توقيت القاهرة المحلي 11:54:04 آخر تحديث
  مصر اليوم -

اللهم بلغنا نوفمبر!

  مصر اليوم -

اللهم بلغنا نوفمبر

بقلم - حسين شبكشي

هناك حالة ترقب مستحقة للشهر الحادي عشر من العام الحالي، لأن نوفمبر (تشرين الثاني)، وبحسب كثير من الآراء الخبيرة، يتوقع أن يكون شهراً حافلاً بالأحداث والتطورات المهمة والمؤثرة. العالم الذي ودع العولمة التي كانت وسيلة فعالة لإنجاح التجارة والاستثمار البيني لدول العالم، محققة الآلاف من الفرص الوظيفية، ومن ثم الرخاء للملايين من الناس حول العالم، وأنجزت معدلات نمو اقتصادي محترمة بمعدلات متدنية من الفائدة والتضخم، كان عكس الحالة التي صار عليها اليوم، خصوصاً بدخوله مرحلة «stagflation»، وهو مصطلح اقتصادي لا يستخدم كثيراً، ويعني التضخم المصاحب لحالة من الركود الاقتصادي الحاد، وهذا يعني عملياً أن العالم مقبل على ارتفاع نوعي وحاد للغاية في تكلفة السلع والخدمات، وسيبقى هذا الحال قائماً لفترة غير بسيطة من الزمن.
ومع الاستعداد لاستقبال شهر نوفمبر، يترقب العالم تطوراً حاسماً لحالة الحرب بين روسيا وأوكرانيا، حيث تشير التقارير العسكرية والمعلومات الاستخباراتية إلى كون الحرب قد دخلت مرحلة حسم مؤكد، لأن تكلفة الحرب باتت باهظة للغاية على كل الأطراف، سواء أكان الطرف الروسي مرحباً، أو أوكرانيا والمعسكر الغربي الداعم لها، وأصبحت عبئاً على الساسة ويهدد دعمهم من الشارع السياسي نفسه. وشهر نوفمبر قد يشهد خروج رئيسة الوزراء البريطانية ليز تراس من منصبها بعد الإخفاقات المتكررة التي لازمتها منذ تسلمها المنصب في ظل الاتفاق من قادة الحزب على منحها مهلة شهر لإظهار تحسن في الأداء والنتائج، وإن كان ذلك مستبعداً، خصوصاً بعد وصف بدايات عهدها بأنها الأسوأ في تاريخ رؤساء وزراء بريطانيا.
وفي نوفمبر ستتجه أنظار العالم إلى إندونيسيا التي ستستضيف النسخة الجديدة من قمة دول العشرين التي سيحضرها، بحسب ما هو متوقع، قادة الولايات المتحدة والصين وروسيا في ظل الملفات الساخنة جداً التي تعقد علاقات هذه الدول بعضها ببعض، ما يؤثر بطبيعة الحال على المناخ السياسي والاقتصادي في العالم.
هذه القمة التي أسست لتجمع أكبر عشرين قوة اقتصادية في العالم، وذلك للتنسيق فيما بينهم، تطغى عليها هذه السنة الملفات السياسية الساخنة بامتياز، ما قد يعني تأجيلاً لأي معالجات جادة ومطلوبة بشدة للتعامل مع الأزمة الاقتصادية الحادة في العالم اليوم.
وفي الشهر نفسه، سيكون موعد الانتخابات النصفية في الولايات المتحدة، التي قد تشهد تصويتاً كبيراً لدعم مرشحي الحزب الجمهوري اعتراضاً على سياسات الرئيس جو بايدن وتدهور الأوضاع الاقتصادية تحت إدارته، ما سيؤدي إلى تغيير جذري وكبير في نسب الأغلبية التي كانت لصالح الحزب الديمقراطي في الكونغرس بشقيه في كل من مجلس النواب ومجلس الشيوخ، ما يعني عملياً دخول إدارة البيت الأبيض إلى مرحلة الجمود فيما يتعلق بالتشريعات الجديدة.
وشهر نوفمبر سيشهد أيضاً بداية حقبة نفوذ استثنائية للرئيس الصيني شي جينبينغ الذي منحه الحزب الشيوعي الحاكم في دورته العشرين الأخيرة فترة رئاسية ثالثة لأول مرة، ما يعني مزيداً من الدعم له في سياساته العسكرية والاقتصادية التوسعية، خصوصاً فيما يتعلق بالموقف من تايوان ومن المنافسة مع الولايات المتحدة.
كثر الحديث عن معاناة العالم من أزمة المناخ وكان المقصود بها هو أزمة الطقس وتبدل أحواله من أعاصير وجفاف وأمطار وفيضانات، ولكن يبدو أن الوصف الأدق يكون المقصود به هو أزمة المناخ السياسي في العالم وحاله المسموم بين الدول الكبرى في شكل لم يبلغ له مثيل منذ الحرب العالمية الثانية.
وهذا المناخ المتوتر والمسموم سينعكس بالسلب على نتائج الشركات في مختلف أنحاء العالم وهي تستعد للربع الأخير من العام في ظل أجواء ملغمة وانعدام في معرفة المقبل من الأيام وما ستحمله من أحداث. ولعل فسحة الأمل والوقت المستقطع الوحيد في شهر نوفمبر هو انطلاقة بطولة كأس العالم في نهايته، وهو الأمر الذي قد يصرف الأذهان حول العالم ويأتي بخبر مبهج ومسلٍ يغير من عناوين الأخبار الكئيبة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اللهم بلغنا نوفمبر اللهم بلغنا نوفمبر



GMT 13:12 2024 الأحد ,02 حزيران / يونيو

حديث الأمير الشامل المتفائل

GMT 00:50 2024 الأربعاء ,22 أيار / مايو

مرةً أخرى حول موسوعة تأهيل المتطرفين

GMT 08:18 2024 السبت ,18 أيار / مايو

يا حسرة الآباء المؤسسين!!

GMT 00:12 2024 السبت ,18 أيار / مايو

دعوة للإصلاح أم للفوضى؟

الأميرة رجوة تتألق بفستان أحمر في أول صورة رسمية لحملها

عمان ـ مصر اليوم

GMT 01:07 2024 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

هالة صدقي تكشف عن سبب غيابها خلال الفترة الماضية
  مصر اليوم - هالة صدقي تكشف عن سبب غيابها خلال الفترة الماضية
  مصر اليوم - بلينكن يبحث مع نظيره الإسرائيلي وغانتس مقترح بايدن

GMT 13:05 2024 الأحد ,02 حزيران / يونيو

تحذيرات من ربط الحساب البنكي بتطبيقات الدفع
  مصر اليوم - تحذيرات من ربط الحساب البنكي بتطبيقات الدفع

GMT 00:43 2017 الأحد ,08 كانون الثاني / يناير

انتصار السيسي تطمئن على صحة الفنانة نادية لطفي

GMT 12:37 2020 الخميس ,25 حزيران / يونيو

لاباديا يوضح تدريب هيرتا برلين كان تحديا كبيرا

GMT 08:12 2020 الأحد ,21 حزيران / يونيو

وفاة رئيس الاتحاد الأوروبي لألعاب القوى

GMT 21:23 2020 الأربعاء ,12 شباط / فبراير

طلب غير متوقع من أسرة قتيل فيلا نانسي عجرم

GMT 05:44 2020 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

نانسي عجرم تعود إلى نشاطها الفني بعد مرورها بفترة عصبية

GMT 22:45 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

وفاة المخرج الأردنى رفقى عساف عن عمر ناهز 41 عاما

GMT 22:22 2019 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

رد ناري من خالد الغندور على رئيس الزمالك

GMT 01:55 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

مجوهرات ونظارات عصرية على طريقة نجود الشمري

GMT 21:25 2019 الجمعة ,25 تشرين الأول / أكتوبر

مي كساب تضع مولودها الثالث وتختار له هذا الاسم

GMT 14:54 2019 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

أول تعليق من نيكي ميناج بعد اعتزالها الغناء
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon