2019 الثلاثاء ,12 شباط / فبراير

خبير أرصاد يُحذّر من استخدام الكمامات في العاصفة

GMT 12:42 2019 الأربعاء ,16 كانون الثاني / يناير

خطرٌ يُهدد حياتك بسبب النوم أكثر أو أقل من 8 ساعات يوميًا

GMT 02:16 2019 السبت ,05 كانون الثاني / يناير

بدران يؤكد أن الموز يُخفّف حموضة المعدة

GMT 12:55 2019 الثلاثاء ,29 كانون الثاني / يناير

مباراة توتنهام ضد تشيلسي تخطف الأضواء في الدوري الإنكليزي

GMT 03:34 2018 الأربعاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

مميزات استخدام ديكور الجدران الخرسانية في غرف النوم

GMT 21:44 2018 الأحد ,09 أيلول / سبتمبر

تفاصيل جديدة مثيرة في واقعة "مذبحة الشروق"

GMT 23:32 2018 الثلاثاء ,08 أيار / مايو

صخرة برشلونة مهددة بالغياب عن مواجهة فياريال

GMT 15:00 2018 الأربعاء ,25 إبريل / نيسان

محمد الحنفى يؤكد انتظاره إدارة القمة منذ 3 سنوات

GMT 05:38 2018 الجمعة ,20 إبريل / نيسان

انطلاق أول رحلة لطائرة في الصيف "Stratolaunch"

GMT 10:06 2018 الجمعة ,13 إبريل / نيسان

هادجنز تتألق في تقديم مجموعة "سينفول كلورز"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon