توقيت القاهرة المحلي 04:52:41 آخر تحديث
  مصر اليوم -

غاز المتوسّط.. معادلات جديدة

  مصر اليوم -

غاز المتوسّط معادلات جديدة

بقلم - كمال بالهادي

افتتحت مصر حقل «ظهر» للغاز، الذي يعتبر أكبر حقل مكتشف إلى حد الآن في البحر المتوسط، بواقع احتياطي يبلغ 30 تريليون قدم مكعبة، أي نحو 10 مليارات متر مكعب، ما سيجعل من مصر قوة طاقة في حوض المتوسط، وسيغيّر من معادلات كثيرة قائمة الآن.

دخول مصر سوق إنتاج الطاقة كبلد محقق للاكتفاء الذاتي من طاقة الغاز، وبلد له فوائض إنتاج، تمكنه من دخول قائمة الدول المصدرة للغاز، سيعني ظهور حقائق جديدة، أشار إليها الرئيس عبد الفتاح السيسي أثناء تدشينه المشروع.

على المستوى السياسي، بدأ الضرب تحت الحزام بصفة مبكّرة، لأن الحديث عن صراع دول حوض المتوسط على الغاز قد بدأ منذ سنوات، وحتى قبل ما يسمى «الربيع العربي». وفي هذا المستوى يمكن قراءة جملة من الحقائق، نوجزها في النقاط التالية:

- هناك قوى إقليمية ودول راهنت على أن يكون حقل «ظهر» سبباً في تأزم علاقات مصر مع اليونان، وقبرص، بسبب خلافات حدودية في البحر المتوسط. وحاولت بعض الدول التشكيك في أحقية مصر بالحقل، ولكنها لم تنجح، حيث أشار السيسي إلى أنّ «الاستكشافات الجديدة في مجال الغاز الطبيعي، لم تكن تحدث لولا ترسيم الحدود بين مصر وقبرص». وهذه رسالة مباشرة إلى قوى داخلية، أو دول منافسة في مجال الغاز لا تريد أن تكون مصر قوة «غازيّة» في قلب المتوسط.
- بالنسبة إلى الشأن الداخلي المصري فإن الاكتشاف الجديد، سيمثل إنجازاً جديداً يخفف من أعباء التوريد التي تمثل 1.2 مليار دولار شهرياً تدفعها مصر لتأمين احتياجاتها من طاقة الغاز، وهذا سيعني مالياً ليس التخلص من عبء التوريد فقط، بل الانتقال إلى مرحلة جني المكاسب المالية، من عوائد التصدير.
- لو نظرنا إلى خريطة الطاقة في المتوسط، سنجد أن حقل «ظهر» المصري، يكمل تشكل عقد هلال الطاقة في جنوب المتوسط يمتد من مصر ليصل إلى الجزائر مروراً بليبيا. وهذه الدول الثلاث تشترك في إنتاج الغاز، اثنتان منها تشتركان فضلاً عن الغاز في كونهما دولتين مصدرتين للنفط. ومن الناحية الاستراتيجية، ستكون ثلاث دول عربية متحكمة في تجارة الطاقة في البحر المتوسط، وهي حقيقة ستزعج الكثير من الدول المناوئة التي سعت إلى السيطرة على خطوط إنتاج الطاقة وتصديرها في منطقة تعتبر قلب التجارة العالمية النابض.
هذه القوى مثل تركيا، و«إسرائيل»، سعت إلى إثارة مشاكل تقاسم حقول الغاز المكتشفة مؤخراً في شرق المتوسط، وتكفلت وسائل إعلام معينة بإثارة مواضيع مثل عدم ترسيم الحدود في مساعي يائسة لوقف تقدم مصر في إنجاز مشروع «ظهر».
حقل «ظهر» هو ثروة مصرية، ولكنه سيفتح شهية الصراع الإقليمي على الغاز. فالشراهة لهذه الطاقة قد تدفع إلى تحولات جيوسياسية خطيرة، وإلى نزاعات، وحروب قد لا يتأخر فتيلها في الاشتعال. «إسرائيل» التي اغتصبت الأراضي العربية، لم تتأخر في إشهار حرب على المواقع النفطية التي تقع ضمن حدود لبنان المائية. حيث اعتبر وزير الحرب إيفجدور ليبرمان، أن فتح لبنان مناقصة دولية لبدء حفر اكتشاف للنفط والغاز في المنطقة الاقتصادية البحرية بين لبنان و فلسطين المحتلة، «عملية استفزازية كبيرة»، وأن «مشاركة شركات دولية في عمليات التنقيب هو خطأ فادح». لبنان استشعر الخطر، وعبر عن لجوئه إلى المؤسسات الدولية لحفظ أحقيته في امتلاك تلك المنطقة. حيث قال الرئيس ميشال عون «لبنان تحرك لمواجهة هذه الادعاءات «الإسرائيلية» بالطرق الدبلوماسية مع تأكيده على حقه في الدفاع عن سيادته وسلامة أراضيه بكل السبل المتاحة»، من جانبه قال رئيس الحكومة سعد الحريري «إن هذا الادعاء باطل شكلاً ومضموناً، ويقع في إطار سياسات «إسرائيل» التوسعية والاستيطانية لقضم حقوق الآخرين، وتهديد الأمن الإقليمي». ويقدر الاحتياطي اللبناني من الغاز ب94 تريليون قدم مكعبة ونحو 865 مليون برميل من النفط، وهي أرقام تسيل لعاب حكومة الاحتلال، وتدفع قادتها إلى البحث عن ذرائع تبرر لها شن حرب على لبنان، هي في الواقع حرب من أجل السيطرة على منابع الطاقة.

نقلا عن الخليج الاماراتيه

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

غاز المتوسّط معادلات جديدة غاز المتوسّط معادلات جديدة



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

GMT 10:26 2020 الخميس ,16 إبريل / نيسان

فساتين خطوبة باللون الأبيض لعروس الصيف

GMT 17:46 2019 الجمعة ,12 تموز / يوليو

حريق هائل في منزل بـ كفرالشيخ في الغربية

GMT 16:05 2019 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

سلمان خان يستعد لافتتاح 300 صالة جيم
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon