توقيت القاهرة المحلي 15:21:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

صانع العشق والجمال

  مصر اليوم -

صانع العشق والجمال

بقلم - خديجة حمودة

وتظل أسطورة بجماليون للكاتب العالمى (برنارد شو) مهما مرت السنين هى رمز العشق والغرام والجمال، وهى الأسطورة اليونانية التى تتحدث عن ملك قبرصى ونحات ماهر صنع تمثالاً لامرأة بارعة الحسن والجمال، فهام بها فابتهل لآلهة الحب (أفروديت) أن تهبه امرأة فى جمال هذا التمثال ليتزوجها، فاستجابت لابتهالاته ورأت أن تقدم له هدية أفضل مما طلب، وذلك بأن تبث الروح فى تمثاله وتبعث فيه الحياة، وهكذا تزوج الملك النحات من محبوبته وسماها (جالاتيا) إلا أن الحياة بينهما اختلفت عن عشقه لمثال الجمال الذى صنعه، وانتهت بأن طلب من (أفروديت) أن تخلصه منها، فأعادوها تمثالاً مرة أخرى، فما كان منه إلا أن حطمه، ولكن عشاق الرومانسية فى العالم وعلى مر الزمان وفى كل دول العالم لا ترضيهم النهايات المأساوية للعشاق، فكان أن خرجت للحياة الأدبية والفنية فى مختلف الأدبيات شرقاً وغرباً عدة روايات ومسرحيات بنهايات مختلفة عن تلك الأسطورة، لعل أجملها وأرقاها فى نظرى تلك التى تقول إن بجماليون تزوج من (جالاتيا) وأنجب منها ولداً هو (بافوس) مؤسس مدينة (بافوس) التى تحمل اسمه، وهى مدينة الحب الشهيرة بجزيرة كريت، ويبدو أن الحب هو السفير الوحيد فى جميع دول العالم وعلى مر العصور الذى لا ترفض أى دولة اعتماده لديها، ليمثل دولته الأصلية التى ولد فيها ويحمل جنسيتها، لذلك يجوب العالم فى حرية كاملة، موجهاً أسهمه للقلوب.

وبعيداً عن تفاصيل أسطورة بجماليون أقول لكم إن للعشق والجمال صناعاً يعيشون داخلنا جميعاً دون استثناء، وإننا بأيدينا وكلماتنا ومشاعرنا ولمساتنا نخرجه للحياة، إلا أن هذا الذى يسكن القلب (الحبيب) ويتحول إلى محل إقامة دائمة له يسجله فى أوراق دفاتر الأحوال المدنية وجواز سفره كثيراً ما يفعل كما حدث فى أسطورة الكاتب الألمانى ويحطم محل إقامته وإيوائه، يحطم غرفة العناية الفائقة الدافئة المزودة بكل الأجهزة التى تعينه على الحياة، والتى تمنحه الهواء والماء اللازمين للحياة، يحطم كل شىء بحثاً عن إشكالية الحب والانفراد بالحبيب والسيطرة عليه كملكية خاصة، وهنا تكون النهاية التى وصل لها برنارد شو وتوفيق الحكيم وغيرهما من الأدباء والشعراء، عندما ناقشوا قضية صانع العشق والجمال كل بطريقته وأسلوبه وفلسفته الخاصة، والطريف أن هناك كثيرين أمثال بجماليون يطلق عليهم صانعو الجمال، بالرغم من أن بينهم اختلافات جوهرية فى الزمن والمكان والتكوين والهدف والأسماء، فمنهم على سبيل المثال أدباء وشعراء وفنانون وأطباء وعقاقير، ويكفى أن أقول لكم إن الأطباء يطلقون على فيتامين (ب) اسم صانع الجمال، لأنه المسئول عن ترميم الخلايا والشباب الدائم وتقوية الذاكرة، ولذلك وجدت أنه لزاماً علىّ أن أحدثكم عن تاريخ العشق والجمال، وعن كيفية الحفاظ على ما نصنعه بأيدينا بعيداً عن قسوة الدمار، حتى لا يعانى أى منكم من ألم الفقد والحرمان والحنين لمن لا يعود، فلا بد أن نتعلم أحبائى من أدبائنا وشعرائنا ومبدعينا هذا الفن، فقد تأثر كاتبنا الكبير توفيق الحكيم بأسطورة بجماليون، وتذكروا أن من أجمل ما قيل عن تلك المشاعر الراقية ما كتبه نزار قبانى محدثاً محبوبته (أنت حلم من الأحلام لا يحكى ولا يفسر، فأنت أحلى خرافة فى حياتى) احتفظوا بأحلامكم وخرافاتكم وادعوا الله ألا تفقدوا أحبتكم أبداً.

عن الوطن القاهريه

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صانع العشق والجمال صانع العشق والجمال



GMT 02:45 2024 الأحد ,16 حزيران / يونيو

القصور تكتظ بهنَّ

GMT 02:41 2024 الأحد ,16 حزيران / يونيو

طمأنينة الحج وفسوق السياسة

GMT 02:37 2024 الأحد ,16 حزيران / يونيو

أحلام كسرى وفلتات الوعي

GMT 02:33 2024 الأحد ,16 حزيران / يونيو

مأساة السودان وثقافة إنكار النزاع الأهلي

الأميرة رجوة بإطلالة ساحرة في احتفالات اليوبيل الفضي لتولي الملك عبدالله الحكم

عمان ـ مصر اليوم

GMT 08:11 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

مدافع الأهلي ياسر إبراهيم يحتفل ببطولاته مع الفريق المصري

GMT 23:17 2020 الإثنين ,07 أيلول / سبتمبر

مؤشرا البحرين العام والإسلامي يقفلان على ارتفاع

GMT 01:16 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

مجد القاسم يطرح أحدث أغنياته الجديدة "أنا نادم" ‏

GMT 06:08 2020 الثلاثاء ,19 أيار / مايو

شريف إكرامي يرد على مدحت العدل

GMT 01:32 2020 الثلاثاء ,18 شباط / فبراير

فايلر طلب من مسؤلي الأهلي تأجيل قمة الدوري المصري

GMT 00:35 2019 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

شيرين رضا أناقة ما بعد الخمسين بأسلوب بنات العشرين

GMT 20:29 2019 الجمعة ,05 تموز / يوليو

ننشر الأسعار الجديدة لتذاكر النقل العام

GMT 23:41 2019 الثلاثاء ,25 حزيران / يونيو

مؤشر سوق مسقط يغلق منخفضًا الثلاثاء

GMT 09:52 2019 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

إلينا سانكو تفوز بلقب "ملكة جمال روسيا" لعام 2019
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon